هل قارة أتلانتس موجودة فعلاً أم هي محض أسطورة تاريخية

كلنا شركاء: علي لؤي الحوري- دخلك بتعرف

كل ما نعرفه عن القارة الأسطورية أتلانتس ذكر في بضع صفحات من تيماوس وكريتياس وهما بعض من ”الحوارات“ التي كتبها الفيلسوف اليوناني أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد، فوفقاً لأفلاطون كانت أتلاتنس موجودة قبل 9000 سنة من زمنه وكانت تشكل قوة بحرية عظيمة في العالم القديم، لكن تلك الجزيرة قد اختفت فجأة في غضون يوم واحد!

وعلى مر القرون؛ ناقش العلماء والمستكشفين موضوع أتلانتس إن كانت موجودة فعلاً أم هي محض أسطورة تاريخية، سنستعرض في مقالنا هذا بعضاً من الفرضيات حول تلك الجزيرة الغامضة.

– كانت أتلانتس قارة في وسط المحيط الأطلسي وغرقت فجأة في المياه:

نقش اتلانتيس، كما وصفها أولا أفلاطون، وراء ركائز جبل هرقل – صورة: Ann Ronan Pictures/Getty Images

إن فكرة وجود أتلانتس كمكان حقيقي وليست مجرد أسطورة من اختراع أفلاطون لم تظهر إلا في أواخر القرن التاسع عشر، ففي عام 1882 قال الكاتب إغناتيوس دونيلي في كتابه ”أتلانتس، عالم ما قبل الطوفان“ إن منجزات العالم القديم (مثل المعادن واللغة والزراعة) يجب أن تكون قد صدرت عن حضارة متقدمة في وقت سابق، حيث لم يكن القدماء متطورون بما فيه الكفاية لتطوير هذه الاكتشافات.

على فرض أن المحيط الأطلسي لم يكن يتجاوز عمق بضع مئات من الأمتار، قام دونيلي بوصف قارة غارقة في المحيط في نفس المكان الذي أشار إليه أفلاطون.

على الرغم من البحوث العلمية والنظريات المتعددة؛ لا يزال الكثيرن متمسكون بفرضية دونيلي التي استمدت أقاويلها من أفلاطون.

– كانت أتلانتس هي القارة المتجمدة الجنوبية حالياً:

هناك فرضية أخرى حول أتلانتس تقول بأنها النسخة الأعلى حرارةً من القارة المتجمدة الجنوبية، استمدت من كتاب تشارلز هابود، الذي ظهر عام 1958 باسم ”تحول القشرة الأرضية“.

وفقاً لهابود، قبل حوالي 12000 سنة طرأ على القشرة الأرضية تحولات وتغيرات عدة أدت إلى ابتعاد أتلانتس (صاحبة الحرارة المعتدلة) الواقعة في الشمال عن موقعها واتجاهها إلى الجنوب لتصبح القارة المتجمدة الجنوبية، كما يقول أن تلك القارة كانت موطناً لحضارة متقدمة لكن نتيجة هجرة قارتهم إلى الجنوب انقرضوا ودفنت مدينتهم تحت طبقات سميكة من الجليد، حيث ظهرت هذه الفرضية قبل الفهم الدقيق والكامل للتكوينات الصفائحية التي لا تتوافق مع نظرية القشرة المتحولة أو المتغيرة.

– كانت قصة أتلانتس رواية أسطورية لفيضان البحر الأسود:

تفترض هذه النظرية أن أتلانتس كانت قصة خيالية، لكن قصة زوالها مستوحاة من حدث تاريخي حقيقي، الذي هو تشكل صدع البوسفور في البحر الأبيض المتوسط وما تبعه من فياضنات على البحر الأسود، حيث في عام 5600 قبل الميلاد كان البحر الأسود عبارة عن بحيرة مياه عذبة صغيرة الحجم (نصف حجمها الحالي فقط) ونشأت على ضفاف تلك البحيرة حضارات مزدهرة، لكن الفيضان أدى لغمر هذه الحضارات بالمياه وإغراقها خلال وقت قصير، فانتشرت تلك القصة عير الأجيال وبين الناس وعرفت بزمن أفلاطون بقصة أتلانتس.

– اتلانتيس هي قصة الحضارة المينوية، التي ازدهرت في الجزر اليونانية في فترة 2500-1600 قبل الميلاد:

المينويين هم حضارة قوية ومزدهرة نشأت في الجزر اليونانية كريت وتيرا (سانتوريني حالياً) منذ أكثر من 4000 سنة، كان ملكها مينوس، ويعتقد أنها أول حضارة في أوروبا بنت قصور رائعة وأنشأت الطرق المعبدة وأول حضارة أوروبية استعملت اللغة المكتوبة، لكن وفي ذروة ازدهارهم اختفت تلك الحضارة فجأة، فقام هذا اللغز بتغذية الاعتقاد القائم على أسطورة أتلانتس لأفلاطون.

جزيرة تيرا – صورة: Universal History Archive/Getty Images

يعتقد المؤرخون أنه في عام 1600 قبل الميلاد ضرب زلزال قوي بركان جزيرة تيرا مما أدى لانطلاق 10 ملايين طن من الحمم والصخور والغازات البركانية في الجزيرة، كما أن موجات التسونامي التي عقبت الزلزال كانت كافية للقضاء على المدن التي شيدت على الشواطئ في جميع أنحاء المنطقة، ولربما كان هذا الدمار هو العامل الرئيسي الذي جعل تلك الجزر فريسة سهلة للغزاة القادمين من البر اليوناني.

– لا وجود لأتلانتس، بل هي محض أسطورة من اختراع أفلاطون:

معظم المؤرخين والعلماء على مر العصور توصلوا لفكرة أن أتلانتس عبارة عن أسطورة من اختراع أفلاطون، حيث كان يرى فيها الحضارة المثالية وأن قصة زوالها هي تذكير للإنسان المتغطرس بعذاب وعظمة الآلهة، حيث لا وجود لأي ذكر لتلك القارة في كتب الحضارة اليونانية إلا في كتابات أفلاطون.

وعلى الرغم من التطورات الحديثة في علم المحيطات ورسم خرائط قاع المحيطات، لم يتم العثور على أي أثر لهذه الحضارة الغارقة.