on
Archived: طرابلس بعد صيدا: كاظم وعاصي وراغب (أبواق بشار الأسد) وغير مرحب بهم
كاظم الساهر يتبرع بماله للحشد الشعبي في العراق |
جنى الدهيبي: المدن
يبدو أن الوضع في طرابلس ليس أفضل حالاً من صيدا. فعدوى المناهضة الافتراضية لمهرجانات الصيف، نقلها الصيداويون إلى الطرابلسيين الذين أبدوا غضبهم حيال المهرجانات الفنيّة، التي ستنطلق في 16 أيلول المقبل.
رغم أنّ أسباب الخلاف على مهرجانات طرابلس جاءت مختلفة نوعاً ما عن صيدا، فإن السبب الديني هو القاسم المشترك الذي دفع فئة واسعة في كلتي المدينتين، إلى إعلان رفضها لـ”المظاهر الفنيّة”، لاسيما أنّهما تتشاركان المناخ الاجتماعي والديني وكذلك السياسي.
لكن المفارقة الطرابلسية أن الجدل لا يتطرق إلى المهرجان بحدّ ذاته، وإنّما إلى الشخصيات الفنيّة التي يستضيفها المهرجان. فكاظم الساهر، عاصي الحلاني وراغب علامة، ثلاثي تكفّل بإشعال الحمى في نفوس بعض أبناء المدينة، الذين عبّروا عن غضبهم إزاء الخلفيات السياسية لهذه الأسماء، والتي لا تتناسب مع مزاج الطرابلسيين المعارضين ما أسموه “أبواق بشار الأسد وحلفائه في لبنان”.
لم تكن هوية الجهة المنظمة إلا حجّة مضاعفة لإطلاق المواقف الرافضة. فهذا المهرجان تنظمه جمعية طرابلس الحياة، التي تأسست منذ فترة قصيرة وترأسها سليمة ديب، زوجة اللواء أشرف ريفي. ما زاد من وتيرة الغضب، خصوصاً بعد الخلاف على ارتفاع أسعار بطاقات المهرجان (تراوح بين 50 و200 دولار)، وفتح سجالاً سياسياً استفاد منه خصوم ريفي، على اعتبار أنّه من أشرس المهاجمين لمؤيدي النظام السوري في لبنان، فـ”كيف له أن يقبل باستضافة رموز هذا النظام في المدينة؟”.
وفيما تتناقل مجموعات الواتساب بياناً مجهول المصدر، كُتبَ في آخره “بقلم: مواطن طرابلسي”، يستغرب “كيف يخرق منظمو المهرجان النبض الإسلامي للمدينة وتعاليم الحشمة والحياء والعفّة، ويستضيف مؤيدي عدوّ أهل السنّة بشار الأسد، في الوقت الذي يصدر فيه عاصي الحلاني أغاني يمتدح فيها الأسد (منرفع إيدينا بشار يا أسدنا)، وراغب علامة يشيد في مقابلاته بالسيد حسن نصرلله ويغني للنظام أيضاً، و كاظم الساهر يتبرع بماله للحشد الشعبي في العراق”، تقول ديب لـ”المدن” إنّ ما يُشاع عن رفض طرابلس هؤلاء الفنانين “هو عارٍ عن الصحّة، ونحن نفتخر بهم، وهذه القوقعة في التفكير بالتوجهات السياسية للفنانين، ليست من مصلحة أحد ما دام الهدف هو إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الطرابلسيين، وتفعيل السياحة في المدينة وإخراجها من الآحادية إلى التعددية والانفتاح على الآخر”.
في الجهة المقابلة، وبينما تُتهم الجماعة الإسلامية بالوقوف وراء الأصوات المعارضة، كما حصل في صيدا، يعتبر إيهاب نافع المسؤول السياسي للجماعة في طرابلس والشمال في حديث إلى “المدن”، أن الجماعة “لا تملي موقفها بالقوّة على أحد، لكن من حقّها أن تبدي رأيها، وليأخذ به من يشاء”.
ويقول: “لقد أعلنا تحفظنا على هذه المهرجانات التي تنافي العقيدة الإسلامية وأجواء طرابلس وصيدا، ونحن لا نحضرها، غير أننا لا نلزم أحداً بموقفنا، لأننا مع التعددية، ولم نطلب من أيّ جهة توقيف المهرجانات الفنيّة، فهذا ليس أسلوبنا. أمّا الذي لم نفهمه، فهو الدافع إلى اختيار هذه الرموز الفنيّة، التي تستفز فئة واسعة من أبناء طرابلس”.
مهرجانا طرابلسزاد عدم توحيد الجهة المنظمة لمهرجانات طرابلس الطين بلّة. ففي سربٍ مغاير، تنظم جمعية طرابلس السياحة مهرجاناً آخر، وهي التي كانت تلتزم تنظيم المهرجانات الطرابلسية في العقود السابقة، خصوصاً أن برنامجها يأخذ طابعاً ثقافياً- فنيّاً، وسيتم إحياؤه للمرة الأولى في قلعة طرابلس، ولم يُسمع بعد أيّ صوتٍ مناهضٍ له.وفي حين برزت خلافاتٍ عدّيدة مع وزارة السياحة على إثر رعايتها مهرجان طرابلس مع جميعة طرابلس الحياة، بينما كانت ترعاها في السابق مع جمعية طرابلس السياحة، تعتبر رئيسة جمعية طرابلس السياحة وفاء الشعراني أن “غياب الأهداف الثقافية عن المهرجانات يساعد على إحداث بلبلاتٍ حولها، ولاسيما أن ذاكرة طرابلس تشهد على إحيائها مهرجانات ضخمة استضافت فيها أهم الشعراء والمطربين والمسرحيين والممثلين، وكانت تعيش في مشهدٍ تعددي رائع”.
تضيف الشعراني: “كما استضفنا السنة الماضية مارسيل خليفة وهبة طوجي وغيرهما، سيكون برنامجنا هذه السنة في القلعة التاريخية استثنائياً. أمّا الحديث عن انتماء الفنانين، فهذا مرفوض في مدينة العلم والعلماء”.
البلدية غير متابعة
لا يتابع رئيس البلدية أحمد قمرالدين فاعليات المهرجانين، إلا أنّه يقول في اتصال مع “المدن” إن “طرابلس في أمسّ الحاجة إلى جهاتٍ تنظم فيها المهرجانات وتفعّل الحركة الإقتصادية والسياحية. والطابع الديني للمدينة لا يعني عزلها عن الفرح والحياة”.
اقرأ:
بالصور كاظم الساهر في مخيمات اللاجئين بلبنان