Archived: العميد الركن أحمد رحال: لافروف… هل وصلتك رسالة الجيش الحر؟؟؟

العميد الركن أحمد رحال: كلنا شركاء

لم يكن من الطبيعي أن يتجاهل وزير الخارجية الروسي وجود الجيش الحر في سوريا أو ينكر وجوده, الجيش الحر وفصائله الذي بعثر شبيحة الأسد وجيشه العرمرم وأرعب حزب الله ومرغ أنوف عصابات ولاية الفقيه بالتراب إن كان في معارك الشمال أو في مثلث الموت وباقي مناطق الجنوب.

على مدار الأشهر الماضية كان من الملاحظ أن هناك تحضيرات تمهد لقدوم القوات الروسية بعد أن وصل جيش الفتح لخطوط التماس مع جبهات يعتبرها النظام مقتله (جبهة ريف حماه وجبهة الساحل), ويدرك أن اختراقها من فصائل جيش الفتح أو جيش النصر أو الجبهة الساحلية تعني نهاية النظام وانفراط عقده, ومع دخول الضربات الجوية منذ صباح (30-9-2015) قلنا للعالم أجمع أن شعار الحرب على الإرهاب (الحرب على داعش) ليس إلا مظلة يدخل من خلالها (بوتين) وزمرته من أجل الدفاع عن قوات (الأسد) المتهالكة, كل الغرب ومسؤوليه حاولوا إيجاد المبررات ليتستروا على الصفعة التي وجهها لهم القيصر الروسي لكل الغرب عبر تدخله في سوريا وإنزال قواته على شواطئ اللاذقية وطرطوس, ضارباً بعرض الحائط كل وعوده بالبحث عن حلول سياسية تخرج القضية السورية إلى طريق النهاية, حتى أن جون ماكين خرج علينا بإبداع جديد عندما قال: القوات الروسية هي في مهمة دفاعية.

الطيران الروسي الذي بدأ ضرباته باستهداف الجيش الحر وفصائله على خطوط التماس مع جبهات حماه وحمص والساحل, في محاولة منه لإبعادها عن مواقع الخطر الذي يتهدد النظام, وعلى مدار سبعة أيام وبضربات جوية شملت معظمها فصائل الجيش الحر والمناطق المدنية وأوقعت الكثير من الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ, ومع ذلك حافظ الغرب على سكونه ولزمت الإدارة الأمريكية وكعادتها تردداً مقيتاً يدل على جبن أكثر مما يدل على حكمة.

الخطة الروسية التي قسمها المخطط العملياتي الروسي لثلاثة مراحل:

مرحلة التمهيد الجوي: وتهدف لإنهاك الخطوط الدفاعية الأولى للجيش الحر وجيش الفتح وجيش النصر وتدمير خطوطه الخلفية وتدمير مستودعاته.

مرحلة الهجوم البري: وتشمل عملية أرضية من عدة محاور تنطلق من سهل الغاب وتمزق جبهة الثوار بفصل ريف ادلب عن سهل الغاب, مع ربط ريف حماه بمدينة حمص.

مرحلة استثمار النصر: بالتمدد عبر جبهة الساحل وفتح طرق الإمداد نحو حلب وقطع آخر أمل للثوار في تحرير تلك لمدينة.

المرحلة الأولى التي رُصد لها أكثر من (24) طائرة روسية (سوخوي24وسوخوي25) تنطلق من مطار حميميم في الساحل السوري وعبر أكثر من (122) طلعة جوية توزعت على جبهات قتال الجيش الحر وبقية الفصائل التي تقاتل ضمن جيش الفتح وجيش النصر, ظن من خلالها محلل نتائج الضربات في غرف العمليات الروسية أنها حققت أغراضها, فرفع تقريره للكرملين ليأتيه الجواب ببدء المرحلة الثانية التي كانت تتحضر فيها قوات النظام وعبر حلفائه من قوات حزب الله وعناصر إيرانية إضافة لكشف دخول أكثر من (3) آلاف إفريقي من نيجيريا (مرتزقة) عبر لبنان كان قد قام بتدريبهم ضباط من الحرس الثوري ومن فيلق القدس الذي يرأسه (قاسم سليماني).

