on
Archived: د. محمد مرعي مرعي: عندما يستلم ضباط الجيش والمخابرات قيادة الدول؟؟؟
د. محمد مرعي مرعي: كلنا شركاء
باستثناء عدد قليل جدا من قادة الدول الذين نجحوا في الحكم ونقلوا بلادهم من حالة الدول المتخلفة إلى مصاف الدول المتقدمة واسهموا بشكل نوعي في تطويرها، فإن الغالبية العظمى من الحكام القادمين من سلك الجيش والأمن حولوا بلادهم إلى خراب ودمار وتخلف وجهل وفساد وجرائم على كافة الصعد سيما في الدول العربية .
ينطبق ذلك على من وصل للسلطة عبر انقلابات عسكرية أو انتخابات مزيفة شكلية وجعلوا من أنفسهم وأسرتهم وطائفتهم وعشيرتهم الدولة والأمة والوطن والاقتصاد والمجتمع والثقافة والعلوم والتاريخ والجغرافيا إلخ …
ولعل تذكير بسيط بواقع الحكام العرب ممن تسلقوا إلى السلطة عن طريق الوظائف العسكرية والامنية يقدم خير دلالة عن مآسي الدول العربية وأمتها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية بدءا من سوريا ( حسني الزعيم ، الحناوي، الشيشكلي ، صلاح جديد ، حافظ الأسد ووريثه بشار) ،ومصر ( جمال عبد الناصر ، السادات، مبارك، السيسي) ، والعراق ( عبد الكريم قاسم ، البكر ، صدام حسين) ، واليمن ( عبد الله صالح وأبنائه، منصور هادي ) ،وليبيا ( القذافي ، وأبنائه ، حفتر)، والسودان ( جعفر النميري ، عمر البشير )، وتونس ( بن علي ) ، والجزائر ( بومدين ، بن جديد ) ، والصومال ( سيد بري ) إلخ …، إذ حول هؤلاء الحكام الوحوش البلاد التي حكموها بالحديد والنار إلى مزارع خاصة بهم وأبنائهم وعائلتهم وطائفتهم وعشيرتهم ومرتزقتهم، واعادوا تلك البلاد إلى مستويات الحضيض من التخلف والجهل بما لا يقارن مع أشد الدول تخلفا في العالم .
ها هي روسيا حاليا يحكمها ضابط مخابرات (بوتين) خريج تلك المدرسة الاجرامية الافسادية في الحكم ورث بلادا مفككة وتمتلك ثروات طائلة تقدر بنصف ثروات العالم لكنه يحرص على عدم استثمارها أو استغبالها علميا وتقنيا واقتصاديا كي يبقى الشعب الروسي يعيش الجهل والفقر ويحكمها مع مافيات ومرتزقة- كما هو حال سوريا آل الأسد – بغية الاستمرار في قيادة شعب جاهل فقير يعيش يومه علىى الفودكا والبطاطا في أحسن الحالات . ويتوهم هذا الضابط الجاهل بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية أو الاقتصادية او التنمية بل وحتى العسكرية الاستراتيجية إلى فرض حالة وجود دولته بما ورثه من سلاح نووي / كيميائي / صواريخ بالستية أو طيران تدمير أهوج ، على طريقة الحكام الضباط العرب الذين دمروا بلادهم وفككوها ، لذلك هو يدافع الآن وسيبقى يدافع عن أشباهه من الحكام الضباط العسكريين حتى النهاية لأن ارتباط بنية حكمه بسلطاتهم في بلادهم عضوي وبنوي ووجودي ، وليس بمصالح فقط كما يحلل البعض ، لأن بقاء هكذا شخص في حكم بلاده مرتبط على المستوى الدولي وعلاقاته بوجود حكام مجرمين وفاسدين مثله في بلاد أخرى ، ويعمل هذا الحاكم برعونة لاستخدام كل ما يمتلك من قوى عسكرية لضرب الثورة السورية بأمل القضاء عليها وإنهاء إرادة الثورة لدى الشعب السوري ، والحفاظ على حكم آل الأسد شبيهه في سوريا ، أو حين فشله عسكريا في سوريا سيسعى إلى استقدام ضباط آخرين من المدرسة نفسها ، ممن تاريخم وآبائهم ملوث ومعجون بالفساد والتخريب والعمالة للخارج مثل الترويج لابن احد الضباط من بقايا سلطة آل الأسد ليس حبا بهم بل لديمومة نهج حكم الجريمة والفساد والتخريب والعمالة في سوريا والدول الشبيهة بها .
لذلك ، يكون جاهلا بالعلوم السياسية وإدارة نظم الحكم كل من يعتقد أن حاكما عسكريا مثل بوتين أو غيره سيعمل على ايجاد حل سياسي في سوريا يغير سلطة آل الأسد وامتداداتها من أوباش سوريا ، بل سيستميت كي تبقى هذه الفئة بالحكم ضمانا لوجوده أولا وتكريس نفوذه على المستوى الدولي , ويبقى الحل الوحيد للتعامل مع هكذا حكام مجرمين المواجهة الثورية العسكرية حتى النهاية لفرض حل سياسي يتم عبره استبعاد سلطة آل الأسد ومرتزقتها عبر القوة العسكرية فقط مهما كلف ذلك من تضحيات ، وإبعاد سوريا المستقبل عن دول المافيات والجريمة والتدمير مثل روسيا وايران الفارسية الشيعية وأذيالهما بالعالم ، كون ما ستكسبه سوريا وشعبها بالمستقبل يستحق تلك التضحيات والخلاص من عالم الجريمة والتخريب المجتمعي والوطني طيلة 50 عاما ، وبناء دولة القانون والحريات والعدالة والمساواة للجميع .
Tags: محرر