سوريون مسيحيون من أجل السلام تستنكر تصعيد العنف ضد اللاجئين السوريين في لبنان

سوريون مسيحيون من أجل السلام تستنكر تصعيد العنف ضد اللاجئين السوريين في لبنان

منذ أُجبر السوريون على الخروج من أراضيهم قسراً تحت وطأة القصف وتحت تهديد سلاح الأسد وميليشياته التي احتلت بيوتهم اضطر مئات الألوف من النازحين الدخول لبلدان الجوار ومنها لبنان بحثاً عن بعض الأمان المؤقت ريثما تصبح عودتهم لوطنهم طريقاً ممكنة و آمنة. لكن الأحداث المؤلمة بحق اللاجئين  في لبنان لم تتوقف يوماً وتتالت مواقف مهينة تنتهك حق اللاجئين المدنيين المحميين بموجب معاهدات جنيف، وصدم الشعب السوري مراراً بفيديوهات تظهر اهانات مقصودة وسخرية متعمدة و حرمان الضحايا السوريين من التعامل الإنساني و هو أقل ما يمكن تقديمه. 

واستمر هذا التصعيد مؤدياً الى أزمة في مخيم عرسال فقدت فيها طفلة سورية حياتها وتعرض مدنيون لعمليات تعذيب و قتل دون أدلة واضحة على أي اتهامات وجهت اليهم بما ينافي القوانين اللبنانية و الدولية. ولم يقتصر الأمر على ذلك رغم فظاعته بل استمر التحريض بالكراهية والعنف ضد الأفراد الأكثر ضعفاً في خرق واضح لكافة المواثيق الانسانية.

تبدو هذه الأحداث لنا مرتبطة بسعي الأطراف المرتبطة بنظام الأسد الى خلق الفتنة و التفرقة بين السوريين و اللبنانيين و بين اللبنانيين أنفسهم بهدف فرض السيطرة و زيادة النفوذ.

نحن في منظمة سوريون مسيحيون اذ نقدر الأعباء التي يتحملها لبنان الشقيق، حكومة و شعباً، و نشكر كل من تصدى لهذا التصعيد ضد اللاجئين.

لكننا ندق نواقيس الخطر أن التجاوزات الإنسانية تنذر باندلاع حروب طائفية يدرك الشعب اللبناني خطرها الكبير و يقدرون أنها نار حارقة لا تبقي ولا تذر.

 و اننا اذ ندعو العقلاء في المجتمع اللبناني للوقوف بوجه هذه الأفعال و تقويم المسار قبل وصوله الى الهاوية نعلن أيضاً عن استغرابنا لتصريحات البطريرك الراعي و التي اتهم بها اللاجئين بانتزاع اللقمة من فم الشعب اللبناني، و نذّكر هنا بالآية التي ذكرها المسيح ألّا يخاف أحد من الجوع فالأرض تتسع للجميع و خيرها يعمُّ بالمشاركة و هي أهم تعاليم المسيحية:

اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟   متى 6: 26

كما نذكر بأن واجب رجال الدين، من جميع الطوائف، هو التعقل في الأوقات الحالكة و التي تتطلب صبراً و حكمة و ليس الانجرار في تحفيز العنف و التحزبات السياسية فلا يرجى من ذلك الا الخراب و هو أبعد ما تحتاجه شعوب المنطقة اليوم.

نتوجه ختاماً لأهلنا السوريين في لبنان و كافة دول اللجوء بطلب الصبر على الضيم و نعلم أنه قد طال أمده، و بالتحلي بالقيم التي ندعو لها في سوريا الغد بالابتعاد عن التطرف و العصبية و التمسك بالتحضّر و المدنية طريقاً نشق به درب العودة الى سوريا.

كما ندعو كافة الأطراف الدولية بتحمل مسؤولياتها و الدفع نحو الانتقال السياسي في سوريا بعيداً عن الأسد و عن من تلوثت أيديهم بجرائم الحرب، لضمان عودة آمنة للاجئين و المدنيين و تخفيف الاحتقانات الناجمة عن طول فترة النزوح في بلدان الجوار السوري و قد بات هذا الأمر ضرورة يتوجب العمل عليها سريعاً لتعزيز الأمن و السلام في المنطقة و في العالم.

مجلس الادارة :

اميركا ( د.جورج جبوري نتو – ميرنا برق – جورج اسطيفو -المحامي باسل كركر – رزق الله شكور – بهنان يامين -أيمن عبد النور)

فرنسا ( د. سميرة مبيض )

انكلترا ( د.وائل العجي )

المانيا ( د.مروان خوري )

كندا ( لؤي بشور )

تركيا ( فؤاد ايليا )