on
Archived: صلاح قيراطة: وجهـــــة نظـــــر… المعارضة السورية، مالها، وما عليها
صلاح قيراطة: كلنا شركاء
بمنطق التفاهم ، او بمنطق القوة ، او من خلال التواجد على الأرض ، من خلال المساحات المقتطعة من ارض سورية برسم الغصب والإكراه ، فقد بات لدينا معارضة على الأرض اتفقنا معها او اختلفنا فهي موجودة ، بدأت بالقتل ، او ردت القتل عن نفسها ، فهي موجودة استخدمت منطق الكلمة ، او احتكمت للرصاص فهي موجودة ، موجودة وهي تجني اعترافاً دولياً من خلال حضورها لمؤتمرات او استجابتها لدعوات ، وبمنطق الأمر الواقع لابد من الاستماع لها ، والانصات لمطالبها ، علناً نصل الى مكان يرجح عنده منطق الحوار على منطق القتل والقتل المضاد ، ولو كان هذا الرجحان اقله معنوياً…
نحن اليوم على موعد مع مؤتمر للمعارضة في الرياض الذي دعت اليه ورعته السعودية وهي طرف فاعل ومتدخل في الحرب السورية التي تستعر منذ ما يقارب الخمس سنوات وهنا هل لنا ان نعول على المؤتمر والمجتمعين فيه ممن وجهت لهم دعوات سيما ان من بين المدعويين ممثلين لقوات عسكرية لها حضورها على الأرض كجيش الاسلام ، واحرار الشام ، جيش الاسلام المدعوم من حكومة المملكة ، او احرار الشام المؤيد من الحكومة التركية ، نحن والحال هذه امام معارضة جزء منها مسلح ، وهي في التئامها بالرياض ، تأخذ اعترافاً رسمياً من الداعين ومن الصامتين ومن المؤيدين ، وكله على حد سواء ، وكل هذا تهيئة لمؤتمر نيويورك الذي تدعو اليه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الثامن عشر من الشهر الجاري …
لن افعل كما النعامات ، ولن اتبع منطق اصحاب الرؤوس الحامية واقول ( انا ماذا يعنيني ) من كل ما يجري فالقوة ملك يدي وهي طوع بناني ، اجمالاً وعلى أي حال انا اعتقد ان استطاع المجتمعون ان يخرجوا بقرارات من ضمنها ، الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا واستقلالها وسيادتها، ورفض المحاصصة الطائفية والسياسية ، مع الحفاظ على الهوية السورية للشعب السوري وفق ما يريد ويطمح، وبالإضافة الى التأكيد على هذه الهوية وإعطاء الشعب الحق الكامل في تقرير مصيره بما ينسجم مع هويته وتاريخه ، مع عدم جواز تخوين أي من المجموعات، وحتى العسكري منها لحضورها مؤتمر الرياض ففي ذلك غلوٌ وشطط وانغلاق، لأن العبرة ليست بالحضور وإنما بالمواقف والرؤية والخط المتخذ فالتخوين والشك الفوضوي والهدم المتبادل يساهم بمزيد من قصم ظهر سورية وزيادة في طينها بلّة ، وسيساهم باستمرار الاستنزاف الداخلي لسورية ، وكل هذا يصب في المحصلة في خانة اعداء سورية ، والراغبين بإبقاء الحال على ما هو عليه ، تماشيا مع مصالحهم باستلاب سورية واضعافها ، لما كانت تشكله من رقم صعب في المنطقة والإقليم …
نحن اليوم وكما ايام سابقة امام حرب لم تبقي ولم تذر، وبالتالي لا يجوز إخضاع ما يحدث في سورية لتقديرات ضيقة، فرعبة السوريين وخلال خمس من السنين هي عمر الحرب السورية باتت واضحة، ولا تحتمل مواربة ولا تحايل، فكل شرفاء سورية متوافقون على ضرورة الخروج من الحرب بمنطق الدولة الجديدة، و ليس بمنطق التنظيمات وبعيدا عن التجارب المريرة التي لازلنا نعيش مع التأكيد هنا، انه لن نقبل ان يخرج المؤتمرين بمواقف تحاكي مواقف جماعة ( الإخوان المسلمين ) كما يحاول البعض ان يوحي ، فهذا لن يفيد سورية بشيء ، لأن سجل الإخوان في التقديرات والمواقف السياسية متعثر وحصادنا معها مُرَ ، كما العلقم ، فنحن وللخروج من محنة البلد وامتحانها بحاجة الى إلى رؤية ثورية عامة يتسق من خلالها جميع الشرفاء السوريين .
اقرأ:
صلاح قيراطة: بشار الأسد، والقدرة على امتصاص التداعيات …