on
Archived: شباب البعث القومي: لتكن ملحمة حلب بداية صنع القرار السوري
| ” لا يمكن أن يسير البعثيون في طريق |
و الشعب في طريق أخرى !! أما المستحيل
في نظرهم و ما يعادل الكفر أن يقفوا ضد
الشعب و أن يوجهوّا أسلحتهم إلى صدور أبناءه !!
فخيراً لهم أن يكونوا مظلومين من أن يكونوا ظالمين “
ميشيل عفلق 1980
لتكن ملحمة حلب بداية صنع القرار السوري
المستقل و سقوط الهيمنة الصفوية الإيرانية
يا جماهير الأمة العربية في كل مكان
يا أبناء شعب سورية الأبطال المرابطين في المواقع
يا ثوار وأبطال حلب الذين تقدمون الشهداء فداءً لسورية و أرضها و كرامتها و كرامة العرب جميعاً
أنتم تصنعون النصر و تنتزعون استقلال القرار السوري الحرّ. قرار غرفة العمليات الموّحدة في حلب الشهباء لا قرارات غرف التحكم هنا و هناك !!
أيها الشعب السوري العظيم ….
إن ملحمة حلب اليوم تلخيص لتلاحم الشعب مع الثوار و تصميمهم على التحرير الذي لا بديل عنه. فغرفة العمليات الموّحدة هي انتصار الثورة على نفسها في الوقت ذاته انتصار الثوار على التفتت و التوّزع للمسميات و الرايات ؟!
إن ثوار حلب اليوم أسقطوا مخطط الاستسلام الأمريكي – الروسي لمصلحة الهيمنة الإيرانية و السيادة الإسرائيلية و ضمناً مخطط العصابة الأسدية في الحصار و التجويع من أجل تركيع هذا الشعب . فأطفال حلب الذين أشعلوا الدواليب لغرض حظر جوي على طائرات العدوان، إنما يبعثون الروح من جديد في الثورة التي أشعل شرارتها أطفال درعا الأبطال. أننا مطالبون بأن تصبح غرفة العمليات الموّحدة في الشمال لتشمل سورية بالكامل خاصة على جبهة الجنوب و الغوطة و القلمون و في كل مكان من أرض سورية الحرّة . ملحمة حلب مثلاً يحتذى به و على ثوار الجنوب انتزاع قرارهم المصادر و تحرير أنفسهم من الضغوطات و التدخلات المريبة !! و إنهاء حالة الصمت غير المبررة و إشعال الجبهات سواء في الجنوب أو الغوطة أو القلمون و حمص و ريفها و جبهة الساحل و غيرها من المدن السورية .
فحلب الشهباء أم المدن السورية العريقة و درّة الشمال و تاريخ الحضارة ستكون مفترق طرق و صفعة قوية بوجه عصابة الأسد التي تعمل لدى المندوب السامي الإيراني قاسم سليماني و نظام ولاية الفقيه الذي زرع الفتنة و الدمار في سورية و العراق و لبنان من قبل كما هو في اليمن السعيد اليوم . لقد أوقف الثوار حلم نظام ولاية الفقيه في التغيير الديموغرافي الذي استهدف دمشق و حلب كما هو في الزبداني و منطقة القلمون !!! و الأهم في هذه المعركة المشرّفة هو خلاص الشعب السوري من ترهات ” النواة الصلبة للأصدقاء !! و النواة الرخوة الأوسع !!” الذين تاجروا بدماء هؤلاء الشباب الشرفاء الذين صدّقوا بأن هناك مجتمع دولي و أصدقاء فأكتشفوا بأن هناك أجندة خبيثة و دمار و خراب خلال خمس سنوات و نيّف!!
أيها الشعب السوري الأبي
يا أبطال حلب الشهباء في الشمال …. على الصفحة الأخرى من هذا الصراع تتركّز التصريحات و تتوالى من هنا و هناك سواء في الأقليم أو على الساحة الدولية حول مقولة محاربة الإرهاب !!!
لقد أصبح واضحاً لكل ذي بصيرة، بأن ظاهرة الإرهاب جرى العمل على تصنيعها و امتدادها بخطة خبيثة و محكمة من قبل قوى دولية و أقليمية و نظام الأسد ، و حكومة الاحتلال في بغداد ليست سوى أدوات صغيرة في هذا المخطط . و قد تم هذا بتنسيق و تناغم مع الكيان الصهيوني …. لأن الخدمات التي يقدمها الإرهاب لا تقدّر بثمن !!حيث تفتيت المنطقة و خاصة الدول المحيطة بإسرائيل سورية و العراق تحديداً. إن التلاعب في هذه الورقة بات مكشوفاً للقاصي و الداني و قد استخدمت بنجاح بإخماد ثورة العشائر بالعراق و التي دامت أكثر من سنة و نصف ، و اليوم تمّ استخدامها للقضاء على ثورة شعب العراق التي انطلقت من الجنوب . مثلما يجري اليوم في سورية حيث تستخدم هذه الورقة للقضاء على الثورة و تدمير سورية تمهيداً لتقسيمها عبر استخدام ورقة قوات سورية ” الديموقراطية ” التهجيرية و منع قيام نظام وطني ديموقراطي حقيقي في سورية و هذا هدف استراتيجي لإيران و لاسرائيل .
