on
Archived: محلل سعودي: بشار الأسد ليس مهما لروسيا وإيران فقدت تأثيرها..
سي ان ان-
قال المحلل الأمني والسياسي السعودي، إبراهيم آل مرعي، إن روسيا ليست مهتمة بالرئيس السوري بشار الأسد شخصيا، وإنما بتحقيق مصالحها في المنطقة، بخلاف الجانب الإيراني الذي رأى أنه تعرض للكثير من الخسائر في سوريا وفقد القدرة على التأثير في الأوضاع، كما اعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت أخطاء جسيمة كانت بمثابة تهديد للسعودية والخليج، داعيا إياها إلى التصالح مع المصريين أولا.
وقال آل مرعي، معلقا على العلاقات المتردية بين إيران والسعودية: “السعودية لا تريد ان تدخل في مواجهات مع أي دولة في العالم وهي دولة تبحث عن السلام وكذلك باقي دول الخليج. فيما يخص ما حصل في الحج فإن إيران معروف انها استغلت حادثة التدافع التي حصلت في منى – والتي لم يُعلن عن نتائجها حتى هذه اللحظة – للإساءة للملكة العربية السعودية. وأنا أعتقد أنه سيكون هنالك رد من المملكة ولكن بعد ظهور نتائج التحقيقات وبعد الوصول للنهايات الأخيرة والدقيقة.”
وعن الملف السوري ومدى تمسك موسكو بنظام الرئيس بشار الأسد قال آل مرعي: “موسكو ليست متمسكة بالأسد ولكنها تريد أن تضمن مصالحها في سوريا.. شخص الأسد ليس مهما بالنسبة لروسيا ومن هذا المنطلق تأتي المشاورات السعودية – الروسية الأمريكية-التركية. الأسد لن يكون ضمن النظام السياسي القادم في سوريا ولكن فيما يخص روسيا ستكون حاضرة وستضمن مصالحها في العلاقات الاستراتيجية في سوريا في المستقبل بعد مغادرة الأسد لنظام الحكم.
وتابع آل مرعي بالقول: “إيران وضعت ثقلها في الملف السوري ولكنها لم تنجح.. هي ليست جزءا من المشكلة بل مصدر المشاكل في المنطقة العربية من المغرب العربي وصولاً الى بغداد ومن سوريا وصولاً الى صنعاء، ولذلك نحن نقول ان أي تنازلات تقدمها إيران بسوريا لن يكون لها تأثير.. خصوصاً إذا ما علمنا ان المسيطر على هذا الملف هي روسيا.”
ورأى المحلل السعودي أن الاعتماد على من سيأتي ليحكم البيت الأبيض “خطأ استراتيجي فادح” واصفا استراتيجية الرئيس باراك أوباما بالمنطقة “كارثية للشرق الأوسط ولدول الخليج”، داعيا الدول العربية إلى “الاعتماد على النفس” لحماية أمنها. مشددات على أن العرب حرصوا منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 على عدم التدخل في شؤون إيران لكن ذلك لم يجد نفعاً مع طهران
وأردف قائلا: “في 2008 صدر تقرير من السفارات الألمانية بوجود اكثر من 5 آلاف جاسوس في دول الخليج فما بالك في 2015، ولذلك أنا اعتقد أن دول الخليج والدول العربية أصبحت الآن – شاءت أم أب – في مواجهة مباشرة مع إيران وليس بالضرورة ان تكون مواجهة عسكرية بل سياسة اقتصادية اجتماعية ثقافية الخ على كافة المسارات.. إذا أرادت الدول العربية ودول الخليج استخدام نفس الطرق التي تستخدمها إيران فأنا اعتقد أن إيران ستواجه معضلة كبيرة تمنعها من الاستمرار في التدخل بالدول الأخرى.”
وحول الموقف الخليجي من جماعة الإخوان المسلمين بضوء الأوضاع في المنطقة قال آل مرعي: “نحن في المملكة نعتقد كمفكرين أن الاخوان ارتكبوا أخطاء جسيمة قرأتها دول التعاون والسعودية بأن هذه الأخطاء تمثل تهديدا لأمنها واستقرارها، وخصوصاً إذا ما علمنا أن الإخوان كانوا يتحدثون عندما حكموا مصر أن القاهرة ليست إلا البداية وهذا تصريح خطير جدا واعتقد أنه ينم عن غباء استراتيجي وسياسي ارتكب، هم يحاسبون عليه الآن.”
وتابع بالقول: “إذا كان هناك خطوة للتعامل مع هذا التنظيم فهي تبدأ بمراجعة فكر ومنهج هذا التنظيم وتصالحه مع الشعب المصري قبل أن يتصالح مع دول الخليج والدول العربية .”
وانتقد المحلل السعودي الوضع الحالي للدول العربية قائلا إن الخلافات بينها “عميقة” وأن الجامعة العربية “مشلولة بشلل رباعي لا تقدم ولا تؤخر ولم تقدم يوماً حلاً أو مساهمة في علاج أزمة” مختتما بالقول: “أنا كمواطن سعودي خليجي، أعول على مجلس التعاون الخليجي اكثر مما أعول على جامعة الدول العربية وعلى منظومة الدول العربية.”
اقرأ:
محلل إسرائيلي: الدعم الروسي لـ«الأسد» في صالحنا والتنسيق مع موسكو مطلوب