Archived: د. إبراهيم الجباوي: وبشر الصابرين رداً على الهجوم الإيراني

د. إبراهيم الجباوي: كلنا شركاء

يبدو أن رياح الجنوب تأتي عكس ما يشتهي نظام الأسد على الرغم من دعم حلفائه له “روسيا – إيران – حزب الله” وبلوغ هذا الدعم أوجه خلال الفترة الراهنة، وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال معركة وبشر الصابرين التي أطلقها الثوار في ريف القنيطرة وحققوا خلالها انتصارات هامة تمثلت بتحرير طرنجة والتل الأحمر وتل ال UN بعد اشتباكات تكبد فيها نظام بشار الأسد الكثير من القتلى.

أبرز ما يميز انتصارات الثوار الأخيرة في ريف القنيطرة أنها جاءت نتيجة هجوم مضاد شنه الثوار بعد أشهر من الهجمة الايرانية الأكبر على المنطقة الجنوبية والتي توعد فيها حزب الله والحرس الثوري باسترجاع المنطقة وتسليمها للنظام خالية من الثوار، لتكون النتيجة العكسية، الأمر الذي اعتبر بمثابة إعلان صريح بفشل إيران في سوريا، ما استدعى تدخلا روسيا مباشرا عبر سلاح الجو والمرتزقة.

أما بالحديث عن أهمية معركة وبشر الصابرين في ريف القنيطرة، فتتجلى بقرب المناطق المحررة من غوطة دمشق الغربية المحاصرة “داريا – معضمية الشام” ما يجعل منها خطوة إضافية على طريق فك الحصار، وبالتالي تشكيل تهديد أكبر للنظام في دمشق، خاصة مع إمكانية فتح تشكيلات الجبهة الجنوبية الطريق بين الغوطتين وصولاً إلى منطقة القلمون الشرقي ومنها إلى القلمون الغربي الذي يشرف على طرق إمدادات ميليشيا حزب الله  من لبنان إلى سوريا، الأمر الذي دفع تشكيلات الجبهة الجنوبية في الأسابيع الأخيرة لتعديل خططها الاستراتيجية من خلال وقف معركة عاصفة الجنوب -التي كانت تهدف لتحرير درعا المدينة- والاتجاه إلى معارك القنيطرة، لاسيما وأن قوات النظام المتمركز في مدينة درعا باتت شبه محاصرة من قبل الثوار بعد سلسلة الانتصارات وعمليات التحرير التي شهدتها محافظة درعا خلال العام ونصف العام الماضي.

اقرأ:

د. إبراهيم الجباوي: لماذا أبدت روسيا استعداداً لمحاورة الجيش الحر؟؟؟