on
Archived: ناشونال إنترست: هل حان الوقت لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط؟
ناشونال إنترست: ترجمة صحيفة التقرير
في 16 مايو/ أيار سنة 1916، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الإمبراطورية العثمانية، وقَّع ممثلون عن بريطانيا العظمى وفرنسا، معاهدةً تم التفاوض عليها من قبل مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو لتقسيم الشرق الأوسط إلى مناطق نفوذ تابعة لبريطانيا ولفرنسا.
والآن، وبعد مرور 100 عام على توقيعها، يتواصل التنديد بها لتواصل محاولات تقسيمٍ افتراضيٍ لمنطقة الشرق الأوسط إلى دُوَيْلات صغيرة، يتسبب وجودها في تأجيج الصراعات فقط. فالعديد من المحللين الآن يقولون ”إن الوقت قد حان لإلغاء سايكس بيكو من أجل حل مشاكل المنطقة، التي لا تحصى ولا تعد”.
يقول ستيفن كوك وعمرو لهيتا، وهما عضوان في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ‘إأن المعاهدة لم تُطَبق أبدًا، في الواقع. فَعَملِيًا، لم تتنازل بريطانيا لفرنسا عن كل النفوذ الذي وعد به سايكس بيكو، وقد تم رسم الحدود الفعلية لمنطقة الشرق الأوسط الجديد في سلسلة من مؤتمرات دبلوماسية بين 1920 و1926. وكانت النتيجة النهائية إنشاء النموذج الأولِيِ للمنطقة التي نعرفها اليوم؛ حيث شهدت ولادة إسرائيل وسوريا والأردن ولبنان والعراق والمملكة العربية السعودية وغيرها”.
هل يُعد تقسيم المنطقة افتراضيًا؟
نعم ولا. لأن حدود الدول لم تكن اعتباطيةً؛ فالعراق، على سبيل المثال، تشكل من خلال دمج الولايات العثمانية، وهي الموصل وبغداد والبصرة.
بالإضافة إلى ذلك لا تعتبر حدود الشرق الأوسط أكثر اعتباطية من حدود دول أخرى؛ فأوروبا، على سبيل المثال، تغيرت فيها الحدود بين ألمانيا وبولندا إلى حد كبير بعد كل من الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستمرت، في جميع أنحاء العالم، الدول بالتَشَكل أو الانقسام، على شاكِلة استقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة بعد عام 1991 وانقسام يوغوسلافيا.
أيًا كان أصل الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، يعيش الناس معًا في المنطقة في دول أصبحوا ينتمون إليها. فمعظم العراقيين أصبحوا عراقيين وطنيين، كما هو الشأن مع السوريين. وعلى الرغم من أن تلك الدول غير مستقرة اليوم، فإن تقسيمها لا يعني أن تحل مشاكلها بطريقة سحرية، فإعادة رسم الخريطة يمكِن بسهولة أن يتسبب في المزيدٍ من المشاكل؛ حيث إن السُنة في العراق غير مستعدين للتخلي عن بغداد. ومن سيسيطر على الموصل التي ينقسم سكانها إلى عرب وأكراد؟
وهكذا فمن غير الضروري أن تلتزم الولايات المتحدة بالحفاظ على الخريطة الحالية للشرق الأوسط، ولا ينبغي عليها أيضًا إعادة رسمها مرة أخرى. فما يهم هو ليس الحدود ولكن الذي يحكم داخل هذه الحدود. ولا يجب القبول بوجود تنظيم الدولة مهما كانت حدوده.
ويجب على الولايات المتحدة اليوم التركيز على تقليص الأخطار وإنهاء الحروب الأهلية، ثم بعد ذلك، السماح لشعوب دول مثل العراق وسوريا بتقرير مصيرهم بأنفسهم وبطريقة سلمية، كما حدث في تشيكوسلوفاكيا السابقة.
اقرأ:
ناشيونال إنترست: كيف جعل هتلر من روسيا قوة عظمى؟