لمى الأتاسي: الثنائيات المتضادة القاتلة

لمى الأتاسي: كلنا شركاء

الثنائيات المتضادة القاتلة لسوريا تحتاج الى مخرج يسمح لنا ان نبقى سوريين .. لانه غير مسموح ان يجن جنون ممانعي المعارضة البدائيين في منهجيتهم السياسية لان معارض ما ظهر على قناة موالية او نصف موالية او ربع موالية .. هذا غباء سياسي و هو ذات الغباء الذي ميع القضية الفلسطينية و هذه باختصار اسمها “هوشة عرب ” هي ذات البدائية السلوكية التي اعتمد عليها لورانس العرب مستعملا عاطفية متطرفة في كل شيء لأغراض نفطية لم تخدم الاوطان بل وطن لورانس .. هكذا نحن ان أحببنا عمينا عن اجرام من نحب و ان كرهنا نسينا إنسانيتنا .. فكانت منا داعش و قبلها الكثير من التصرفات الشاذة ..و تلك الممانعة هي سلوكية و نمط تفكير و للاسف كنا نظنه غير موجود عند من يسمون أنفسهم تقدميين ، فكاس النبيذ المعتق لم يمسح بعد غبار ممانعتهم البدائية و أحكامهم الجاهزة لكل من لا يمانع بالخيانة العظمى و حبل المشانق .. فهم مثل غيرهم من الهائمين بعاطفية اصدقاء لورانس العرب .. عنيفين بإقصائهم للاخر ، متطرفين بكرههم دمويين ، بدائيين بتخوينهم الجاهز و أحكامهم المسبقة التي لا رجعة فيها .. و لا تراجع عنها .. هكذا خسرنا اوطاننا و شرقنا و مستمرون الى اخر قطرة دم لطفل سوري .. مستمرون بالممانعة دون اي مكتسب لقضيتنا..
اخوتي ظهور معارض على تلفزيون سوري رسمي يبث من دمشق لا يجوز ان يثير جنونكم لان المهم في الامر من الاعلام هو الرسالة و الجمهور ..

لماذا لا يحق ان تتوجه المعارضة لجمهور الموالاة برسالة جادة ؟ الم نشاهد من على قنوات المعارضة وجوه تدافع عن النظام؟ لماذا العكس مرفوض؟

المقاطعة هي أكبر غباء تمتهنه النخب السورية و قياداتها السياسية و هو مرض لا شفاء منه.. و رغم ان التاريخ اثبت انها علاج غير شافي لقضايانا في المنطقة الا انهم مستمرون حتى اخر نقطة دم سوري..

في النهاية سأتطرق لموقف السيدة اسماء كفتاروا و غيرها.. ممن عادوا الى سوريا لان النظام أمن لهم ضمانات ما: هؤلاء لهم تقييم لا منحاز و هم احرار ..لما لا نعي هنا ان هناك هامش من الحريات الشخصية بالقرار يجب ان نحترمها ؟ باختصار السيدة كفتاروا- حبش حرة و ان اختلفنا معها نبقى نحترم رؤيتها و تقييمها و لا احد منا يملك الحقيقة.. قد تكون مخطئة بتقييمها و قد نكوِّن نحن المخطئين و لكن هنا لا مجال للتدخل في حريتها أو حتى تقييم الامر او إطلاق اي حكم ..

ثم أليس هذا الوطن هو اليوم للموالين و المعارضين ام ان هناك وطنين؟ لا يمكن ان نفكر بإلغاء الاخر لانه موجود و له ذات الاحقية.. ان الالغاء هو ما ندين النظام بشأنه فهو يلغي الاخر .. يقتله يعتقله الخ.. لماذا نتصرف مثله ؟ كيف نكون احسن منه ان كان تفكيرنا هو ذات تفكيره ؟

شخصيا انا من أنصار الوطن الواحد و ارى ان تواجد اشخاص يلعبون دور الوسيط مفيد لبقاء الوحدة السورية … مشكلتنا مع النظام واضحة:

نريد اخراج المعتقلين و إيقاف العنف و العنف كممارسة و فكر وسلوك

نريد إطلاق الحريات

نريد حرية التعبير

نريد ما يحمي هذه الحريات الشخصية المهددة اليوم من أطراف اخرى مع النظام كالتيارات الإسلامية والمجتمع

نريد برنامج شفاف مسؤل يسعى جديا لإيقاف الفساد و عزل كافة المعنيين نهائيا : “سرقتم بما فيه الكفاية فارحلوا”

نريد نظام اخر .. نريد توجه حضاري ..

نعم احلم و لكن لي الحق ان احلم..

اتصل بي التلفزيون السوري مرتين و ان قبلت الظهور ساقول هذا و اكثر .. و لم اظهر لاني أفكر .. و ليس عن خوف من ملامة احد .. “تمسحنا من التخوين ” كما يقال بالعامية ..

اجيبوني أليس كل ما قمنا به من ٧ سنوات كان لايصال رسالة لهذا الشعب لهذا الوطن ، للعابثين فيه و مستهترين بسوريا، للنظام المسؤول اولا و اخيرا عن نكبتنا ؟

اجيبوني لمن تريدوننا ان نتوجه لجمهور الجزيرة و العربية و الأتراك؟ للسعودية لقطر لإيران لأردوغان لترامب..؟ من منهم معني جديا بجرحنا؟ من منهم مكترث ان بقت او محيت سوريا من على وجه الارض؟ من منهم معني بقضية الفساد في سوريا وان كانوا احسن مما نظن بهم لماذا افسدوا المعارضة و شوهوها و ابعدوا عنها كل المنهجية الجدية والكفاءات؟

لنتريث قبل الاندفاع الأعمى و نعيد حساباتنا القديمة لنفتح دفاترنا و ندرس من جديد و نعيد الحسبة.. و نغير السلوك و المنهج و التفكير..





Tags: محرر