المحامي ادوار حشوة: مفارقات تدعو للخجل في لبنان

المحامي ادوار حشوة: كلنا شركاء

ما يحدث الان في لبنان من تضييق على السورين الهاربين من الظلم بغية تطفيشهم أو تسليمهم جبرا للسلطة الباغية وللاسف بالتعاون بين حكومة لبنان ودولة ايران في لبنان.

لذلك لا بد ان نذكر حكومة لبنان وقادة السياسة فيه ببعض الحقائق لكي يتوقفوا عن تضخيم حجم الوجود السوري اللاجئ وتعميم الخوف منه على كيان لبنان وهذه الذكرى قد تنفع لوقف هذه العدوانية التي تنشر الكراهية وتقفز على حقائق التاريخ.

1- ان لبنان الكيان الذي تخافون عليه كان نصفه سوريا في الجغرافيا وفِي السكان والقرابات.

فقد تم انشاء لبنان الحالي بقرار من سلطة الانتداب الفرنسي عام ١٩٢٠ موقعا من الجنرال غورو وكان لبنان يضم الجبال الغربية التي تطل على المتوسط فقط فتم اقتطاع (عكار وطرابلس وبعلبك وراشيا وجبل عامل وصور وصيدا وقسما من بيروت) من سوريا وضمت الى لبنان فهل اذا تعرض أهل سوريا للظلم وهرب قسم منهم الى اهلهم في هذه المناطق يصبحون احتلالا اجنبيا ويهددون مستقبل لبنان؟

2- لا أقول ذلك للمطالبة بهذه الأقضية فنحن في سورية لم نعتبر أبدا ان الحاقها بلبنان يمثل عارا ولا نحن يوما طالبنا باعادتها وما عدا ان الأسد حين قررت حكومة صاىب سلام احالة ملف اغتيال اللواء محمد عمران الى المجلس العدلي مع الادانة الثابتة على تورط مدير مخابرات الأسد نزيه زرير بالذات بالقتل فاستدعى ابنة رياض الصلح وحملها التهديد بانه سيطالب بإعادة الأقضية الأربعة .

بالعودة الى العهد الوطني السوري نورد نص كلمة الزعيم أكرم الحوراني في جلسة مجلس النواب بتاريخ ١٥-١٠-١٩٤٣حيث قال عن الأقضية مايلي :

(أعلن لاخواننا اللبنانيين ان يضموا اليهم ما اختاروا من الداخل فأي ارض أرادوها هي ارضهم وبلادهم وأي سكان في هذه البلاد هم اهلهم وإخوانهم لا نعدً نحنً الواهبين ولا هم الموهوبون وما كان لبنان في يوم من الأيام اجنبيا بل كان بلدا مجاهدا عربيا وهو البؤرة التي تشع منها النهضة واليقظة في الوعي العربي منذ اجيال ان وطننا هو وطنهم ولغتنا هي لغتهم ودماؤنا هي دماؤهم ومصلحتنا هي مصلحتهم).

ومنذ عام١٩٤٣ ثبتت سوريا كيان لبنان الذي يخاف بعضهم عليه ظلما وخفة ونقصا في المصلحة والمستقبل مستفيدا من ضعفنا دون ان يدركوا اننا جزء من الفينيق الذي منهم يحترق ثم يعود.

3- ما يدعو للخجل ان لبنان الذي تجمعت فيه على مر التاريخ قوافل المقهورين والخائفين وطلاب الحرية يرفض بعضهم فيه سورين قهرهم الاستبداد وشردهم بالتعاون مع دولة ايران في لبنان التي وحدها لا هؤلاء تهدد كيان لبنان وابتلعت السلطة فيه.

4-وجود مليون ونصف سوري هارب ومهجر وخائف ليس مشكلة تؤذي لبنان لأنه في الأحوال العادية كان يوجد في لبنان مليون عامل سوري يعملون ويعودون ولَم يكونوا يوما يزاحمون عمال لبنان لان لبنان بحاجة اليهم ويعملون في الزراعة والبناء حيث اللبنانيون أقلية منهم تعمل فيهما.

5- فات قادة لبنان ان مليون من شعب لبنان ومن كل طوائفه لجأوا الى سوريا اثناء الحرب الأهلية عام ١٩٧٥ ولا احد في سوريا سلطة وشعبا قال الا أهلا.

ولَم تقم سوريا باستحضار خيام ولا مركز إيواء لان اللبنانيين سكتوا بيوت أقربائهم وأهلهم في سوريا وهذه ظاهرة يجب ان يفهم من يقود الكراهية ضدنا مغزاها وان يخجل من عمل الضد .

6-قادة لبنان حين واجهتهم الحرب الأهلية عام ١٩٥٨ لجأوا الى سوريا واستقبلوا بكل الحب والترحاب ومنهم الأخ الصديق فخامة سليمان فرنجية الذي حل في حُمُّص وروضتها وانا أعيب على سليمان فرنجية الحفيد ان لا يرفع الصوت في نجدة المقهورين. لكي لا يغضب عليه جده على الأقل وانتظر موقفه .

هناك في لبنان من يختزن في الذاكرة وحشية ونهب وتعذيب قوات الاحتلال السوري لهم ويريدون تعميم هذا الكره على كل السورين ويريدون ترحيلهم معا.

ان هذا القمع الذي تعرضوا له هو نفسه الذي تعرضنا له وهو سبب الانفجار الذي قاد قوافل الهاربين الى لبنان ويحق للبنانين ان يكرهونا فيً حالةً واحدة هي اذا كان الذي جلدهم لم يجلدنا معهم وأكثر.

7- هناك معادلة سياسية يتجاهلها بعض قادة السياسة في لبنان وهي ان لبنان الديمقراطي والحر لا يمكن ان يشعر بالامان وبعيدا عن الخوف على كيانه اذا كان في سوريا ونظامها ديكتاتوري يخاف على نفسه من إشعاع الحرية في لبنان فيعمل على تهديم حرياته.

لبنان ديمقراطي وحر وسوريا ديمقراطية وحرةًهذا وحده يحمي لبنان وكيانه وحرياته وإشعاعه الحضاري وما عدا ذلك هو الخطر وبالتالي من مصلحة لبنان ان يقف مع الحرية لا ضدها ليحفظ مستقبله .

لكل ذلك أقول لحكام لبنان وقادته ما يجري عيب وعار أوقفوا هذه المهزلة لن يبقى في لبنان سوري واحد إلا اذا كُنتُم بحاجة اليه حين يعود السلام الداخلي الينا وسيعود.

وهذا هو السؤال