on
Archived: بيان تيار بناء الدولة السورية حول قرار مجلس الأمن 2254
بيان تيار بناء الدولة السورية عن قرار مجلس الأمن الخاص بسوريا
نرحب بشدة بقرار مجلس الأمن الذي صدر يوم أمس والذي وضع خارطة طريق وافق عليها أعضاء المجلس بالإجماع بعد أن تم التوافق على صيغة البيان مع جميع دول اجتماع فيينا، وهي كل الدول ذات العلاقة أو المعنية بالموضوع السوري.
لا شك أن القرار لم يرضي الجميع، خاصة الأطراف المتشددة منها، وفي مقدمتها النظام السوري. وهذه هي حال صيغ التسويات فهي لا تكون على هوى الأطراف المتباعدة.
القرار تحدث عن وقف إطلاق نار بإشراف الأمم المتحدة لا يشمل مناطق داعش والنصرة، وتحدث عن خطوات حسن نية وبناء ثقة، من بينها إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن المناطق والبلدات، وتحدث عن مفاوضات برعاية الأمم المتحدة، وعن سلطة انتقالية وعن انتخابات برعاية الأمم المتحدة، أي بالعموم تحدث عن جميع النقاط ما عدا مسألة مصير الرئيس الأسد إذ تركها معلّقة بإرادة السوريين، ولكن إرادة السوريين مصادرة بقوة السلاح وقوة الجوع والعوز وقوة الهروب من الموت. ولكن لا بأس فنحن السوريون قادرون على اختيار قياداتنا عندما يتوقف القتل والاعتقال، وبالتالي على جميع القوى السياسية، معارِضة وموالية، أن تتشدد بالتمسك بإيقاف جميع مظاهر العنف وإنهاء جميع أساليب القمع والاضطهاد. ذلك حتى نتمكن من إعادة إعمار البلاد لتكون صالحة لعيش البشر السوريين الأحرار.
نرحب بالقرار لأنه يعلن بوضوح إنهاء مرحلة التصعيد العنفي والبدء بخيارات تصالحية. أي أنه يعلن إعطاء السوريين حق الحياة وإمكانية عدم الهجرة بعد بعض الوقت.
القرار لا يتحدث عن التفاصيل ولا عن أي تفصيل، فنحن السوريون من يتوجب عليه أن يجعل له أيد وأرجل ورأس، والأهم أن نصنع له قلبا سوريا يغذي جميع الأطراف والمفاصل بدم سوري.
من ناحيتنا في تيار بناء الدولة السورية سندعم هذه العملية بكل ما نستطيع دون أن نهتم بأي مكسب حزبي، بل ستكون غايتنا، كما كانت طيلة سنوات الأزمة، خدمة سوريا والسوريين جميعهم، وذلك حتى تنتهي هذه الأزمة وتنعم البلاد بأجواء آمنة وحرة.
بناء على هذا فإننا نأمل من جميع السوريين الغيورين على بلدهم عدم انتظار المجتمع الدولي أن يقدم لنا أكثر من ذلك، إذ يكفينا منه عدم إزكاء العنف في البلاد، وعدم قبول وجود أي طرف يمارس العنف في الصراع السياسي، حتى تكون لدينا الفرصة للاهتمام بكل تفصيل في البلاد، فنصنعه على هوانا كسوريين.
تحية لجميع السوريين، وكلنا أمل أن نتمكن من التحكم بمصيرنا كشعب حر أصيل، يريد العيش الآمن الكريم، ويريد علاقات طيبة وإنسانية مع جميع دول العالم، وبالأخص دول الجوار.