on
السفير بسام العمادي: جنيف آخر
السفير بسام العمادي: كلنا شركاء
ها قد مر جينيف آخر وازداد التراجع تراجعاً. الوسيط غير النزيه استطاع بثعلبيته المعهودة أن يمرر شوطاً جديداً بتوغل أبعد من الاستهتار بالوفد التفاوضي والتعالي عليه، فقد أهمله ولم يعقد معه اجتماعاً إلا بعد مرور يومين على تواجده في جينيف. ومغالاة في الاستهتار لم يقدم حتى جدول أعمال لهذه الجولة، بل وصرح بأن الاجتماعات ستكون للتقنيين الذين ابتدع آلية استشارية خصيصاً لتحويل الاهتمام من تفاوض سياسي مع ممثلين عن “المعارضة” إلى تفاوض تقني مع أشخاص من خارجها ليتفاوضوا على سلال تفتق عنها مكره وخبثه.
إلى متى يستمر وفد الهيئة العليا للمفاوضات في مسايرة هذا المبعوث الذي أطاح بكل الممارسات المهنية واخترع ممارسات لم تشهد الدبلوماسية مثلها انحطاطاً وتملصاً من الواجب الذي تفرضه عليه مهنته، وكل ذلك ليحافظ على مهمته التي أعادته من الموت الوظيفي، حتى لو كلفه ذلك تقديم بيانات وادعاءات كاذبة لمجلس الأمن يوهمه فيها بأنه يحقق في كل جولة انجازات في المفاوضات. قد يقول البعض أن الدول الفاعلة تريد أن يكون الأمر على ماهو عليه، لكن المشكلة أن هذا المبعوث يضع المسؤولية في الفشل على “المعارضة” ويبرر ألاعيبه باتهام المعارضة بالتشتت والتفرق، والمصيبة أن وفد المعارضة تنطلي عليه الخدعة ويبرر أنه يجري حوارات مع منصات يعتبرها ديمستورا تمثل المعارضة. بينما كان على الوفد المفاوض أن ينتقل للهجوم بدلا من الدفاع عن اتهامات ديمستورا، وأن يوقفه عن ممارساته الخاطئة من خلال مقارعته تقنيا ودبلوماسيا بما يجب أن تكون عليه المفاوضات، من حيث جدول الأعمال وارتباطه بالمرجعية الرئيسة التي شكلها قرار مجلس الأمن، وبالتالي يتم فضح النظام بأنه لايريد الدخول في مفاوضات، وأن قواده الذين ارسلهم إلى جينيف مهمتهم هي تمييع المفاوضات والتحدث عن الإرهاب الذي قوننه ديمستورا بحشره سلة رابعة من سلاله سيئة الصيت.
إذا استمر الوضع على حاله فسيتم التراجع حتى نرى وفد التفاوض يستجدي حتى الجلوس على كرسي التفاوض، وسيحل مكانه تقنيين وأعضاء منصات شكلها بشار وحلفاؤه ويعينهم ديمستورا ضارباُ عرض الحائط بكل اعتراضات وخطابات وفد الهيئة.
Tags: محرر