المحامي هيثم المالح: مفاوضات…مفاوضات…مفاوضات

المحامي هيثم المالح: كلنا شركاء

عندما  ادرك كوفي عنان ان الفشل سيكون حليفه ، قدم مبادرته  المكونة من ست نقاط  ، كانت الرئيسيّة منها تشكيل هيأة حكم انتقالي كاملة الصلاحية بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية  ، ونقاط اخرى سُميت نقاط حسن النية على  الاسد تنفيذها ، وهي ، سحب الأسلحة الثقيلة من المدن والقرى ووقف القصف وإطلاق سراح المعتقلين، وتبنى مجلس الأمن بالإجماع  وأصدر قراره بضرورة تنفيذ هذه المبادرة  ومنذ ذلك التاريخ وحتى أللحظة رفع المجرم بشار وعصابته تنفيذ أي بند من بنود هذا القرار  ، وكذلك رفض سائر القرارات العربية والأممية  ، وتحول نظام حكمه الى نظام ( مارق)  ، ثم باع سورية لملالي طهران ولبوتين الروسي المافيوي ، سيرًا على سنة والده المرجوم حافظ الذي باع الجولان  للصهاينة من اجل ان يتربع على عرش سورية هو وَذُرِّيَّتِهِ  الملعونة من بعده . 

ومارست دول كثيرة ( عربية ) واعجمية ضغوطا من اجل ان يشارك الائتلاف بالمفاوضات التي بدأت في مونترو  ، ثم جنيف وشاركت في وفد التفاوض الذي كلّف رئيس الائتلاف فيه، السيد ( هادي البحرة) رئيسا لقد التفاوض الذي ضم على يمينه المحامي محمد صبره وعلى يساره السيدة سهير الاتاسي ثم بعدها السيدة ريما فليحان ، ثم بعد صبره أتى بالترتيب السيد أنس العبده  ، وكان مكاني ( هكذا) بعد السيد العبده ، وحكمت الظروف انني اصطدمت بسيارة عامة طلبتها ونقلت الى المشفى ، وتم خياطة جرح راسي ب(١٣) قطبة . لم اذهب لارتاح بعد الحادث وإنما تابعت عملي مضادا كما شاهدني الكثير .

كان في المقابل لوفد الائتلاف  ، وفد بشار الاسد  ، المكون من رئيس الوفد بشار الجعفري ومجموعة من الخبراء ، وكان يدير الاجتماعات السيد الاخضر الابراهيمي، ومعروف عن بشار الجعفري انه يتقن فن السباب والاتهام ، ولَم يكن يملك اي قرار ، فانهال بسيل من البذاءات على وفدنا ، ولكن عندما تكرم على وتلطف رئيس الوفد السيد هادي البحره، وأعطاني فرصة لأقدم مداخلاتي   ( مكرها) ، تقدمت اولا بمداخلة حول الشرعية والمشروعية ، ولاحظ الجميع كيف أصغى الجعفري الى كلمتي ثم عقب ، موافقا على ما تحدثت به  ، مضيفا بان الإصلاح ضرورة وتحتاج السلطة لوقت للإصلاح  ، ثم سمح لي الرئيس بمداخلة اخرى ، كانت حول ارهاب السلطة ، وكأنني ألقيت قنبلة فجرت  المفاوضات ، ثم قدم الابراهيمي اعتذاره وأعلن الفشل منسوبا للنظام في دمشق . 

في تلك المفاوضات ظهر جليا ان  المجرم بشار الاسد ليس مستعدا لان يقدم شيء ، وانه بمعونة اسياده ملالي ايران والمافيا الروسية سوف يستمر في قتل السوريين وتدمير سورية من اجل  استمراره بالحكم ، وبيعه البلاد للغرباء سيرًا على خطى  والده المرجوم حافظ ، 

طوال مراحل الثورة كانت ( المعارضة ) تحت المطرقة من طرف ما سمي زورا ( أصدقاء ) سورية ، عربا وعجما ( وسعو ، ضموا ، اقليات …) وما الى ذلك ولَم يقم احد بممارسة ضغوط فعلية  تساعد شعبنا في الوصول الى أهدافه ، أو لتقديم المساعدة الفعلية المؤدية الى النصر ، بل كان واضحا عدم الرغبة بذلك ، والعمل على شرذمة الفصائل المقاتلة والتكتلات السياسية واضعاف الجميع ، بحجج مختلفة وضغوط جاءت في الغالب من الجانب الامريكي ، وكذلك الروسي الذي طرق ابوابه معارضون كثر ، والآن انزلقت الثورة بين اسيتانا  وجنيف ، ونجح الروس بالسيطرة عَل مسيرة المفاوضات وسخروا المبعوث الدولي لسوق الفود حيث يشاء ، وقدمت ( المعارضة ) وفدا هزيلا بمواجهة ، ( وفد النظام ) وبتنا ننتظر حنيفا وراء جنيف  وهكذا دواليك ، ورأس العصابة في دمشق يهيء لإسكان المليون الذين منحهم الجنسية السورية ، بتسهيل انشاء مشاريع الإسكان لهم ، ويستمر التهجير ويستمر اغتصاب اخواتنا السجينات اللواتي يتجاور عددهن سبعين ألفا ، وقتل ما يمكن قتله من السجناء ، ونستمر بمفاوضات عبثية  ، تعطي القتلة والمحتالين مزيدا من الوقت لاستكمال اجرامهم ، واستنزاف سورية ، ويتمتع الروس بنتائج عقودهم في استثمار الكنوز ، 

هل من سامع ، وهل من واع لما يجري ، وهل من يحضر نفسه ليوم الحساب وهو آت  فعلا  ، اللهم جنبنا الزلل، وجنبنا بيع الاوطان





Tags: مميز