Archived: مصادر: إمكانية اتفاق أوروبي تركي حول مشكلة اللاجئين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء-

في الوقت الذي يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل ليل أمس إلى بروكسل، للشروع بإجراء مباحثات مع كبار قادة الاتحاد الأوروبي، تتزايد التكهنات بشأن الاتفاق الممكن إعلانه اليوم بين الطرفين حول أزمة اللاجئين، العنوان الرئيسي للزيارة التركية الحالية

وعلى الرغم من أن زيارة أردوغان تأتي تماماً بعد عشر سنوات من بدء مفاوضات إنضمام بلاده للاتحاد الأوروبي (تشرين الأول/أكتوبر 2005)، إلا أن هذا الأمر لا يحتل مكان الصدارة على جدول أعمال اليوم

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن بروكسل وأنقرة توصلتا إلى إتفاق “مبدئي” بشأن أزمة اللاجئين، ينص على أن تعمل أنقرة على ضبط حدودها براً وبحراً مع الدول الأوروبية لمنع استمرار تدفق اللاجئين، “كما يسمح بمشاركة الأتراك في عمليات المراقبة التابعة لوكالة حرس الحدود الأوروبية، فرونتكس، والمشاركة بدوريات مشتركة مع خفر السواحل اليوناني”، وفق كلامها

وبالمقابل، فإن الاتحاد الأوروبي يتعهد، حسب المصادر نفسها، بالمشاركة في تمويل إقامة مخيمات لاجئين في تركيا تستوعب حوالي مليوني شخص، ويمكنها استيعاب من تجري إعادته من اللاجئين الذين يحاولون الدخول بشكل غير قانوني لأوروبا عبر تركيا

ومن المنتظر أن يتعهد الاتحاد الأوروبي بقبول أعداد إضافية من اللاجئين في حال وافقت تركيا على الاتفاق، “سوف يعرض الاتفاق، في حال إعلانه اليوم، على القمة الأوروبية المقررة منتصف الشهر القادم”، حسب المصادر نفسها

ومن أجل “حث” تركيا على قبول هذا الاتفاق، يعرض الاتحاد الأوروبي مبلغ مليار يورو لمساعدة أنقرة، لكن العروض الأوروبية لم تسهم، فيما يبدو، بـ”إغراء” الطرف التركي، ودليل ذلك التصريحات التي صدرت من كبار المسؤولين الأتراك خلال الأيام القليلة الماضية، والذين انتقدوا تصرفات أوروبا، مشيرين إلى أن الأموال المعروضة هي في الواقع أموال كانت مخصصة لسياسة الانضمام والاندماج

ويعتقد المسؤولون الأتراك أن أوروبا فقدت الأمل بإمكانية إنضمام بلادهم لها، ولكنهم في المقابل يعرفون جيداً عمق الحاجة الأوروبية لهم

وتقدر المصادر نفسها، أن أردوغان سيجري مباحثاته في بروكسل مع كل من رئيس الاتحاد دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، ورئيس البرلمان مارتن شولتز، إنطلاقاً من موقف قوة

ومن المتوقع أن يعيد الرئيس التركي التأكيد على رغبة بلاده إقامة منطقة “آمنة” داخل الأراضي السورية، على طول الشريط الحدودي مع تركيا، وهو أمر سبق وتحدث عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ولكن باقي الدول الأوروبية تنظر له بحذر

هذا وسيناقش الأوروبيون مع ضيفهم التركي مواضيع أخرى تتعلق بالحريات والحقوق في بلاده، وكذلك العنف المتجدد بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني