Archived: بيان لاتحاد الديمقراطيين السوريين: نعم، لثورة الحرية والكرامة!

 نعم، لثورة الحرية والكرامة !

    اثار ذبح اسير على يد احد مقاتلي “حركة الزنكي” ردود فعل سورية غاضبة ، اظهرت المدى الذي بلغته اخلاقيات الثورة،ووصل إليه وعيها لدى عامة السوريين،

واطلق نقاشا وطنيا حول اسبابها والاسس التي يجب ان يقوم عليه سلوك المقاتلين من اجل الحرية ، والدرجة الرفيعة من التطابق التي يجب ان يترجم من خلالها قيم واهداف ثورة الحرية والكرامة ،والضرر الفادح الذي ينتجه تناقض سلوك المقاتلين مع ثورية ومصالح التنظيمات لتي ينتمون اليها ، ومع سمعتها ودورها ، فالزنكي فصيل وطني اصيل يلعب دورا مميزا في حماية الشعب، وتكريس قيم العمل الوطني والثوري، ويمارس سياسات تتسم بالانفتاح والعقلانية في مناطق انتشاره وقتاله حول حلب ، لذلك لقي ذبح الطفل بيد احد مقاتلية ادانة واستهجانا واسعا، ورفضا اكيدا للحجج والمبررات التي ساقها بعض من دافعوا عن جريمته ، كتحميل المجتمع الدولي المسؤولية عن فعلته الشنيعة ، أو ايجاد مسوغات نفسية لها، لا سيما وأنها الحقت أذى لا يغتفر بالثورة وبتنظيمه ، لا يقل عن الاذى الذي الحقه بشخص الاسير ، الذي يجب يكون حقه في الحياة مصانا، حفاظا على تفوق الثورة الاخلاقي والانساني على النظام ، وكي لا يتحول الثوار إلى قتلة ومرتزقة، ويغتالون ثورة الشعب السوري وشرعيتها بايديهم ، بوضعها على طريق الفشل الاخلاقي اليوم والسياسي غدا .

 وقد فعل الزنكي خيرا عندما قرر محاكمة المجرم ، ومن ايده في فعلته أو لم يحل بينه وبينها . وسيفعل التنظيم الوطني القاتل الصواب، أن هو وضع منذ الغد برنامجا يثقف مقاتليه على قيم الثورة ومعانيها ، ويساعدهم على ضبط انفعالاتهم والسيطرة على تصرفاتهم ، مهما واجهوه من ضغوط ومصاعب نتيجة اجرام النظام ضدهم وضد اسرهم ومواطنيهم ، لتكون تربيتهم الوطنية والثورية الرد المطلوب على جريمة ارتكبها فرد ارعن ، لكن ابعادها تتخطاه إلى شرعية الثورة وثورية الزنكي وتنظيمات العمل المقاوم للنظام الاسدي القاتل ، الذي سيتستغلها لتشويه ثورة الحرية وتحريض اعدائها ضد الشعب السوري وحقوقه ، انطلاقا من الضجة المثارة اليوم حولها ، وتشبه ما سبق له أن اثاره من ضجيج  حول من اسموه “آكل الاكباد” ، بفعلته التي كانت بداية انصراف الرأي العام العالمي عن تأييد الثورة وتفهم مطالبها وشرعيتها . سيغذي ذبح الاسير حملة دولية جديدة وضارية ضد الثورة واخلاقياتها وتنظيماتها ، ستكون كارثية النتائج بالنسبة إلى شعبنا، وايجابية المردود بالنسبة إلى النظام المجرم، الذي يرتكب كل يوم عشرات المذابح ضد الاطفال والنساء والشيوخ ،التي يتم التعامى عنها في اوساط دولية عديدة ، لذلك لا يجوز تحت أي ظرف آن يكون ردنا على الظلم النازل بنا من جنس جرائم الاسد، ولا بد ان نقلع تماما عن السماح بارتكاب الاخطاء ، مهما كانت صغيرة، كي لا تستغل لتدمير قضيتنا والتنكر لحقوقنا .  

  يحيي” اتحاد الديمقراطيين السوريين ” كل شخص او تجمع او تنظيم ادان الجريمة ، ويشيد بالوعي الثوري والانساني الذي ابدته حركة الزنكي حيالها ، وبوعي السوريات والسوريين عموما ، الذي اتصف بحس اخلاقي وانساني رفيع . ويطالب القتلة الاسديين والدوليين بالتوقف عن قتل السوريين بالجملة والمفرق ، جماعات وافرادا ، ويدين جرائمهم باقسى العبارات شدة ، ويؤكد الصلة بينها وبين اشكال الاجرام التي سقطت ختلف فئات شعبنا ضحية لها ، ويشد على ايدي المقاتلين ضد هذه الجرائم ، وضد النظام الذي يرتكبها ، والقوى الدولية التي تساندها أو تتستر عليها .

  21/7/2016

غازي عينتاب                                     اتحاد الديمقراطيين السوريين