دعم السياحة السورية لاسترضاء تجار النظام

كلنا شركاء: يزن شهداوي- العربي الجديد

توقفت السياحة في سورية لعدّة أعوام إثر انطلاقة الثورة السورية، ليعاود النظام تشجيعه الرحلات السياحية عبر وزارة السياحة التابعة له ودعم تلك الرحلات بشتى الوسائل عقب الغضب الكبير الذي واجهه من المستثمرين والتجار، خصوصاً أولئك الموالين له. فقد علمت “العربي الجديد” عبر مصادر في وزارة السياحة، بقرار يقضي بالدعم المالي والأمني للرحلات السياحية نحو المناطق الساحلية في طرطوس واللاذقية، علاوةً على تسهيل مرور الرحلات وعدم التدقيق والتشديد في التفتيش. كما شدّدت وزارة السياحة على كافة مديرياتها في المناطق الآمنة على ضرورة تشجيع مكاتب السياحة والنقليات بتسيير رحلات مكثفة خلال الشهرين المقبلين إلى طرطوس واللاذقية، والتهديد بإغلاق المكاتب التي لن تتعاون مع هذا القرار.

وقال محمد، وهو مسؤول عن تسيير رحلات سياحية في حماة، إن هذه القرارات تأتي بعد غضب كبار المستثمرين والتجار. فانعدام الدعم للرحلات وخوف الأهالي من حواجز النظام على طريق السفر، حرم هؤلاء التجار والمستثمرين من أرباح سنوية كانت تدرّ ملايين الليرات السورية عليهم، وخسروا لمدة ستة أعوام أضعاف تلك المبالغ ثمناً لتشديد النظام وعدم رعايته للسياحة. الأمر الذي أدى إلى تهديدهم النظام بسحب أموالهم من سورية والاستثمار في مناطق سياحية في لبنان وتركيا.

فيما أفاد أبو عمر لـ “العربي الجديد”، وهو أحد المستثمرين السياحيين في طرطوس واللاذقية، بأن النظام سهّل أمور بناء مناطق سياحية جديدة وتطويرها، كمنطقة وداي قنديل الواقعة قرب اللاذقية. كذلك قام عدد من المستثمرين برفقة أقارب بشار الأسد بشراء يخت سياحي كبير وإنشاء مطعم على سطحه وتسيير رحلات عبره، وقد أطلق عليه أسم “أوشن ستار” كأولى المطاعم البحرية من نوعها في سورية.

واقتصر هذا الدعم على مناطق موالية للنظام والتي تعود بالأرباح على مؤيديه، فمناطق بلودان وسهل الزبداني التي لطالما اشتهرت بمطاعمها وفنادقها، والتي خضعت مؤخراً لمصالحات بين المعارضة والنظام، بعد أن قصفها النظام لما يزيد عن العامين، بقيت خارج الخطط الحكومية للدعم السياحي. وكذا الحال بالنسبة إلى مناطق مشتى الحلو وجبل السيدة والكفرون في ريف طرطوس.