Archived: ريم تركماني:أشعر بالذنب لمساهمتي في تأسيس تيار بناء الدولة السورية

ريم تركماني: فيسبوك

أعترف وأقر, وإن جاء هذا الإقرار متأخراً, بأنني أشعر بالذنب لمساهمتي في تأسيس تيار بناء الدولة السورية في صيف ٢٠١١ والذي تركته في بداية ٢٠١٤. لقد ساهمت بالتأسيس لإيماني بالأفكار التي كنا نعمل عليها ولقناعتي التي لم تتغير بالحاجة الماسة لحراك سياسي يعمل من داخل البلد ومع أهلها. لكني أخطأت في اختيار الشركاء, خصوصاً أنهم لم يكونوا اشخاص أعرفهم جيداً من قبل لكني وجدت ما اعتقدت أنه يكفي حينها من الإلتقاء حول الأفكار السياسية.

هذا الخطأ بدأ يتضح لي بعد منعطفات داخلية وخارجية واجهها التيار شهدت خلالها ممارسات وأساليب لا تمت بصلة للقيم التي نادى بها التيار, ولدى مواجهتي لهذه الأمور خلال ٢٠١٣ دخلت معهم في مستنقع اكثر وحولة, تسبب لي بالكثير من الأذى. 
كان يفترض أن أتخذ قرار بالمغادرة حينها لكني واجهت الأمر بعناد لأني كنت أمتلك حتى آخر لحظة أمل بأن هنالك ما يمكن إنقاذه في تيار آمنت به. إلى أن أصبح واضحاً أن الخيار الأسلم هو المغادرة بهدوء. إتخذت قرار حينها بأن لا أفتح صفحة من التراشق مع التيار وأشخاصه, رغم أني غادرت محلمة بأذىً كبير لا زلت أعاني من تبعاته , ورغم أن ذلك جعل البعض يعتقد أنني لا زلت على علاقة طيبة مع قيادات التيار مع أن الأمر كان على العكس تماماً.

بالنتيجة, لم أتحمل فقط عبئ الأخطاء السياسية التي ارتكبها التيار بل أيضاً عبئ الإرث الغني جداً من العداوات الشخصية والتنظيمية الذي تمتلكه قياداته مما جعل البعض يأخذ مني مواقف قطعية ويرسم عني صورة لا تشبهني. 
المنعطف الأكبر الذي صدمني بعد مغادرتي التيار هو المؤتمر الصحفي الذي خرج فيه رئيس التيار مع رئيس الإئتلاف, فما طرحه سياسياً هو على نقيض كامل مع كل الرؤى التي أسس عليها التيار.

ما رأيته هو أن الأمر تحول تدريجياً من محاولة لوضع رؤى سياسية تخدم الصالح العام إلى طموح سياسي شخصي للوصول إلى السلطة حتى لو كان ذلك على حساب كل القيم التي تم التأكيد عليها من قبل وحتى لو كان على حساب اللعب على وتر الهوية أو إنشاء تحالفات مع جهات وبلدان كان يعتبر الإقتراب منها من المحرمات. 
مؤخراً وبعد أن أساءت بعض قيادات التيار إلى بعض الشخصيات السورية المخلصة جداً عدت لأسأل نفسي فيما إذا أصبح من الضروري أن أكون واضحة في موقفي من هذا التجمع الذي غادره الآن معظم الأشخاص الرائعين الذين تعرفت عليهم من خلاله والذي يبدوا أن شعاره تغير من “لن نترك الساحة” إلى “لن نترك الساحة الحمراء” وأنه أصبح منصة للرقص السياسي حسب هوى العازفين.





Tags: محرر