Archived: غسان المفلح:الدين للوطن والله للجميع

غسان المفلح: كلنا شركاء

عدمية الأيديولوجيات والقيم والسياسة مؤداها اعدام الانسان للإنسان. في زمن الاسدية والدم السوري شلالا على مذبح كرسي السلطان القاتل، تصبح كل الأيديولوجيات بلا قيمة، وكل ما يقال لا يشبه ما يحدث باي حال. لم يجد الدم السوري من أجل الحرية وكرامة الكائن السوري، من يقول حدوثه. تحوله إلى حدث انساني عام.

السياسة العالمية في مأزق أوباما القيمي، انحطاط الفعل الإنساني، للحد الذي لا تجد في خطاب السياسة العالمية قيمة ما فوق منحطة. كلبية لا نظير لها لم تمر بها البشرية حتى اثناء الحرب العالمية الثانية، الذي راح ضحيتها اكثر من خمسين مليون انسان جلهم في أوروبا. يهودية المعنى تتمحور حول تهويد العالم صهيونيا، لا قيمة خارج العملة. العملة تجعل من الجريمة سيدة لكل المعاني، الجريمة اية جريمة قادرة على تبرير نفسها. قيمة البشرية كانت وستبقى أنها تغلق الأبواب على تبرير الجرائم، إلا في الزمن الاسدي- الإسرائيلي.

هنالك اقتلاع مضى للفلسطيني، وهذا اقتلاع قائم للسوري. لكن بحر الدم هذا تتلقفه العدميات من كل حدب وصوب لتظهره وكأنه دما لا معنى له ولا قيمة. للنخب الإسرائيلية صوتا لا تحوزه اية نخب أخرى في هذا العالم.

النخب الإسرائيلية معظمها تسوق للاقتلاع السوري، تبرر الجريمة الاسدية. تبحث لها عما يليق بها من تبرير. النخب الإسرائيلية نخب متدينة ومحافظة بالاجمال، الدولة اليهودية هذا ما تم تثبيته من قبل هذه النخب. الاستثناء هنا لتأكيد القاعدة لدى هذه النخب. هذه النخب تدرك ان تديين الصراع هو منقذها. تماما كما تدرك ان تطييف الحالة السورية، تفقد المعركة من اجل الحرية معناها. دعم الاسدية ودعمتها سابقا وحاليا بكل ما لديها من قوة فعلية وصوت عال. على هذا المنوال عملت وتعمل النخب الفارسية في طهران الفقيه القاتل.

في نفس السياق تأتي العدمية الجهادية الاسلاموية. عدمية وطنية براقة لشعارات ما فوق وطنية وما فوق دولتية، لتتصدر الخلافة البغدادية او الظواهرية المشهد الإسرائيلي الداعم للاسدية. يصبح العرب مادة الفرجة الإخبارية، ودمهم حلال إسرائيليا.

السوريون العرب يتفنن العالم الآن في ذبحهم. العلمانيون السوريون!! يخوضون معركة مع الجهاديين اللاسوريين في المحصلة الأيديولوجية.  هي خارج اهتمام السياسة التي تقتل أطفال سورية. معركة ديرها كل واحد من الطرفين على هواه. 

توطين الدين.

كيف جعل التدين سوريا؟ وحرية ان يكون الله للجميع وكل على معتقده حر؟ كيف يمكن ان يجعل الإسلاميون انفسهم سوريين؟ سورية فيها المسلم والمسيحي، فيها الكردي والعربي، فيها السني والشيعي والعلوي والاشوري واليزيدي فيها الدرزي والإسماعيلي، كيف يصبح كل هؤلاء سوريين؟

الإسلامي سوريا. هو ما يجب على الإسلامي ان يكون عنوان مبحثه السياسي. لأن الله موجود لدى السوريين جميعا. من حقهم ان يكون لكل منهم إلهه. لكن عليه ان يكون سوريا قبل أي شيئ آخر إذا أراد وطنا. النخب اليهودية إسرائيلية. لماذا اصرارهم على دولة يهودية فيها ما يقارب من 20% من سكانها عرب مسلمين؟ الإسلاميون السوريون إذا أرادوا دولة إسلامية لا قدوة لهم إلا النخب اليهودية الإسرائيلية. اسلام سوري هذا ما نحتاجه حفاظا على أرواح الاحياء وتخليدا لشهداء الحرية والوطن السوري الكريم. في ثورة من اطهر وانبل ثورات البشرية. حيث أنه لم يعرف التاريخ شعبا وثورة لها هذا الحجم من الأعداء،  جميعهم يمارس القتل في شعبها. نريد اسلاما سوريا، هذا سؤال يهرب منه الإسلاميون والعلمانيون معا، لأن أكثرية من يسمون انفسهم علمانيين هم مع البسطار او اقصائيين، لا يختلفون عن الجهاديين بشيئ. كيف يمكن إعادة انتاج الإسلام السياسي سوريا؟ هل البغدادي له وطن؟ هل أفغانستان وطن الظواهري؟ هل الإسلام وطن أم انه غير ذلك؟ اعدام سورية عندما نتحدث عن خلافة إسلامية. من له مصلحة في اعدام سورية؟ بهذه الصيغة يقتل الاسديين السوريين.

لماذا رفضتم سورية الأسد، لتصبح سورية الإسلام؟ ماذا نكون قد صنعنا بمفهوم الحرية الذي خرج من اجله السوريون؟ الأسد عدونا لانه رفض سورية حرة كريمة لهذا هو عدو شعبنا وليس لأنه مسلم او غير مسلم. ما نحتاجه الآن اسلاما وفقا لسورية الحرية وعلمانية وفقا لهذا. دم أطفال سورية في اعناقنا جميعا.