Archived: الواقع العشائري العربي في مدينة رأس العين

حسن  برو : كلنا شركاء

في المقال السابق كنا قد تكلمنا عن التواجد المسيحي  في مدينة (رأس العين أو سري كانيه) وكيف تحولت هذه الطائفة من مكون رئيس إلى أقلية خلال الفترة الماضية ، بسبب دخول  بعض الكتائب المقاتلة إليها وسيطرتها على  المدينة  إضافة إلى هجرة الغالبية العظمى منها  إلى الدول الأوربية، فالتنوع  الموجود في المدينة وريفها يعود إلى مراحل تاريخية شهدت هجرات  كثيرة منها إليها ، كما أشرنا في مقالنا السابق  وقد شهدت  المدينة وريفها هجرات متتالية  من قبل  العشائر  العربية والكردية  وفرغت في مراحل تاريخية معينة وسنأتي على ذكرها في  مواقع  أو مقالات أخرى.

وما يهمنا في هذا المقال  هو الواقع العشائري لمدينة (رأس العين أو سري كانيه)  الآن والتي شهدت تغيرات جمة خلال فترة حكم البعث، أو بالأصح أبان حكم جمال عبد الناصر  بين ( سوريا ومصر ) حيث لاقت تغييرات منظمة من قبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم فأول الهجرات المنظمة تمت  من قبل حكومة الوحدة في 1958-1961 حيث  نُقل العديد  من أبناء  الداخل (حوران والسلمية) إلى القرى المحيطة  بمدينة رأس العين  بخاصة  في حي الخوارنة جنوبي المدينة وقرى المناجير  والأربعين  جنوبي غربي مدينة رأس العين .لتليها تطبيق  الحزام العربي وبشكل منظم من قبل النظام في 1973 وتوطين العرب من مدينتي “الرقة وريف حلب ”   المغمورين في مدينة رأس العين وقراها واستمرت لبدايات التسعينات من القرن الماضي .

والتقسيم العشائري لمدينة رأس العين :

بشكل عام  يبلغ عدد سكان رأس العين وريفها حوالي 110 ألاف نسمة  حوالي  45% من سكانها يعيش في الريف  بينما يشكل  سكان الريف 55 % أو أكثر بقليل  ويعود ذلك إلى التغيرات الموسمية والبيئة الزراعية للمدينة حيث يقصد سكان القرى  المدينة شتاءً ، بينما يتفرغون للأعمال الزراعية  صيفاً ويمكن تقسيم المدينة على الشكل التالي 38% كرد و42% عرب و20 %مكونات أخرى  من (المسيحيين والشيشان والأرمن والتركمان والأشوريين) بينما تختلف هذه النسبة في الأرياف  حيث يغلب عليها الطابع العربي وبخاصة من الجهة الغربية  باتجاه مدينة تل أبيض  حيث يصل نسبة العرب  إلى 80% في اتجاه الشرق  فأن النسبة تقل  لتكون خليط عربي كردي بعيش مشترك  ومع ذلك تبقى الغالبية  لقرها للعنصر العربي ، أما الجهة الجنوبية فهي خليط عربي كردي أشوري، إيزيدي وبنسبة أقل الشيشان  وتتبع إداريا لبلدة تل تمر ، أما شمالاً فالحدود التركية  بطول /85/كم تبدأ من كسرة إلى المبروكة .

وأبرز العشائر العربية هي :

عشيرة الحرب : هي عشيرة عربية  تعيش بشكل رئيسي في القرى الشرقية لمدينة رأس العين  والحي الجنوبي ” طريق الحسكة “وتنقسم إلى أفخاذ (البو سالم ، البوموسى ، النصل  الحيان ، الراشد ) وكان  يتزعماها المرحوم  حسن عبيد الخليل  من ” قرية تل الحرمل ” وكان يتمتع بعلاقات طيبة مع الكرد والمكونات الأخرى  ، وبحسب وصيته  تم لفه  بالعلم الكردي أثناء جنازته ، ومنع  اعتداء البعثيين على المحلات وأملاك الكرد في بلدة أبو رأسين  في أحداث أذار 2004″ واعتبر ما حصل وقتها فتنة سعى  إليها النظام لضرب  الكرد” وهو من أكثر شيوخ العشائر العربية شعبية بين  المكونات الأخرى وخاصة الكردية منها  ،ويرجع بأصولهم إلى الجزيرة العربية  ولهم صلات القرابة مع ” عشيرة الحرب في ريفي حمص وحماة” بالإضافة إلى انتشار بعض قراهم في تركيا  على الجانب الشمالي من الحدود السورية ،وهناك صراع خفي بين ابناء هذه العشيرة بسبب مولاة البعض للنظام بشكل كبير.

عشيرة الشرابين : وهي عشيرة عربية  تسكن في القرى الغربية والجنوبية باتجاه بلدة تل تمر بالإضافة إلى حي المحطة في لمدينة رأس العين يدعون نسبهم إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني ، وينقسم  الشاربين إلى  أفخاذ كما كل العشائر المتواجدة في الجزيرة السورية  “البوزو، البومحمد، الحز كاوي ، البومصرة ، البهيم ،البوعمر ،السهم ”  ويتزعم هذه العشيرة في مدينة رأس العين  كلاً من عضو البرلمان السوري  علاء الدين رزيقو ” أو الرزيكو” إضافة إلى شقيقية الأكبر خليل رزيقو والذي ترك المدينة مؤخراً بعد سيطرت وحدات حماية الشعب على معظم المدينة وريفها بينما بقي شقيقه” عضو مجلس الشعب ” في مدينة الحسكة في مناطق سيطرة النظام  ولها امتداد في تركيا أيضاً  في عدة قرى حدودية.

