on
Archived: لي أوكي ديلا غويرا: بعد هزائم داعش المتتالية.. هل ستفتح سوريا جبهة كردية؟
لي أوكي ديلا غويرا: ترجمة صحيفة التقرير
اتسم الوضع السوري، في الفترة الأخيرة، بعدم الاستقرار والتوتر، كما أن نتائج الحرب بدت تظهر حتى قبل وقف القتال، وأصوات الأسلحة لم تخمد بعد، على الرغم من أن حكومة دمشق سعت، منذ عدة أشهر، إلى مضاعفة الضغط على المعارضة.
وزادت المناوشات الحالية بين الأكراد والسوريين من حدة التوتر في محافظة الحسكة، مثل مقاتلى تنظيم الدولة في فترة توسع نفوذهم، تهديدًا للعاصمة السورية. لهذا، عمل الأكراد على التحالف مع قوات المعارضة للحد من الخطر الإرهابي الذي كان سيمتد إلى دمشق.
وكانت الأطراف الكردية تمكنت من التقدم على حساب قوات التنظيم، واستعادة محافظتي المنبج والحسكة التي تضم عددًا مهمًا من الأكراد، وقبل عامين تقريبًا، وباستثناء بعض المناوشات البسيطة، عرفت العلاقات السورية الكردية نوعًا من الهدوء وعلى الرغم من ذلك، لاح شبح المستقبل المليء بالتناقضات في المنطقة.
وساهمت الصراعات والمناوشات الناتجة عن التحالف ضد تنظيم الدولة في تغير الوضع وانتهائه وإضعاف هذا التحالف بسبب موقف اتخذه الأكراد بمساعدة أمريكية، وعمد الأكراد إلى التقدم في القرى والأراضي ذات الأغلبية العربية إلى أن بدأ العرب المتواجدون فيها بإظهار نفاذ صبرهم من مطالب الأكراد ورغبتهم الجامحة في توسيع نفوذهم.
وتبدأ هذه الجبهة بالانهيار من هذه النقطة، ما خلق مشكلة أخرى بالنسبة لدمشق ومثل عنصر توتر خطير بالنسبة للأطراف الدولية المتدخلة في هذا الشأن، وهذا ما جعلهم يتجهون إلى الابتعاد عن هذا التحالف البارد وإلى عمل التقاطعات الخطرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
واستخدم الجيش السوري كدفاع عن الحسكة، التي يتقدم فيها الأكراد الطائرات والمدفعيات الثقيلة لمعارضة ومقاومة القوات الخاصة، وقصف العديد من المباني الأمريكية في المحافظة، وبالتالي فإن الولايات المتحدة من جانبها، بدأت تهدد بإسقاط الطائرة السورية المحلقة بالقرب من الحسكة، وهذا من المؤكد يتطلب رد فعل موسكو المتمثلة في دعم الجيش السوري.
إذا هي حالة فوضوية وليست بالسهلة، فالأكراد في تراجع والروس والإيرانيون يحاولون التوسط بين الطرفين، ولكن ذلك لم يجد نفعًا، وأدى إلى تصاعد العنف في محافظة الحسكة، وأثر على العلاقات الخارجية.
وعلاوة على ذلك، مثل هذه العمليات لها تأثير لا شك فيه وبغض النظر عن الأرباح أو الخسائر من تأخير نهاية هذه الحرب، التي جاءت في صالح العديد من الجبهات، ورجال الأسد وحكومات مختلفة، وبذلك تستمر معاناة الشعب السوري.
ولكن أبعد من أي اعتبار، اليوم، من الجيد أن نتذكر كيف كانت الاشتباكات بين الأكراد والسوريين، وكيف هي الحرب في هذا البلد؟، وماذا سيكون مصيره في مرحلة ما بعد الحرب؟. فدمشق من جهة تريد أن تصبح دولة وحدوية جديدة، ومن جهة أخرى سكان كردستان السورية الكردية يأملون في حكم ذاتي أكبر من الحكومة المركزية، وفي المنتصف مصالح القوى الدولية كالولايات المتحدة، التي تستغل قوات الدفاع الذاتي ليس فقط في مكافحة تنظيم الدولة، ولكن أيضًا لمكافحة الأسد.
وأضف إلى ذلك أن إيران تعارض فرضية وجود الدولة السورية كدولة فيدرالية وروسيا تساند هذا الاختيار، أما تركيا، فهي تخشى من فكرة تواجد الأتراك على حدودها وكل هذا قد يساهم في خلق سيناريوهات جديدة من شأنها أن تؤدي إلى التقلبات الحقيقية.
وعن دمشق وأنقرة، فهما اليوم تتمتعان بجملة من القواسم المشتركة، وتتمثل على وجه التحديد في محاولة إيقاف اتساع الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي الكردي، الذي يحتضن فعليًا الأراضي العربية، فهل ستتعقد هذه القضية بعد التقارب بين أنقرة وموسكو وطهران؟.
اقرا:
اتفاقٌ على وقف إطلاق النار في الحسكة يقضي بخروج قوات النظام منها