أم المعارك تنتظر جرود عرسال ونصر الله يحوّل الضوء البرتقالي إلى أخضر

كلنا شركاء: سعد الياس- القدس العربي

التحذير الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الوقت القليل جداً للتوصل إلى تسويات معينة للانتهاء من تهديد جرود عرسال كان بمثابة الضوء البرتقالي قبل تحوّله إلى ضوء أخضر لانطلاق أم المعارك على الحدود اللبنانية السورية لانهاء وجود التنظيمات المسلحة بدءاً بجبهة النصرة وصولاً إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقول وزير مطلع في قوى 8 آذار لـ «القدس العربي» إنه يعتقد «أن الأمر للمعركة بات وشيكاً وأن حزب الله سيتولى القيام بعمل عسكري مدعوماً بتغطية من الجيش السوري». ويعتبر الوزير «أن الغارات التي شنّها الطيران السوري على مواقع للتنظيمات الإرهابية حتى داخل الجرود في الأراضي اللبنانية هي بمثابة إنذار تمهيدي لهذه المعركة». ولا يعتقد الوزير أنه سيكون للجيش اللبناني دور في هذه المعارك، لكنه سيتولى مهمة الدفاع عن الحدود اللبنانية وصدّ أي هجمات ارتدادية من التنظيمات المسلحة لفك الحصار المضروب عليهم.

وتشير المعلومات إلى أن حزب الله سيتولى الهجوم على جرود عرسال من الجهة السورية وليس من الجهة اللبنانية ما يجعل التنظيمات المسلحة بين فكّي كماشة بين مطرقة حزب الله والجيش السوري من جهة وسندان الجيش اللبناني من جهة أخرى. والمهلة الضيّقة التي أعطاها السيد نصر الله للتنظيمات المسلحة هي مهلة للتفكير بالانسحاب من المنطقة بالسلاح الفردي وإلا مواجهة معركة خاسرة ميدانياً ستترك تداعياتها على المفاوضات الجارية في استانة. ولا يبدو حتى الآن أن جبهة النصرة وتنظيم «الدولة» مستعدان للقبول بشروط التسوية التي يطرحها حزب الله ما يعني أنهما سيختاران المواجهة.

وتشير أوساط عسكرية لـ «القدس العربي» إلى أن تناقص عدد النازحين السوريين في الدفعة الثانية التي غادرت مخيمات جرود عرسال من 300 إلى 100 شخص سببه تدخل بعض التنظيمات المسلحة ولاسيما جبهة النصرة لدى الأطراف التي تسهّل هذه العودة لابقاء النازحين كورقة في يدهم تتسلّح بوجودهم ومنعاً لخسارة أي دروع بشرية.

وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، فقد رفض رئيس الحكومة سعد الحريري قيام حزب الله بفتح معركة عرسال، معتبراً أن قرار الحسم هو من مسؤولية الحكومة. لكن عدا هذا الموقف اليتيم من رئيس الحكومة لم يرتفع أي صوت آخر في الدولة رفضا لتوجّهات حزب الله اعتقاداً على الأرجح أن تنظيف جرود عرسال سينهي الأخطار المتأتية من الجرود وسيعزّز الاستقرار الأمني في الداخل ويخفّف الضغط السكاني عن عرسال من خلال فتح بوابات العبور على الحدود اللبنانية السورية أمام عودة شريحة كبيرة من النازحين السوريين.

وكان الرئيس الحريري احتوى موجة الغضب على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بعد المشاهد التي تسرّبت عن مداهمات الجيش في مخيمي النور والقارية في عرسال عندما طلب الاجتماع إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، لكنه رفض وضع الجيش تحت الشبهات والتشكيك بأي تحقيق يجريه الجيش حول وفاة 4 سوريين، فضرب بذلك عصفورين بحجر واحد بحيث نجح في تبريد الشارع مثلما نجح في عدم اختلاق مشكلة مع فريق رئيس الجمهورية و8 آذار الذي رأى في خطوة الحريري طلب الاجتماع بقائد الجيش وكأنه استدعاء لتكبيل حركة المؤسسة العسكرية تجاه مخيمات النازحين.