Archived: عدنان حاج عمر : السوري الذي اعاد تعريف ريادة الأعمال في لندن

رامي عيسى: انطلق

عدنان حاج عمر، رائد أعمال سوري قدم إلى لندن ولا يملك في جيبه سوى 250 جنياً أسترلينياً. لكن ذلك لم يُثني من عزيمته شيئاً، بل زاد من إصراره على النجاح، حتى استطاع خلال 4 سنوات تأسيس شركته الأولى (مجموعة أرابيسك الإعلامية والإعلانية)، التي أصبحت حالياً من أهم الشركات في لندن التي تسعى كبريات المؤسسات والشركات إلى التعاقد معها لدخول السوق البريطاني. وقمنا بإجراء مقابلة معه تحدث فيها عن بداياته ومشاريعه وأحلامه المستقبلية:

يهاجر اليوم آلاف الشباب العربي عموماً والسوري خصوصاً إلى القارة العجوز للبحث عن فرص أفضل. برأيك، هل يعد الوقت الحالي فرصة للحصول على وظيفة براتب ومزايا أفضل أم فرصة لبناء مشاريعهم الخاصة؟

برأي الشخصي، أعتقد بأن الأمر يتعلق بالقدرات والإمكانيات. فبعض الناس وُلدت وروح ريادة الاعمال بداخلها، فتراهم جاهزين كي تستقلوا مادياً ويبدؤون مشاريعهم الخاصة. أما القسم الآخر فيحتاج إلى وقت وتدريب، لذلك يفضلون اختصار الطريق على أنفسهم والتوظيف براتب ثابت في شركة أو مؤسسة. ومن تجربتي الشخصية، أرى أن الأجواء داخل البلدان الأوربية تشجع على بدء المشاريع الصغيرة، وخصوصاً مع وجود هذا العدد الهائل من اللاجئين والمهاجرين الذين يشكلون سوقاً مستقلاً بحد ذاته.

قدمت لبريطانيا بعد أن أتممت درجة الماجستير في القانون البحري الدولي في مالطا؟ لماذا اخترت لنفسك طريقاً آخراً ولم تفعل مثل الكثيرين من أبناء جيلك وتبحث عن وظيفة مضمونة براتب شهري بدل المغامرة ببدء مشروع خاص؟

بصراحة أنا أميل دائماً للعمل الخاص حتى قبل خروجي من سوريا. فعندما وصلت إلى بريطانيا، حصلت على عقد عمل مغرٍ في المملكة العربية السعودية في قطاع النقل، ولكنني رفضته لأني وجدت نفسي متعلقاً بمدينة لندن وأسواقها. صحيح أن طريق ريادة الاعمال طويل وشاق، لكنه ممتع بشكل أكبر من الوظيفية التقليدية؛ على الاقل من وجهة نظري.

لماذا اخترت مجال الإعلام مع أنه ليس مجال دراستك وليس لديك خبرة فيه؟ ألم تساورك الشكوك حول صمودك أمام هوامير السوق في لندن وانت ما زلت في أول الطريق؟

صحيح أنني درست ومارست مهنة المحاماة، ولكنني من عشاق التسويق، وهذا ما دفعني إلى التوجه نحو مجال الاعلان. بدايتي كانت من خلال مجلة أرابيسك لندن، وهي مجلة مال وأعمال تصدر باللغتين العربية والانكليزية. ثم توسعت تدريجياً لأدخل في مجال العلاقات العامة والتسويق من خلال تنفيذ حملات كبيرة هنا ساعدت فيها الشركات العربية على دخول للسوق البريطاني الصعب.

أسست مشروعك بدون تمويل ولا مساعدة من أحد، لماذا برأيك نجحت بينما يفشل الكثير من رواد الاعمال رغم رأس المال الكبير الذي يتلقونه من شركات الاستثمار المغامر؟

بصراحة واجهت الكثير من الصعوبات ووصلت إلى مراحل من التفكير الجدي بالتوقف. و لكن، كنت دائماً على قناعة بأن التراجع هو فشل وخسارة ويجب أن أستمر بأي حال متسلحاً بطموحي وإصراري على النجاح , نصيحتي لكل رائد أعمال أن يصبر ويؤمن بهدفه وأن يتذكر كلما ذادت الصعوبات التي يواجها بعمله كلما كانت تلك إشارات لاقترابه من تحقيق هدفه.

كل من شاهد مباراة كأس السوبر السعودي التي أقيمت في لندن أشاد بالحملة التسويقية التي أشرفت عليها، كيف استطعت الحصول على هذه الفرصة الذهبية وكيف سارت العملية؟

تم ترشيحنا من قبل أحد الأخوة الصحفيين السعوديين المشاركين في التنظيم، الذي أعجب بعملنا ومشاريعنا داخل لندن، الحمد لله كان شرف لنا في أرابيسك ميديا المشاركة في الحملة التسويقية لنهائي كأس السوبر السعودي الذي أقيم في لندن خاصة أنها المرة الأولى التي تقام  فيها مباراة خارج المملكة وأشكر القناة الرياضة السعودية على استضافتي بعد المباراة للحديث عن الجوانب التسويقية للمباراة.

هل هذا مشروعك الأول أم كان لك بعض المشاريع السابقة سواء في لندن أم في بلدك الام سورية؟

طبعاً لا يخلو الأمر من بعض المحاولات حيث أسست في سوريا مركز الساحل للتحكيم التجاري وهو من بين أوائل مراكز التحكيم الخاصة التي أُسست في سوريا ونال شهرة واسعة في الأوساط القانونية في سوريا من خلال تأهيل كوادر قانونية قادرة على الاضطلاع بعملية التحكيم خاصة في النزاعات التجارية و البحرية. حالياً أعطي بعض الوقت للشركة الأخرى التي قمت بتأسيسها في لندن أيضا و هي لندن بروفيشنالز سنتر، وهو عبارة عن مركز دراسات واستشارات وتدريب والحمد لله حصلنا على أكثر من فرصة لتقديم الدورات التدريبة للقطاعين الحكومي و الخاص في دولة قطر و بعض الدول الخليجية. كما أن المركز الآن في طور التحضير لشراكة مع مركز مطمئنة في الرياض للإشراف و تنظيم دورات للدكتور طارق الحبيب في لندن الصيف المقبل .

عدنان مع منتج الأفلام العالمي محمد التركي ورجل الأعمال الألماني Thomas Kramer.

برأيك ماهي أهم الصفات التي يجب أن يتميز بها رائد الاعمال العربي عند قدومه للندن؟

أهم صفة هي الصبر و عدم التخلي عن المشروع الذي بدأ فيه. فأي تراجع يعني الفشل كما عليه أن يفهم حاجة السوق وأن يكون مرن مع الظروف المتغيرة داخل وخارج المشروع.

إذا كان بحوزتك مليون جنيه أسترليني، ماهي المشاريع أو الفرص التي تراها متاحة في لندن وترغب بالاستثمار بها؟

المشاريع الإعلانية بكل تأكيد حيث لدي تصور عن إمكانية التوسع في مجال الدعاية والإعلان وأيضا يمكن أن أدخل سوق العقارات فهي سوق نامية وبها فرص كبيرة هذه الايام.

بالنهاية هل يستطيع رواد الاعمال العرب التواصل معك للاستشارة والمساعدة؟

بكل تأكيد أتشرف بالتواصل مع رواد الأعمال العرب وأنا على استعداد لتقديم أي نصيحة أو مساعدة تخص السوق في لندن كما يمكن عقد اجتماعات مع أي أحد يزور لندن لمناقشة أية مشاريع مستقبلية يمكن أن نساهم بها.