on
Archived: (حي الوعر) مثال عن التهجير الطائفي الممنهج لقيام (سوريا المفيدة)
| تهجير مذهبي بمخطط إيراني وتنفيذ روسي أسدي مدعوم من “حزب الله” وبرعاية أممية تعرّض له أبناء حمص الذين ينتمون إلى الطائفة السنيّة من أجل تحقيق «سوريا المفيدة» وهي المخطط المزعوم لقيام دولة علوية على الساحل السوري. إذاً هو مخطط تقسيم سوريا وتهجير أهلها كُرمى “لعيون الأسد”، والأخطر أنه ينفّذ برعاية من المجتمع الدولي، ومؤسساته التي أنشئت لأجل حماية الانسان وحقوقه! |
فايزة دياب: جنوبية
بعد صمود فصائل المعارضة السورية لأكثر من عامين في حي الوعر شمال غربي مدينة حمص بوجه الحصار والقصف من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، تم توقيع اتفاق بين لجنة المصالحة في الحي وممثلين عن النظام يقضي ببدء هدنة تشمل عدة نقاط تنجز واحدة تلو الأخرى، بإشراف الأمم المتحدة.
وبحسب الاتفاق يفتح النظام الطريق لدخول مساعدات إنسانية ومواد غذائية إلى الحي، ثم خروج 300 من المقاتلين المعارضين إلى ريف إدلب، ويترافق ذلك مع وقف لإطلاق النار، فيما يتم تنفيذ الاتفاق على مدار أربعة أو ستة أشهر.
أمس بدأ تنفيذ الإتفاق بخروج 750 شخصاً على الأقل من حي الوعر بمدينة حمص ونقلهم إلى ريف حماة ومعلومات عن أنه سيتم نقل قسم منهم إلى محافظة إدلب، العدد يشمل المسلحين والمدنيين، بينهم نساء وأطفال وجرحى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أيقونة الثورة السورية (حمص)، كانت تتعرض للقصف المدفعي والمجازر بحق المدنيين المحاصرين داخل الحي بشكل دائم، قوات النظام حاصرت حي الوعر عبر مواقعها في الكلية الحربية من الجهة الشمالية والشرقية، إضافة إلى بنك الدم وقرية المزرعة من الجهة الغربية. كذلك كانت تنتشر ضمن المزارع المحيطة المحاذية للحي، ولديها حواجز أمنية وعسكرية في الجهة الجنوبية، التي تفصلها عن أحياء المدينة. لذلك لم يعد هناك خيار أمام المعارضة السورية سوى القبول بالاتفاق وإلاّ المزيد من المجازر والويلات بحق المدنيين والنساء والأطفال.
إذاً هو تهجير طائفي ممنهج يتعرض له أهالي حي الوعر، وهو جزء من مخطط التغيير الديموغرافي الذي تنفذه ايران والمدعوم من روسيا من أجل الوصول إلى «سوريا المفيدة» لبشار الأسد والتي تمتد من دمشق القلمون حمص مروراً باللاذقية وصولاً إلى الساحل السوري، البداية كانت مع تهجير أهالي القصير على الحدود الشرقية من قبل قوات الأسد وحزب الله، وحمص فكان يعيش فيها 75 ألف نسمة من الطائفة السنية، إذاً هو مخطط لتهجير المنطقة من سكانها الأصليين والذين ينتمون إلى الطائفة السنية، مقابل استيطان شيعة وعلويين.
وبحسب مصدر إعلامي مضلع أنّ «الأخطر فيما شهدناه في حي الوعر هو أنّ كل ما يجري من تهجير للسنة هو برعاية الأمم المتحدة، التي من المفروض أن مهمتها حماية المواطنين، لا أن تكون شاهداً على تهجيرهم من أرضهم وتفريغ مناطقهم من أجل التغيير الديمغرافي».
وأضاف المصدر «هذا المخطط هو جزء من مخطط التقسيم في المنطقة، فمنذ سنتين قامت طائرات النظام السوري بقصف وحرق الدوائر العقارية في حمص، مما أدّى إلى حرق جميع الأوراق الثبوتية لكل أهالي حمص، أي قامت قوات الأسد بحرق كل الأوراق التي تثبت ملكية العقارات، ومن ثم راح النظام يحث على تجنيس الشيعة والعراقيين واللبنانيين والعلويين وتمليكهم عقارات في حمص».
وتعليقًا على التهجير الطائفي بحق أبناء حمص رأى الكاتب الصحفي مصطفى فحص في حديث لـ«جنوبية» أنّ ما جرى أمس في حي الوعر هو «استمرار لتنفيذ مخطط التغيير الديموغرافي المذهبي في سوريا، وتفريغ الجزء الساحلي والطرق المؤدية اليه من السنة للوصول إلى سوريا المفيدة، وهذه ستكون الدولة العلوية الأولى في المنطقة، ويتم بتفريغ السنة من القلمون الجنوبي باتجاه حمص وصولا للحدود اللبنانية». وأضاف « هذا سيؤدي أيضا الى مزيد من الأزمات وتدهور الأمور في سوريا وبالتالي استبعاد الحلول القريبة في سوريا».
وتابع فحص «توطين العلويين والشيعة في “سوريا المفيدة” وتهجير السنة من مناطق معقل الثوار السوريين، لن يمر مرور الكرام عند الغالبية السكانية في الوطن العربي، فهم لن يقفوا مفكتوفي الأيدي تجاه التهجير الممنهج الذي يتعرضون له، ما سيحصل في المنطقة لن يكون صغيرا سيكون بمثابة تسونامي كبير اذا شعرت الأغلبية السنية في المنطقة بالتهديد الوجودي. وختم كتشائما: “الله يستر من ردة فعل الأغلبية الساحقة في المنطقة”!»
اقرأ:
رافضو هدنة حي الوعر الحمصي يخرجون بحماية أممية إلى الشمال السوري