أيها الأخوة الثوار في حلب و في كل بقاع سورية الحبيبة أنكم على موعد مع القدر ، فهذه الملحمة التي تصنعونها اليوم تتجاوز كل الصغائر من مسميات و تنظيمات و أحزاب و جماعات . أنكم مدعوون إلى التسلح بنظرة استراتيجية لطبيعة هذا الصراع و أبعاد هذه المعركة التاريخية الفاصلة ، و هي بحقّ معركة الوجود ، معركة الوجود العربي و الوطني على أرضنا و في بلادنا . فالتعصّب أيً كان مصدره حزبي أو طائفي أو ديني أو عرقي هو مرض مدّمر لثورتكم و لوحدة بلادنا ، فالمطلوب منا جميعا الوعي الكامل للتصرفات و الممارسات كما للطروحات التي تصدر عنا ، و التسلح بقدرٍ عالٍ من الحكمة و العقلانية و التمسك بالبوصلة الوطنية حيث المقياس و المعيار الوحيد لثورتنا.
ثورتكم في مرحلة مفصلية بعد معركة حلب ، و المواجهة العسكرية التي تدور رحاها اليوم في حلب هي امتداد للمعركة السياسية الفاصلة في سورية و المنطقة .
إن وضع خطة سياسية بديلة لكل ما هو متعارف عليه و قيادة المعركة سياسياً وعسكرياً بات أمراً ملّحاً . و أن تكون نواة هذه القيادة و عامودها الأساسي في الداخل ، لتأخذ شعبنا نحو النصر في صراع معقد و متداخل مع مجمل قضايا المنطقة ، خاصة الخطر الدائم المتمثل بالكيان الصهيوني و الخطر الداهم و ما يمثله نظام ولاية الفقيه في مشروع الهيمنة الذي يقوم على مبدأ الصراع الطائفي المذهبي التفتيتي ، إن سلاحنا أو القاعدة الذهبية و التي لا يختلف عليها إثنان بأن وحدتنا إن لم نقل لحمتنا التي تجلّت في ملحمة حلب اليوم هي طريقنا إلى النصر و خلاص شعبنا من هذه المأساة .
فعلى أبواب حلب صنع الثوار معجزة النصر على قوى الشرّ و العدوان و الاحتلالات، و وضعوا الرايات و المسميات و الخلفيات الفكرية جانباً و ساروا تحت راية واحدة في قالب وطني ثوري و حضاري و ذلك باحتضان شعبي رائع قلّ مثيله . يجب التنبّه بهذه المناسبة للإعلام المأجور و خطورة هذا الإعلام المكلّف بتشويه ثورتنا لنكون على قدر هذه المهمة الملقاة على عاتقنا احتراماً لدماء الشهداء و لسورية شهيدة هذه المؤامرة الكونية . و لنأخذ بالحسبان ما حدث في تركيا و ليكون درساً لنا في توّحد شعب تركيا كله ضد الإنقلاب العسكري تحت راية الوطن و عدم ظهور صورة أي رئيس أو قائد ، درساً و مثلاً يحتذى به ، الإسلامي مع العلماني ، القومي مع الأممي شعب واحد و راية واحدة و وطن واجد للجميع .
إننا نطمح بناء دولة مستقبلية مختلفة لا بل نقيضة لحكم العصابة في دمشق ، نظام مدني ديموقراطي للجميع تحت سيادة القانون. أيها الرجال الأبطال الثوار أنتم اليوم تصنعون تاريخ العرب و الحضارة الإسلامية بقيمها الإنسانية و تعطون للعالم أجمع درساً في الفداء و التضحية من أجل وطن للجميع و هذه أمانة في أعناقكم فلا تفرطوا بها .
يا أبناء سورية الأبطال الصابرين اقلبوا الطاولة على الجميع و لتكن ثورة المستحيل و التوحيد و الصيغة الوطنية فمثلما أدرك كثر من المعارضة أنها وقعت في شباك المال !! و غرف السيطرة و التحكم في ” عمان و اسطنبول ” أدرك الجيش السوري المغرر به بأنه ضحية و رهينة !! ليس لبيت الأسد فحسب إنما ضحية المخطط الإيراني الخبيث للهيمنة على المنطقة . كما يدرك الجميع اليوم بأن دماء السوريين بدون تمييز هي وقود لتهديم وطننا بكل صلفٍ و جهلٍ و خبث .
لنوقف نزيف الدم و لنصنع الحل بأيدينا و لنبني القوة الذاتية الوطنية لأنها السبيل الوحيد للخروج من المأزق الدموي الراهن .
إننا لن نتخلى عن الأمل ، لإن الأمل يصنعه شعبنا بالوعي و الصمود الأسطوري …. ثورة شعبنا العظيم ستبقى النور المضيء في هذه الظلمة الحالكة ، ثورة الحرية و الكرامة و العدالة الإجتماعية . لنطلق الحركة الإنقاذية التي تستند على المرجعية الوطنية و استقلالية القرار السوري . و ستبقى الثورة السورية شعلة مضيئة رغم أنف الأعداء مهما تكاثروا و أيً كانت هويتهم و قوّتهم .
المجد و الخلود لشهداء سورية الحبيبة و لشهداء الأمة العربية جمعاء…
دمشق في 13 / 8/ 2016
شباب البعث القومي في سورية