من أحضان رفعت إلى مغريات حافظ … تعرّف على تاريخ (وهيب مرعي) الأسود

غيث علي: كلنا شركاء

أعادت وفاة رجل الأعمال السوري المعروف “وهيب مرعي” فتح ملف أحد أبرز الأذرع الاقتصادية لنظام بشار الأسد وقبله حافظ الأسد، الذي انتقل من أحضان رفعت إلى أحضان الرئيس السوري السابق بحثاً عن مكاسب إضافية وحمايةٍ قدّمها الأخير لإنقاذه من رفعت الشقيق المطرود من البلاد.

مساعدٌ سابقٌ في “سرايا الدفاع” (الذراع العسكرية لرفعت الأسد) كشف لـ (كلنا شركاء) أن “وهيب مرعي” الذي فارق الحياة أمس في بيروت، بدأ حياته (المهنية) في التهريب الذي كان مزدهراً في ثمانينات القرن الماضي، وخاصةً مادة الحديد التي كانت تدخل البلاد بالكيلوغرامات، بينما تولت ميليشيات الشبيحة في ذلك الوقت عملية إدخالها بالأطنان من لبنان وغيره من دول الجوار.

ولأن الوكالة الحصرية لعمليات التهريب كانت خاصة في ذلك الوقت لشبيحة القرداحة وخصوصاً آل الأسد، المتميزين بأنهم فوق القانون، اختار “المرعي” أن يكون شريكاً لملوك التهريب في الساحل، بحسب المصدر، مشيراً إلى شراكته مع فواز ومنذر الأسد، قبل أن تتطور تجارتهم إلى المخدرات بنفس الشركاء.

بدأ اسمه ذلك الوقت بالظهور بشكل كبيرٍ في اللاذقية وميادين التجارة فيها حتى اختفى من المدينة لسنتين أو ثلاثة إثر اتهامه بالتجنيد لصالح الموساد ثم عاد إلى اللاذقية بعد أن تمت معالجة الموضوع بصمت ليمارس عمله التجاري ويصبح ملكاً للحديد ورئيساً لغرفة صناعة طرطوس، بحسب المساعد في سرايا الدفاع.

* شقيقه الأخطر

ولفت المصدر أيضاً إلى أن لوهيب المرعي الذي مات أمس، شقيقٌ وصفه أخطر وأكثر إجراماً يدعى “جودت مرعي” كان يعمل كقاتلٍ ومنفذٍ لاغتيالات لصالح رفعت الأسد داخل وخارج سوريا وكان مزوداً بأحدث الأسلحة الفردية (رشاشات، ومسدسات كاتمة للصوت) آنذاك مع مرافقين لحمايته وله مقر خاص في إحدى ثكنات سرايا الدفاع وذلك إلى بدأت أزمة رفعت الأسد حيث انقلب الأخوان عليه معلنان ولاءهما لحافظ الأسد.

هذا الانقلاب دعا رفعت الأسد لتكليف صهره “معين ناصيف” بتصفية “جودت مرعي” وقد فشل في محاولة قتله بعد أن طعنه بالسكين في أحد شوارع باريس، وانكشفت المحاولة و”تمت لفلفة الموضوع”، على حدّ تعبير المساعد المتقاعد، الذي أضاف أن جودت مرعي هرب عائداً إلى سوريا بعد معالجة الجرح الناجم عن الطعنة ليلتقي حافظ الأسد الذي بدوره تبناه وكلف رئيس المخابرات آنذاك محمد الخولي بحمايته وتخصيص سيارات ومرافقين له مع مقر إقامة سري.

وأضاف المساعد المتقاعد من سرايا الدفاع أن “هؤلاء وأمثالهم من المجرمين كانوا ومازالوا أعمدة هذا النظام المجرم وحماته”.