هدنة درعا والتخوف من نتائجها العكسية

إياس العمر: كلنا شركاء

أصبحت الهدن تشكل حالةً من الخوف لدى الأهالي في محافظة درعا، نظراً لتجاربهم السابقة مع الهدن ومفعولها العسكي عليهم، وذلك على الرغم من تأييد غالبية السكان في المناطق المحررة للهدنة، كونهم يجدون فيها ضالتهم لالتقاط الأنفاس والعودة إلى حياتهم الطبيعية بعيداً عن القصف والموت اليومي.

تجارب سابقة

وقال الناشط هاني العمري، إن التجربة الأبرز مع الهدن كانت في هدنة 27 شباط/فبراير العام المنصرم، والتي أتت عقب معركة مدينة (الشيخ مسكين)، وهي المعركة التي شكلت علامة فارقة في محافظة درعا، كونها كانت أولى المعارك التي تخسرها كتائب الثوار منذ العام 2013، نتيجة للتدخل الروسي المباشر وتقديم غطاء جوي لقوات النظام والميلشيات الموالية له.

وأضاف العمري في حديث لـ (كلنا شركاء)، أن فترة الهدنة والتي امتددت لستة أشهر كانت كارثية على محافظة درعا، فخلال هذه الفترة نشطت خلايا النظام وتنظيم (داعش) في المناطق المحررة، وتم تسجيل عشرات حالات الاغتيال لقادة في كتائب الثوار ولناشطين، كما أنها كانت السبب الرئيسي في إصابة كتائب الثوار بحالة من الخمول والتي بدورها انعكست على جبهات القتال مع قوات النظام.

ولفت إلى أن قوات النظام والميلشيات الموالية استغلت الهدنة السابقة باتباع سياسة قضم الأراضي، فخلال فترة الهدنة لم تتوقف عن مخططاتها في السيطرة على مساحات جديدة، ولكن باتباع أسلوب القضم من خلال التقدم ببطئ، كما حدث في الكتيبة المهجورة شرق بلدة (إبطع).

هدنة 9 تموز

وأشار القيادي في كتائب الثوار أحمد الزعبي، إلى أن هدنة 9 تموز/يوليو تميزت عن الهدن السابقة بانخفاض منسوب العنف من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية له بشكل كبير، وبعكس الهدن السابقة فبعد 10 أيام من إعلان الهدن لوحظ أن الخروقات من قبل قوات النظام انخفضت، بعد أن كانت في الهدن السابقة تأخد شكلاً تصاعديا.

وأضاف الزعبي في تصريح لـ (كلنا شركاء)، أن الهدنة الأخيرة أتت عقب مجموعة من الهدن التي كان يتم الإعلان عنها من قبل قوات النظام، وكانت لا تتعدى البيانات، فالطيران الحربي لم يكن يتوقف عن استهداف المناطق المحررة، وعمليات قوات النظام والميلشيات الموالية له لم تكن تتوقف، على عكس الهدنة الأخيرة، فللمرة الأولى يتم الضغط على النظام وحلفائه بشكل حقيقي.

الجانب الأمني

وبدروه، أكد فيصل الزعبي، وهو من أهالي ريف درعا الشرقي، لـ (كلنا شركاء) أن المسؤولية التي على عاتق كتائب الثوار أصبحت أكبر عقب الإعلان عن الهدنة، كون النظام خلال فترة الهدن السابقة كان يعمل على ضرب المناطق المحررة من الداخل من خلال تحريك خلاياه، وهذا ما يتطلب جهداً مضاعفاً لكشف هذه الخلايا، والعمل على حفظ الأمن في المناطق المحررة.

وقال الناشط أحمد الديري لـ (كلنا شركاء)، إن الأيام الماضية من الهدنة شهدت تصاعداً في عمليات الاغتيال، فقد تم تسجيل 4 عمليات اغتيال في يوم واحد الأسبوع الماضي في ريف درعا الغربي، استهدفت قيادات في جيش (الثورة)، وقد أسفرت عن مقتل اثنين منهم في كل من مدينة (داعل) وبلدة (المزيريب) غرب درعا.

وأشار إلى أنه خلال فترة الهدن يعمل النظام على إشعال حرب من نوع مختلف، تعتمد على تجنيد خلايا جديدة في المناطق المحررة، تكون مهمتها تنفيذ عمليات الاغتيال وبث الشائعات في أوساط الأهالي.





Tags: محرر