مخيم الركبان: وفيات يوميا بسبب شح المياه وسوء التغذية والأوضاع الصحية

كلنا شركاء: خلدون بني خالد- الغد

يشهد مخيم الركبان وفيات بشكل يومي جراء نقص المياه والمواد الغذائية، التي زادت من معاناة نحو 80 ألف لاجئ سوري كان مصيرهم اللجوء إلى هذه البقعة الفاصلة بين الحدود الأردنية السورية، متطلعين أن تمتد يد المساعدات اليهم من المؤسسات والهيئات الإنسانية والدولية. 

وذكر أحد اللاجئين أن أخبار الوفيات في مخيم الركبان أصبحت روتينية بالنسبة للاجئين السوريين الذين يقطنون المخيم،  بعد معاناتهم المستمرة مع شح المياه ونقص المواد الغذائية وسوء الاوضاع الصحية، مبينا أن الوضع أصبح كارثيا من جميع النواحي، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقالت مصادر مطلعة على شؤون المخيم إن الأطفال بحاجة إلى مساعدات عاجلة من الغذاء والدواء واللقاحات، لحمايتهم من الأمراض والأوبئة المنتشرة في المخيم والتي تسببت بحالات وفيات بينهم.

وتنتشر الأمراض والأوبئة في مخيم الركبان بسبب الأوضاع الصحية السيئة وكثرة الحفر الامتصاصية البدائية المغطاة بقماش مهترئ من بواقي الخيم، والتي تتسرب منها مياه الصرف الصحي وتتجمع حولها الحشرات، التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة وتصيب الأطفال بالذات.

من جهته قال نائب رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية وعضو مجالس إدارة مكتب الاغاثة في مخيم الركبان محمد أحمد درباس أن المخيم يعاني من انعدام الصحة البيئية وانتشار الأمراض والأوبئة، التي تصيب الأطفال والتي تسببت بحالات وفيات بينهم.

وأضاف أن شح مياه الشرب وقلة الغذاء والدواء، وانعدام البيئة المناسبة للحياة، ساهمت بحدوث حالات عديدة من الوفيات من الأطفال وكبار السن والمرضى. وأكد درباس أن الوضع الغذائي والبيئي في المخيم “سيئ كثيرا”، وينذر بكارثة إنسانية، في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء ولقاحات الأطفال، وشح مياه الشرب المتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الصيف.

وناشد درباس المنظمات الدولية والاغاثية لايصال المساعدات الغذائية والطبية بأسرع وقت إلى المخيم لخفض حالات الوفيات بين الأطفال وكبار السن والمرضى، وكذلك العمل على زيادة كميات مياه الشرب التي تسببت بزيادة معاناة اللاجئين، وهجرة العشرات منهم إلى المجهول بحثا عن مصادر مياه في الاراضي السورية.

وقال أحد سكان مخيم الركبان رفض ذكر اسمه إن الغذاء والدواء ومياه الشرب تتوفر فقط  لمن يستطيع شراءها ويمتلك المال، اما الفقراء الذين لا يمتلكون المال لا يستطيعون شراء أي من المواد، حيث ترتفع اعداد الوفيات بينهم بسبب عدم توفر الغذاء والدواء ومياه الشرب وسوء الأوضاع الصحية والبيئية في المخيم، مع انتشار الامراض والأوبئة وانتشار الحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض المعدية.

واضاف أن هناك جهودا فردية من كبار وشيوخ  اللاجئين السوريين الذين يسكنون المخيم ويجمعون بعض التبرعات من المقتدرين، من أجل شراء الغذاء والدواء والماء وتوزيعها على الأسر الفقيرة في المخيم، لكن بكميات قليلة جدا لا تكفي العشرات من العائلات، حيث يتواجد في المخيم حوالي 85 ألف لاجئ سوري، فيما المساعدات توزع على العائلات الأشد فقرا وعلى العائلات التي لا تستطيع  تحصيل حقوقهم من المساعدات المقدمة من المنظمات الاغاثية وحصصهم من المياه.

من جهة اخرى قال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن العناية الطبية والصحية منعدمة بشكل كامل في المخيم ، حيث تنتشر الأمراض والأوبئة وتهدد حياة اللاجئين السوريين في المخيم، مع ارتفاع اعداد الوفيات بين الأطفال وكبار السن والمرضى.

وأشار الناشطون أن لاجئي الركبان يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، مطالبين من المنظمات الدولية والاغاثية الاسراع في ارسال المساعدات بعد أن اصبح الوضع في المخيم كارثيا.





Tags: الأردن, اللاجئين السوريين, مخيم الرقبان