ملاحظة : ” يتمتع عشيرتي الشرابين والحرب  بحلف تاريخي مع العشائر الكيكية الكردية بسبب وقوف الكيكية معها  في محاربة عشائر البكارة التي هاجمت منطقة ريف رأس العين والدرباسية  من جبل عبد العزيز  في محاولة للسيطرة على القرى والمراعي  في بداية 1943 “

عشيرة عدوان : وهي عشيرة عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى الأردن ثم حمص والبعض إلى منطقة رأس العين و تركيا وتنقسم العشيرة إلى الأفخاذ “الناصريين ، الشرفة  ،شبيل ،البهيمة الدحامسة” ويتواجد أفراد هذه العشيرة في الجهة الجنوبية والغربية لرأس العين يتزعم هذه العشيرة حلو الحلو  من قرية الجنيدية ، وبشكل عام كانت لهذه العشيرة دور بارز في سرقة ونهب المحلات الكردية  في اذار 2004 باعتبار الغالبية العظمى كانت تنتمي إلى البعثيين وفي المراكز الحساسة للدولة ، واعتبروا أنفسهم من حماة الدولة وهاجموا منزل فؤاد باشا   وتم قتل ابن عمه نوري ابراهيم باشا وعلاقاتهم سيئة مع الكرد  على إثر  تلك الأحداث والغالبية العظمى تحولت من مولاة وانقلبت على النظام إثر دخول الكتائب الاسلامية والتحقت بها ، وقد هاجر عدد كبير منهم  بعد سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على المدينة ، بينما أنشق ابن الشيخ حلو الحلو” محمد الحلو عضو مجلس الشعب ” والتحق  بالمعارضة وعاد إلى  في العام الماضي إلى أحضان النظام معرباً عن  ندمه  … بينما هاجرالغالبية منهم إلى تركيا .  

عشيرة البكارة : قبيلة عربية  قديمة تدعي نسبها إلى الإمام محمد الباقر إلى أن يصل نسبهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وتنشر في القرى  الجنوبية والغربية لمدينة رأس العين وبشكل مطلق يدينون لشيخ فبيلتهم محمد الفارس مؤسس ” المقنعين ” في مدينة القامشلي عشيرة جيس : عشيرة عربية قديمة هاجرت من شبه الجزيرة العربية  منذ الفتوحات الإسلامية لها عدة قرى في رأس العين وأيضاً تركية   في أورفا ” منطقة حران ” وتنقسم العشيرة إلى الأفخاذ التالية “عبادة وجميلة وسالة و الصرامدة “

عشيرة الجيس: وهي عشيرة صغيرة بالمقارنة مع العشائر الأخرى  وتسكن في قريتين شرقي مدينة رأس العين ، وأفخاذها هي ” عبادة وجميلة وسيالة والصرامدة ” وكان  يترأسها  عيدان الأحمد  وفيما بعد ترأسها جاسم الجاسم  من قرية علوك .

عشيرة النعيم : هي العشائر العربية الصغيرة تدعي بقدومها من مكة والبعض منهم يوصل بنسبه إلى الامام الحسين والغالبية في مدينة رأس العين  من فخذ السادة  المنقسمين بين الكر والعرب وكان يترأسها حمد شيخ شحادة ولكن كان للمرحوم حسين الهدار محافظ حمص السابق  الكلمة بين افراد هذه العشيرة .

أما المغمورين : بشكل عام لا يعتبرون من مكونات العشائرية في منطقة رأس العين وريفها بسبب استيلاء  النظام والحكومات على الأراضي ومنحها اياهم  في إطار مشروع الحزام العربي  1973وهو ماخلق نوع من الحساسية بين العشائر العربية الأصيلة في  المنطقة  والوافدين الجدد إلى المنطقة  ويتكون المغمورين  من “عشيرة الولدة و البوشعبان والبوظاهر والبوصلاح ”  وعوضتهم  الحكومة السورية بأرض  بدلاً  من الأراضي التي غمرها سد الفرات  ويتزعمهم “محمود شواخ البورسان” في قرية أم الفرسان في القامشلي ،  ويتوزع المغمورين في قرى الأكثر خصوبة وبمدارس نموذجية ومراكز ارشادية زراعية  تفتقدها القرى الأخرى ( برقة – الأسدية – تل أرقم – المثنى – تل حضارة – الراوية – الهنادي –الدهماء- عرنان – العزيزية )  .

وتطالب الأحزاب الكردية في سوريا بشكل عام بإلغاء نتائج الحزام العربي  لأنه جاء في إطار مشروع عنصري الهدف منه تغيير  ديمغرافية المنطقة ………….يتبع

اقرأ:

المسيحيون في رأس العين من مكون رئيس إلى أقلية