Archived: عبدالجليل السعيد : محمد دحلان … والثورة السورية

عبد الجليل السعيد : كلنا شركاء

علت نهاية الأسبوع الماضي أصوات مبتورة وجاهلة بحقيقة المواقف ومنساقة وراء الإشاعات الفيسبوكية والأخبار الخلبية لتستنكر على رئيس الإئتلاف الأسبق ” أحمد الجربا ” استضافة القيادي الفلسطيني المعروف ” محمد دحلان ” خلال الجلسة الإفتتاحية الرسمية لإعلان تأسيس ” تيار الغد السوري “

وعلى الرغم من قلة تلك الأصوات وعبثية سردها للموقف والصورة والمشهد يتوجب علينا كمراقبين بل ومطلعين أن نبينَّ الآتي :

أولاً : مجرد جلوس وحضور السيد ” دحلان ” لإجتماع سوري وطني بإمتياز يرفع علم الثورة و يتغنى بإنجازاتها هو إعتراف صريح بحق الشعب السوري في تقرير مصيره من خلال ثورة الحرية والكرامة التي يعتريها فلسطينياً موقفٌ ضبابيٌ تمارسه سلطة أبومازن التي أعادت علاقاتها مع نظام بشّار الأسد وفتحت مكاتبها في دمشق من جديد ، كما تتصدر حيثيات هذا المشهد ” حركة حماس ” الصديقة المعروفة لـ ” إيران ” المجرمة والمستبيحة لدماء السوريين منذ سنين

ثانياً : هل هناك تصريح أو تلميح أو أي مادة موثقة لعداء هذا المناضل الفلسطيني للثورة السورية ؟ الجواب بكل بساطة لا ، بينما نجد في المقابل عشرات بل مئات المواقف الـ ” حمساوية ” المناهضة لنضال الشعب السوري عبر تعازيها المستمرة لمرتزقة ” إيران ” في سوريا وليس آخرهم المجرم ” سمير القنطار “

ثالثاً : المعروف عّن ” دحلان ” نفوذه الفلسطيني والعربي والإقليمي أيضا من خلال رفض هيمنة تيارات الإسلام السياسي المتمثّلة في جماعة ” الإخوان المسلمين ” وحرصه الشديد على أحقية الشعوب في إختيار سبل الديمقراطية والتعددية عبر كفاحٍ سلمي شعبي غير مصبوغ بطابع ديني متزمتٍ متشدد

رابعاً : لا يخفى على أي متابع أن السيد ” دحلان ” يقدم مشورة سياسية وأمنية لصانع القرار في الإمارات ، بحكم خبرته الأمنية كرئيس سابق لـ ” جهاز الأمن الوقائي ” في غزة ، وتراكمٍ معرفي يُشهدُ له به في تصنيف الجماعات الدينية المتشددة بمافيها ” داعش وحزب الله وغيرها ” ممن يرفض ” دحلان ” أي علاقةٍ بهم بينما يُعسكرُ ممثلو حماس في لبنان وإيران بينهم ، وليس هناك أدنى شك بتأييد الرجل لتصنيف حزب الله خليجياً وعربية بالإرهاب ، بينما امتدحهم ” راشد الغنوشي الإخواني ” ودافع عنهم معتبراً عملهم المسلح في سوريا قضية إشكالية بحسب تصريحات له موثقة

أخيراً : لا يخفى علينا أن ماكينة الإفتراء والكذب التي تستهدف الزعيم السوري ” أحمد الجربا ” لا تكل ولا تمل في نسج الترهات الإعلامية والأخبار الوهمية المستقاة من خيالٍ إخواني مريض ، هدفه المحاصصة في سوريا ، والتحزب البغيض وليس جوهر القضية .