on
Archived: من الصحافة الروسية: روسيا ضد حلف شمال الاطلسي (الناتو).. كيف ستتطور الأحداث الآن في سوريا؟
ار بي سي: اسماعيل العودة الله- السوري الجديد
اجتياز الحدود التركية من قبل الطيران الحربي الروسي من المرجح أنه مجرد ذريعة، والسبب الحقيقي للمأساة هو أن روسياتقصف في سوريا أولئك المعارضين اللذين يرغبون في تدمير الأسد.
الحالة الأسوأ
حدث ما كنا نخشاه جميعاً، لقد اٌسقطت المقاتلة الحربية الروسية، وحسب مصادر مختلفة قتل طيار واحد على الأقل.
وقعت المأساة في أسوء الحالات المتوقعة، حيث إن الطائرة الروسية لم تسقط من قبل الإرهابيين أو المعارضة السورية، ولكنها أسقطت من قبل دولة عضو في حلف الناتو، مع العلم أن المعارضة السورية تستخدم أسلحة ذلك الحلف لمحاربة الأسد، ولكنها لا تمتلك أسلحة متطورة لذلك قامت تركيا بهذه المهمة.
ويتهم بوتين تركيا بـ ” المساعدة والتحريض على الإرهاب “، وتؤكد أنقرة أن الطائرة انتهكت الحدود السورية التركية. حيث سيكون هناك أدلة لطرف ثالث، على سبيل المثال الصور الفوتوغرافية من الأقمار الصناعية المراقبة لسوريا؟ نعم، ولكن هل
سوف توضح هذه الصور الأمور؟ بعد كل هذا، لا أعتقد بأننا سنثق بالأدلة التي ستظهرها جهة ليس على الأقل ودية معنا (على سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية) ومع ذلك، فإن بعض المصادر في الولايات المتحدة وفقا لرويترز، تشير في الواقع الى أن اسقاط الطائرة الروسية تم فوق الأراضي السورية.
المهم أن الجانب الروسي كان في مأزق حيث لا يمكن أن “يترك هذه الفعلة (العدوان) دون عقاب”، ولكن قدرة روسيا على مقاومة الناتو لا يمكن أن تتم دون خسائر كبيرة، لذك ينبغي علينا أن نستبعد شنّ هجمات على أهداف في تركيا بواسطة ترسانة الأسلحة الحربية ويجب ان نستبعدها من وسائل الانتقام ونتيجة لذلك، قد يكون الجواب غير متكافئ ولكنه سيعطي نتائج جيدة.
على سبيل المثال وسائل الانتقام في مجال الاقتصاد والسياحة والطاقة … لكن أولاً وقبل كل شيء يجب على المحطات الروسية إيقاف الحقن المستمر للهستيريا على شاشة التلفزيون، والتي تستثير الجمهور نحو أعمال خطيرة ستكون حافزاً إضافياً في التحريض على السلطات الروسية، إلى تصعيد العمليات ضد تركيا التي طبعاً ستدعم من قبل الشعب، وفقاً لاستطلاعات الرأي، فإننا لسنا خائفين جدا من وقوع حرب عالمية ثالثة.
ليس أولئك من نقصفهم
في هذه اللحظة من الواضح أن كل من المخاطر والتوقعات المصاحبة للعملية العسكرية الروسية في سوريا، لم تكن ضمن الشكوك او الظنون. وحتى إن الكلام والتهديدات لم تصل الى إطار استهداف الطائرات الروسية وهذا ما نسميه على مشارف الخطيئة، ومع أي اجتياز أو اقتراب بسيط للحدود مع تركيا، كانت أنقرة تحذر مراراً وبسخط، وكان يبدو لنا بأن الطرفان قد اتفقا على تسوية “سوء التفاهم” سلمياً، لكنه لم يكن كذلك.
إن جزءا كبيرا من المشكلة لا يزال يكمن في تحديد أهداف القصف الروسي، الذي يتم تحديده بشكل رئيسي من قبل جنرالات الأسد لروسيا وفق مطالبهم، وقد نشأت هذه المشكلة مع الأيام الأولى من العملية، وعلى ما يبدو لم تحل حتى الآن، وإذا صدقنا القيادة التركية، فإن الطائرات الحربية الروسية تسقط حمولتها على رؤوس التركمان السوريين، وهنا يجب مراعاة مصالح تركيا، بالمناسبة تركيا ليست فقط معارضة لنظام الأسد وداعش ولكن أيضا للمجموعات المسلحة الكردية التي تدعم الأسد ومرتبطة بحزب العمال الكردستاني (المسؤول عن الهجمات الإرهابية في تركيا).
بالطبع فإن توجيه معظم الضربات الجوية الروسية نحو داعش، من شأنه تسهيل مهمة تضامن الحلف مع موسكو ضد داعش (الحلف مكون من دول غربية وعربية)، على الأقل على أرض المعركة كما يقولون بحكم الواقع، وبالنسبة لداعش لا يوجد وبصراحة أي دولة تدعمها، الطيران الروسي يستهدف الجماعات المعتدلة التي تحارب الأسد وداعش ايضاً، وكما نرى فإن هذا الاستهداف للمجموعات المسلحة المعتدلة، قد أحدث تغييراً في مجرى الأحداث وذلك بعد المشاكل والخسائر التي منيت بها، وهذه المشاكل ظهرت لأنها مدعومة من طرف دول المنطقة وممالك دول الخليج العربي.
ونذكر أنه وقبل أسبوعين، هددت المملكة العربية السعودية وقطر بدخول وحدات مقاتلة لها في سوريا، إذا لزم الأمر، ومن الواضح بأن إيران وحزب الله اللبناني يحاربون الى جانب الأسد، ويقولون لماذا في النهاية لا يقاتل العرب الى جانب الفصائل
المعتدلة ضد الأسد وداعش؟ وهذا يعني احتمالية مواجهة الطيران الروسي الذي يقاتل لجانب الأسد، باختصار خطر وقوع تصادم بين الدول، تقريباً كما هو الحال مع تركيا اليوم.
الحرب العالمية غالباً ما تنمو من الصراعات المحلية، ولكي لا يحدث ذلك ونتجنبه، على روسيا أن تقرر أما ان تقاتل ضد داعش او تقاتل مع الأسد. الجمع بين هذين الهدفين يصبح أصعب فأصعب على نحو متزايد.
اقرأ:
من الصحافة الروسية: الحرب الباردة الجديدة لم تنته