صلاح بدر الدين: اطلالة على مواضيع متفرقة

صلاح بدر الدين: كلنا شركاء

1 –

تعليقي على الخبر الذي نشره صديق ومفاده : ” مئات الضباط الأحرار المعارضين يدعون لتشكيل جيش موحد ضد الاسد ” هو : من المؤكد لدينا ضباط وافراد شجعان ووطنييون صادقون من الجيش الحر وهم احوج مايكونون الى رص الصفوف وتنظيم تشكيلاتهم ولن يتم ذلك الا بالتعاون والتكافل بين المدني السياسي الوطني المؤمن بالثورة وبينهم عبر لقاءات وحوارات تتوج بمؤتمر وطني جامع ينبثق عنه برنامج سياسي ومجلس سياسي عسكري موحد لمواجهة تحديات المرحلة وكلي ثقة وأمل بأن الاخوة في الجيش الحر وخلال ستة أعوام قد درسوا التجربة وراجعوا مكامن الخلل ومصادر الأزمة وأسباب الهزائم والتراجعات والاخفاقات التي حصلت جراء تدخل وتسلل جماعات الإسلام السياسي وخاصة الاخوان المسلمون بدعم أنظمة إقليمية معروفة لتحقيق خطط ( أخونة ) ثورات الربيع فحذار من تسلل من يمثل أولئك من جديد .

2 –

وفشل البند الأول من مخطط جماعات – ب ك ك – المرسوم أساسا من جانب قيادة – قنديل – ونال موافقة عدد من القوى الاقليمية والكردية الموالية لايران في الاقليم بغية التأثير السلبي على قرار شعب كردستان العراق في اجراء استفتاء تقرير المصير ولفت الأنظار عنه ومحاولة خلط الأوراق ومنذ اللحظة الأولى انكشف المستور وبان للجميع مدى الاتجار باسم الشعارات القومية لتنفيذ المخطط في وقت كانوا قد تبرؤوا من حق تقرير المصيرفحتى الأطراف التي وعدت تلك الجماعات بالمشاركة نأت بالنفس عن ( الفضيحة ) ولم يتعدى الحضور ممثلوا تلك الجماعات وبعض الشخوص الهزيلة والاشكالية المنقادة وراءها واذا كانت الخطوة الأولى قد أخفقت شكلا ومضمونا وحضورا وخطابا فيجب اتخاذ الحيطة والحذر من جانب الاشقاء في الاقليم من بنود أخرى من المخطط وهي قيد التنفيذ كما تشير الدلائل والقرائن .

3 –

أسمح لنفسي بالتوجه الى الأشقاء الأعزاء من كرد سوريا وخصوصا المتعاملون منهم مع كل من وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ومطالبتهم بالحذر في نقل الأخبار المتعلقة باستفتاء تقرير المصير وعدم التسرع في نشر أية معلومة من دون التأكد من المصدر الموثوق وعدم الحلول محل مسؤولي أشقائنا هناك اعلاميا وسياسيا فهم على قد المسؤولية ولهم التجربة والتاريخ النضالي مايؤهلهم لحمل رسالتهم أمام العالم ولديهم آلاف الفضائيات والمواقع الاعلامية والاذاعات خاصة وأن هناك قضايا داخلية تخصهم وهم أولى بطرحها ومعالجتها طبعا أقدر المشاعر القومية النبيلة لكل انسان يريد الخير لأشقائه في كل الأجزاء وخصوصا في الاقليم شعبا ورئيسا وحكومة حيث كلنا نقف مع ارادتهم في تحقيق مصيرهم ولكن وكما لوحظ وصل الأمر الى درجة وكأن بعض مواطنينا ليس لهم قضية نضالية في سوريا ولامسؤوليات تجاه مايجري في بلادنا وحول ثورتنا وقضيتنا القومية .

4 –

تحليل ناقص وغير علمي وغير واقعي لماذا ؟ ردا على صديق : تشبيه مطالبة الكرد بحقهم بتقرير المصير بدولة هتلر النازية غير عادل فهتلر قاد نظاما قائما في دولة راسخة اقتصاديا واداريا وثقافيا نحو الفاشية واحتلال اراضي الغير وابادة اليهود وغير الألمان واشعال الحروب والتسبب في قتل عشرات الملايين من بني البشر وفي الحالة الكردية أو أي شعب آخر لم يتحرر بعد الأمر يختلف وخصوصا في كردستان العراق الذي يطالب شعبه الآن بالخلاص من اضطهاد الآخرين من أنظمة وحكومات مستبدة وطائفية وعنصرية وبحق تقرير المصير عبر استفتاء حر يشارك فيه الكردي والتركماني والكلداني الآشوري السرياني والأرمني والعربي على قدم المساواة .

مقارنة حركة التحرر الوطني الكردية المعادية للظلم والمطالبة بالديموقراطية والمساواة والتي كانت في العراق قاعدة للمعارضة الوطنية العربية ضد الدكتاتورية وخصوصا فاشية النظام البعثي بالحركة القومية النازية ظلم لااساس تاريخي له .

هناك 22 دولة عربية ( قومية ) نشأت بعد نضال حركاتها الوطنية ضد الاستعمار والانتداب وهناك منظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية وهي حركة ( قومية ) بالأساس تسعى لتقرير المصير واقامة الدولة القومية الفلسطينية فهل يمكن تشبيهها بالنازية ؟

نعم يمكن تشبيه نظام البعث في سوريا الآن والعراق سابقا بالنازية لأنه مارس العنصرية والدكتاتورية والطائفية والقتل والابادة ضد الآخر .

الدول بعد التحرر والاستقلال يمكنها الانفتاح والاهتمام بالتنمية والتجارة في ظل السلام والاستقرار .

في سوريا بزمن سلطة الأمر الواقع المنقادة من قبل جماعات – ب ك ك – الوافدة ظهرت اشكالية كبيرة وتوجهت تهم اليها بممارسة التطهير الحزبي والعرقي أما الحركة الوطنية الكردية السورية الأصيلة فهي تلتزم بتقاليدها الوطنية على قاعدة الشراكة العربية الكردية والعيش المشترك والنضال المشترك من أجل الديموقراطية ومناصرة الثورة وأهدافها .

5 –

في مثل هذا اليوم وكنت في تونس العاصمة بمهمة تنسيقية روتينية مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبعد أن اتصل بي د كندال نزان رئيس المعهد الكردي بباريس وأخبرني نبأ الفاجعة الأليمة باستشهاد د قاسملو دعاني للمشاركة في جنازته فتوجهت الى السفارة الفرنسية لأخبر مكتب الاستعلامات عن حاجتي الى الفيزا للسبب الآنف الذكرولم يمض وقت طويل حتى ناداني لمقابلة السفير بناء على طلبه فدخلت مكتبه ورحب بي وقدم لي التعازي قائلا : أنا صديق الشعب الكردي وعلى معرفة بالشهيد وبمعظم القيادات الكردية العراقية حيث كنت سفيرا ببغداد وبعد حديث طويل منحوني الفيزا ووصلت اليوم التالي الى باريس مشاركا بالجنازة وأحد المتحدثين في حفل تأبينه الذي شاركت فيه السيدة ميتران والمسؤولين الفرنسيين وبعض قادة الحركة الكردية فكل الوفاء لذكرى هذا القائد الشهيد الذي كان أحد أهم الساسة المثقفين في زمانه وصديقا عزيزا .





Tags: محرر