on
Archived: د .محمد مرعي مرعي:الحركيون والأقدام السوداء في الثورة السورية.. تكرار ثورة الجزائر
د .محمد مرعي مرعي: كلنا شركاء
عمدت فرنسا خلال استعمارها الجزائر إلى تشكيل قوة عسكرية تتبع لها من أبناء شعب الجزائر واسمتهم ( الحركي ) وهم المسلحون الذين حاربوا مع قوات الاستعمار إضافة الى البيوعين ( المخبرين) الذين كانت مهامهم مراقبة نشاطات الثوار والتبليغ عنهم بتقارير اخبارية الى سلطات الاحتلال، وجنّدت فرسا (الحركيين والمخبرين) عبر تجوال قواتها العسكرية في المدن والأرياف وفرز الجزائريين بين (موالين) لها أو(أعداء) ، ومنحت الموالين المؤن والسلطة المحلية والسلاح بذريعة حماية أنفسهم من الأعداء ( الثوار ) حتى أصبح الحركيون والمخبرين أحد اعمدة جيش الاحتلال الفرنسي ضد شعبهم ، ووصل عدد الحركيين إلى (250 ) ألفا والمخبرين (1 ) مليون . وبرّر البعض ثقل الظروف الاقتصادية والاجتماعية كالفقر والخوف والجهل والبطش العسكري في تجنيد هؤلاء الحركيين والمخبرين مع المستعمر ضد شعبهم .
أما الأقدام السوداء فهم المستوطنون الأوروبيين الذين سكنوا أو ولدوا في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي (1830-1962)، وأغلبيتهم من أصول اوربية غربية وشرقية ،وكانت صفة الأقدام السوداء ترجع إلى سواد الأحذية التي كان يرتديها هؤلاء كالجنود الفرنسيين بالمقارنة مع أقدام الجزائريين الحفاة أصحاب الأرض، وكان عددهم مئات الآلاف ، ونفذواأعمال الترهيب والنهب والقتل الجماعي بحق سكان الجزائر . كما أدار هؤلاء تنظيمات إرهابية مثل ( اليد الحمراء ومنظمة الجيش السري ) التي نفذت سلسلة جرائم بشعة بحق المدنيين والأرض والمؤسسات بحقد وعنصرية. حاليا ، يطالب الحركيون والأقدام السوداء باسترداد الممتلكات التي تركوها في الجزائر، وبلغت 420 ألفا .
فمن هم الحركيون والاقدام السوداء في الثورة السورية ضد الاستعمار الخارجي ( أمريكا / روسيا /ايران / اسرائيل ) والاستعمار الداخلي ( سلطة آل الأسد ) .
الحركيون : هم عصابات آل الأسد (جنود وشبيحة أبناء الطائفة العلوية الذين يعدّون 200 ألف بعد قتل 100 ألف وعطب وجرح 300 ألف ،وكذلك مرتزقة السلطة من أبناء الأقليات الذين تم تجنيدهم وفق الطريقة التي استخدمها الاستعمار الفرنسي ضد شعب الجزائر (الخوف والفقر والجهل والبطش العسكري) ، مع مرتزقة من أبناء الغالبية السنية بنسبة قليلة قياسا بحجمها السكاني في سوريا .
والاقدام السوداء: هم ( عصابات شيعة فارس من: ايران و لبنان والعراق وافغانستان وباكستان بعدد 100 ألف ، و(مرتزقة روسيا بعدد 10 آلاف ) ، و(عصابات أكراد عبد الله اوجلان بتسمياتهم المختلفة بعدد 30 ألفا )، وهؤلاء جلبهم المستعمر الخارجي لدوام نفوذه في سوريا بالاتفاق مع المستعمر الداخلي ( آل الأسد ) بوعد الاستيطان والتملّك مقابل تثبيت سلطتها.
أما الحركيون والأقدام السوداء لما يسمى معارضة سوريا: العسكرية مثل (داعش) أو السياسية مثل (الائتلاف وملحقاته وأشباهه )، فهم ينتهجون نفس خطوات لسلطة آل الأسد ، إذ يتقاسمون مناطق النفوذ والارتزاق معها من جهة ، ويطالبون بدخول قوات احتلال اجنبية ( امريكية / كردية عراقية ، ..) لتثبيت مناطق نفوذهم وتوسيعها من جهة أخرى .
بالختام ، بغية الخلاص من الحركيين والأقدام السوداء ، تحتاج ثورة سوريا إلى قيادات تاريخية مثل (احمد بن بلا ، وهواري بو مدين وحسين آيت أحمد) لمواجهة المستعمرين الخارجيين ( امريكا / روسيا / ايران وشيعتها / اسرائيل ) وكذلك لاستئصال المستعمرين الداخليين ( سلطة آل الأسد ومرتزقتها ، أكراد عبد الله اوجلان ، الائتلاف وملحقاته وأشباهه ، داعش وأمثالها ) كي تتحرّر سوريا كما حقّقت الجزائر استقلالها عن الاستعمار الفرنسي .
للتذكير ، كافة الحركيين والأقدام السوداء محكومين بجرائم قتل أبناء الشعب الجزائري ولا يسمح لأي منهم أو أبنائهم بدخول الجزائر فالقصاص سينال منهم.هكذا التاريخ يعيد نفسه بعد 50 عاما.
Tags: محرر