on
Archived: د. عاصم قبطان: مراجعات حقيقية و تغليب المصلحة الوطنية
د. عاصم قبطان: كلنا شركاء
إن الأمانة و المسؤولية تقتضي من المخلصين في سورية وهم كُثر و في هذه المرحلة الحرجة التي يمر فيها بلدنا الجريح و بعدما نال السوريين ما نالهم من ظلمٍ و حيفٍ و تهميش ، و انطلاقاً من الولاء لسورية الحبيبة و قبل كل شيء و بعد كل شيء فإن المرحلة تقتضي من الجميع إجراء مراجعات حقيقية بعد نبذ الأنا و تغليب المصلحة الوطنية و مصلحة الجماهير المقهورة و المهمشة و المغيبة والموزعة على الشتات في الداخل والخارج ، هذا الشتات الذي لم يعد حكراً على أبناء نكبة فلسطين عام 1948 ، بل شاركتهم الشعوب العربية في المأساة من السوريين و العراقيين و اليمنيين و الليبيين و أبناء مصر الكنانة ، في مآسي النزوح و القتل و التهجير و التغييب ، و إزاء ما تتعرض له الأمة من المحيط إلى الخليج من تآمر و خيانة ، و إزاء ما يتم تنفيذه من إرادات تحركها المصالح الصهيونية و من يقف خلفها و من يسير في ركابها من قوىً إقليمية تساهم بغبائها في تشجيع تحويل المنطقة إلى كانتونات و دويلات صغيرة ، و ما يتم من تشجيع لمفاهيم الطائفية المقيتة و العشائرية ، و من خلال العمل الدؤوب الذي تبذله القوى الغاشمة لإدخال سورية في مناطق النفوذ لمصلحة القوى الغريبة عن تاريخها و تراثها و حضارتها ،
إن من واجب كل المخلصين إعادة القراءة و محاكمة الأمور بما تقتضيه من أمانة و روية ، و من هنا كان لا بد من استعادة قراءة الماضي بألقه و صفائه و عِبَره ، ليكون سداً منيعاً في وجه التفتيت و التخاذل ، و من هنا فإننا عدنا للأيام الأولى التي انطلق فيها حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ، ذلك الهيكل العملاق الذي قارب الستة عقود من عُمُرِه منذ نشأته ، و الذي لم تستطع كل معاول الهدم و التخريب كسر شوكته و حرفه عن مساره الوطني و القومي .
بقيَ حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي , منذ نهايات الستينيات من القرن الماضي ، حاملاً لواء الحرية و الكرامة ، و بقيت قياداته موئلاً و مرجعيةً لكل الشرفاء العرب الذين آمنوا بوحدة الأمة بكافة مكوناتها القومية و الاثنية ، و لم تتغير الصلابة التي تميزت بها كوادر الحزب على مر الأيام ، و كان للحزب الدور الأساس و الموجه لجماهير الأمة في سعيها لتحقيق بناء الدولة القوية الممتدة من المحيط إلى الخليج ، و بقي حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي الجذوةَ الحقيقية و البوصلة الثابتة التي ترسم طريق المناضلين الذين رفضوا و ما زالوا يرفضون الأنا و يبذلون من أجل رفعة سورية و كرامتها و يلتصقون بهدفهم البعيد لإقامة الدولة القوية و الوازنة صاحبة القرار في المنطقة ، وهم يتصدرون الصفوف على طريق الحرية و العدالة و الحياة الأفضل ،
إن نقاء و صفاء و مبدئية المواقف التي انتهجتها قيادات الحزب و القيادة الحالية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ، تمثل حجر الأساس في التفاف جماهير الأمة و في مقدمتهم المثقفون الثوريون حول قواعد الحزب ، إن المحاولات التي هدفت في بعض المراحل لدعم مسيرة الحزب و دفعه إلى الأمام ، اصطدمت بما أضمره البعض من الغايات التي هدفت لتفتيت الحزب و كان لا بد من وقوفنا في وجه المؤامرة و تقويم المسيرة
وكانت النتيجة أن الحزب ازداد قوةً و منعةً و صلابة و رسوخاً في أذهان الجماهير رغم الهزات و على العكس ثبتت مواقفه المبدئية ، و الحزب كان و ما زال يمثل الركن الثابت في مكونات هيئة التنسيق للقوى الوطنية الديمقراطية التي بقيت ثابتة الخطى و لم تغير بوصلتها و التي أخذت على نفسها العهد لمتابعة النضال السياسي للوصول إلى خلاص سورية من المستنقع التي وضعت فيه ، و لا بد للهيئة من الاستمرار في أن تكون سداً منيعا في وجه من يسعى لتفتيت سورية تحت مسميات الإدارة الذاتية و التي أصبحت مكشوفة و مفضوحة ، و لا بد من التأكيد على الدور الكبير الذي ينتظر كل القوى السياسية المؤمنة بالحل السياسي في سورية ،
إننا نقف مع عقد مؤتمر وطني يضم كل القوى الوطنية المؤمنة بقيامة سورية و لئم جراحها ، و لا بد لهيئة التنسيق الوطنية من التصدي لدورها الايجابي و الفعال في لم شمل كل القوى السورية المخلصة و غير المرتهنة لأية إرادات تتقدم على مصلحة السوريين ، و بالمحصلة ستنتصر سورية على جراحاتها و تصل إلى بر الأمان بجهود المخلصين ،
نحيي القيادة التاريخية و القيادة المعاصرة لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي ، والله من وراء القصد .
اقرأ:
د.عاصم قبطان: الاختباء خلف الاصبع مصيبة