خطة الهجوم كانت تشمل إضافة للقوات التي تم رصدها, أسلحة روسية متطورة كشف عنها البنتاغون الأمريكي وصحيفة (ديل دايل يو) الألمانية التي قالت أن راجمات صواريخ روسية ومدفعية متطورة من نوع (BM-30 و MLRS) تتمركز بين جبهتي حماه وإدلب مهمتها التأمين والتمهيد والدعم والمرافقة النارية لهجوم القوات المخصصة للعملية, إضافة لجهد جوي يشمل الطائرات الروسية القاذفة (سو24 وسو25) وحوامات (مي23-25-28) لدعم أعمال القوات المهاجمة على كافة محاور القتال, وكنوع من التمويه يخرج نائب وزير الخارجية الروسي (بوغدانوف) لينفي إشتراك أو تفكير الروس بالمساهمة بأي عملية أرضية.

العملية التي انطلقت صباح الأربعاء وعلى ثلاثة محاور:

محور معان: ويهدف الوصول إلى قرية العطشان.

محور حاجز المغير: ويهدف الوصول إلى كفر نبودة.

محور مورك: الذي يهدف الوصول إلى اللطامنة والصياد وكفرزيتا.

بدأت المعركة بتمهيد مدفعي وصاروخي شاركت به قوات الأسد والقوات الروسية عبر أكثر من (300) قذيفة صاروخية وأكثر من (1000) قذيفة هاون ومدفعية من أعيرة مختلفة من مواقع النظام في (جبل عابدين, محردة, حاجز المغير, حاجز عتمان),وعبر (26) صاروخ باليستي أطلقت من السفن الروسية في بحر قزوين كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية (معلومة مشكوك فيها), ثم تقدمت عصابات الأسد وشبيحته مدعومة من حزب الله وقوات إيرانية وروسية ومستفيدة من الغطاء الناري الذي أحدثته الضربات التمهيدية.

الجيش الحر (جيش الفتح وجيش النصر) الذي راقب كل تحشدات وتحركات تلك القوات ومنذ بدء تحضيراتها كان ينتظر لحظة بدء المعارك عبر خطة محكمة تتجلى بامتصاص الضربة الأولى والإكتفاء بالدفاع السلبي والتشبث بالمواقع الأمامية من خلال خطة دفاعية محكمة, ومن ثم وبعد نجاح المخطط وصد الهجوم الأولي, انتقل للهجوم المعاكس والذي أطاح بمعظم القوات المهاجمة وليسطر معركة ستتحدث عنها الأجيال القادمة, وليوقع مجزرة بدبابات وآليات ومجنزرات وعربات القوات المهاجمة وصل عدد تلك الآليات لأكثر من (26) عربة ودبابة مع اغتنام دبابتين والكثير من المعدات وليتم تحرير (تل صوان والمداجن) وليحاصر قوات النظام في بلدة (مورك) عبر هجومه على مدخلها الشرقي.

غبار المعارك لم تنقشع بعد, ولكنها جولة, ونقطة تسجل للجيش الحر وجيش الفتح وكل الفصائل التي أبدعت بالدفاع والهجوم, وليسدل ضوء المساء على هزيمة نكراء لحقت بكل العصابة التي يرأسها ويتحالف معها (القيصر الروسي) الذي كان يتابع مجريات المعركة من مقر عمليات وزارة الدفاع الروسية في موسكو.

الرسالة وصلت سريعاً للقيادة الروسية وخصوصاً لوزير خارجيتها (لافروف), رسالة تقول: إن أبطال الجيش الحر هم أسياد الأرض وفرسان المعارك, هم أصحاب عقيدة وطلاب حق, يقاتلون بببسالة ويدافعون بشراسة, أرواحهم ترخص فداءاً لأرضهم وعرضهم وشرفهم وكرامتهم ودينهم, لا خطوة للوراء ولا تراجع, إصرارهم تنوء عن حمله الرجال وعزيمتهم تهد بجبروتها الجبال.

معركة (الدفاع عن الامة الإسلامية) كما أطلق عليها رجالها كانت كما أرادوا, وهي جولة من جولات, وما ظهر منها أقل مما تتوقعون وفي القادمات الخبر اليقين.

اقرأ:

العميد الركن أحمد رحال: قبضات الثوار لن تهدأ حتى تجعل من سوريا مقبرة للروس





Tags: سلايد