Archived: فدوى كيلاني: (بشار الأسد) وعقدة الوهم

فدوى كيلاني: كلنا شركاء

لايزال بشارالأسد كما قدمه اليوم7-6-2016 خطابه الجديد بمناسبة انطلاق دورة مايسمى بمجلس الشعب الجديدة أسير حالة الوهم التي عاشها منذ وصوله إلى كرسي السلطة واعتباره أنه السياسي السوري الأول، وصانع ملاحم البطولة الأول، ومفكر سوريا الأول، وحكيمها الأول،  طالما أنه قد وصل إلى هذا الكرسي الذي أورثته إياه عن أبيه  أجهزة مخابراتهما ليكون واجهة في الحفاظ على مكاسبها، وتغطية فسادها، ومواصلة الاستبداد على رقاب الناس، حتى وصلت سوريا إلى هذه الهاوية من الدم والدمار

لو كان أي إنسان  لديه كما تقول العامة ذرة من المشاعر لما وقف أمام كاميرا التلفزيون ليعيد خطابه الممجوج الذي يصلح لولا بعض الإشارات إلى مرحلة ما قبل الثورة السورية، وإن أتى ببعض النقاط التي تمت ليحسبها لصالحه، بينما هي في الأصل تسجل ضده، فما وجود والد الشهيد، أو أمه، أو ذلك الجريح في هذا المجلس المزور إلا نتيجة طيشه، وغبائه، وسوء تقديره، بعد أن اطمأن أن لا أحد يحاسبه دولياً بسبب الدورالمقيت الذي قبل بأن يلعبه في خدمة  المخططات الدولية، وفي مقدمة كل ذلك أن يكون حارساً وفق الشروط المقبولة أمريكياً وإسرائيلياً.

يحاول رجل الأوهام الأسد وعبر خطابه أن يقدم نفسه حاميا لسوريا والسوريين، ضد المخططات الأجنبية التي تنفذ، بالرغم من أنه السبب الرئيس في وصول سوريا إلى واقع حال الكارثة الدموية، بحيث غدا هذا المكان إلى مستنقع من الدماء، بل أطلالاً، طالما أن هناك قرى ومدناً تكاد تكون هدمت بكل أحيائها فوق رؤوس أهليها، وباعتبار أن نصف سكان سوريا هاجروها مرغمين إما إلى الملاجىء الدولية في بعض دول الجوار يعيشون أسوأ الظروف الحياتية، أو غامروا عبرالسفربراً أو بحراً كي تتعرف أراضي خرائط دول العالم على أجساد السوريين كما سمك بحاره،  وبات اسم السوري على أول قائمة غيرالمرغوبين فيهم، تلاحق جوازات سفرهم وأسمائهم عيون الحذر والشك.

من بين أقبح مايريد أن يزينه الأسد بروح ممثل فاشل هوتحدثه عن حالة  تشكل مجلس الشعب. ديمقراطياً إذ يريد أن يحاول  أن  يبين بأن الأربعة والعشرين مليون سوري قد صوتوا لهؤلاء-الأزلام- الخانعين، فاقدي الموقف، الانتهازيين، أوالشركاء في الدم السوري على حد اعترافه بأن بينهم من  وصل إلى المجلس بماله الذي سخره لقتل السوريين. بل يريد أن  يخفي حقيقة أن  بلدا عرف الانتخابات المزورة في زمن سلمه فهو ممعن في التزويرفي زمن حربه على حد قول أحدهم، وقد كان حرياً به لواحترم نفسه ألا يتحدث عن سلامة  ونجاح الانتخابات معروفة النتائج سلفاً.

يعرف السوريون من هم هؤلاء الذين يصفقون ل”رئيسهم” في شاشة التلفزيون الذي قد لايرونه ليس لأنهم مهاجرون وخارج بلدهم نتيدجة طيش ودموية وغباء الأسد بل لأن ارتباط السوريين بهذه القناة المضللة- إلا بعض الحفنات الذين يمثلهم هؤلاء السماسرة- وفي هذا مايعني أن خطابه موجه للعالم، موجه للخارج، وإن كان الخارج الأدرى بواقع التفاصيل اليومية التي تجري أمام أعينهم في هذا البلد الذي يذبح على النطع منذ خمس سنوات ونيف..!.

لم أرد المضي لمناقشة سفاسف وتفاهات فلسفة بشار المضحوك عليها سورياً وعربياً ودولياً حتى من قبل من يقفون وراءه لأن الجميع يعرف مدى هشاشة شخصيته، وفصاميته، لأنه يعيش عقدة وهم مزمنة، أدت بالسوريين إلى هذا الواقع الأليم، وإن كان-اللارجل- لايزال يتحدث عن المؤامرة الخارجية، بالرغم من أن الجميع يعرف أنه المتآمرالاول على ضحايا حربه على الشعب، وأنه المتآمرالأول على المنطقة، بل أنه مغذي الإرهاب الأول، ومن بين كل ذلك أنه حاضن داعش والإرهابيين، و مدمرسوريا من أجل كرسي رخيص تافه..!.





Tags: محرر