Archived: سعد فنصة :حكمت الشهابي وزيارته الأخيرة الى دمشق

سعد فنصة : فيسبوك

في حديث موثق نشره وليد جنبلاط العام الماضي ، كشف فيه عن لقاءه في العام 2011 مع العماد حكمت الشهابي ، أحد أبرز القادة العسكريين المقربين من الاسد الأب نقل فيه مشاعره بعد إندلاع الثورة السورية و تخوفه من أن سورية التي يعرفها العالم لن تعود كما كانت ، بين أيدي أولاد الأسد ( و يقصد بشار و شقيقه ماهر ) الذين سيتم إستثمار ضحالة سياساتهم و رؤيتهم القمعية الضيقة في مشروع تقسيم سورية – نشرت صحيفة الشرق الأوسط ملخصا لما دار في هذا الحديث.

 وفي وقائع الأحداث التي سبقت إندلاع الثورة السورية دعا بشار الأسد مجموعة كبار الضباط المتقاعدين و النافذين لإجتماع سري في القصر الجمهوري بدمشق كان من أبرزهم قادة إستخبارات مرحلة الأسد الأب، أمثال علي دوبا و محمد الخولي و غيرهم من الشخصيات التي تم إبعادها في مرجلة التهيئة للدور القادم الذي سيحل فيه الوريث المنتظر، و كان الحديث في ذلك الإجتماع الخطير مفصليا عن توجه إستخدام النظام القبضة الحديدية و الحل الأمني قبل المواجهة التي بدأت بعد الثامن عشر من آذار عام 2011 ، إذ إتفق المجتمعون على الضربة القاضية لأي تحرك شعبي درءا لإنفلات الأمور كما حصل في تونس و مصر ..

وفي هذا التوقيت بالذات كان رئيس الإستخبارات العسكرية السابق و رئيس الأركان اللاحق حكمت الشهابي في دمشق بدعوة من أحد أصدقاءه القدامى للمشاركة في تقديم المشورة و النصح للرئيس الأسد الإبن .. و لكن بشار الأسد رفض لقاءه ، و في حديث سابق يقول حكمت الشهابي العسكري المحترف و واحد من أكثر الموالين للأسد الأب طاعة أن الأسد الإبن ذاته كان يُخضعه للرقابة الأمنية المكثفة على تحركاته و إتصالاته أكانت في دمشق أم في لوس أنجلوس مقر أبناءه و حياته قبل و بعد التقاعد .. و أنه مع إشتداد المرض على الأسد الأب .. كانت صلاحياته تتقلص حتى تمت إقالته من رئاسة الاركان في صيف عام 1998 وفي عين حياة الأسد ذاته ..

و في حديث لافت و موثق للعماد مصطفى طلاس على قناة روسيا اليوم يفخر فيها بالعلاقات التاريخية و العسكرية التي تربطه بالإتحاد السوفييتي السابق و الإتحاد الروسي.. اليوم .. يقول فيه صراحة عن العماد حكمت الشهابي .. بأنه عميل أمريكي .. و حافظ الأسد لم يكن يثق به يوما، و كان الأسد يلتفت عليه حسب وصف طلاس ذاته قائلا له هل ستبلغ أصدقاءك الأمريكان .. بما سوف نتخذه من قرارات ، بإعتباره جاسوسا أمريكيا على حافظ الأسد .. و من الأسرار التي لم يُكشف عنها بعد هي أن شبكة التجسس السورية الإسرائيلية و التي كان حكمت الشهابي واحدا من أبرز أركانها إن لم يكن الوحيد بقيت أسرارها في الظلال .. و لديه مفاتيح مخزن المعلومات السرية لذلك تمت تنحيته و إستبقاء آخرين أقل كفاءة منه إدراكا للدور الإسرائيلي و الأمريكي في حماية النظام حتى آخر جندي سوري مهما كانت طائفته و مذهبه بحسب الشهادات الإسرائيلية ذاتها لتقسيم سورية و تغيير معالمها .. !!