on
Archived: العقيد رياض الأسعد لـ (كلنا شركاء): الجيش الحر حوصر إعلامياً وسياسياً
الأثاربي: كلنا شركاء
في الذكرى الخامسة لتأسيس الجيش السوري الحر، وبعد خمس سنوات من خروج العقيد رياض الأسعد على شاشات التلفزة معلناً انطلاق أول مؤسسة ثورية عسكرية بهذا الحجم، مرت ثورة السوريين بمنعطفاتٍ خطرة امتازت بالمدّ والجزر في ساحات السيطرة للقوى المتصارعة في سوريا.
وبهذه المناسبة، التقت “كلنا شركاء” بالعقيد الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر وأجرينا معه حواراً مطولاً كنا نشرنا القسم الأول منه في وقت سابق بعنوان (العقيد رياض الأسعد لـ (كلنا شركاء): الدولار يصادر القرار السوري الداخلي)، وهنا القسم الثاني من الحوار:
لماذا لم تستطيعوا بناء قيادة عسكرية موحدة مع أن هناك ضباطا يشهد لهم؟
أي بناء يحتاج الى مقومات، ومن أهمها الإيمان بالقضية، والقدرة على التضحية، فكيف لثورة عظيمة قامت لتغير واقع فاسد لمجتمع كان يعاني من ظلم شديد، وواقع اجتماعي أليم كان فيه الفاسد سيد والصادق مسحوق، وهناك مثل يقال الحيط له آذان هذا يعني ذرع الشك وعدم الثقة بين أقرب الناس بالإضافة إلى ذلك استطاع النظام دسّ الكثيرين بين صفوف الثورة لإفسادها وتمزيق صفوفها، ولن تستطيع تنظيف نفسها بسبب عدم الوعي وكتم صوت الحق.
من يقف وراء محاولة اغتيالك؟
من يقف وراء عملية اغتيالي هو النظام بالتعاون وتنفيذ مع من يحسبوا على الثورة وهم مدسوسين في صفوفها، وهي ليست المحاولة الأولى، والأخيرة، فتعرضت للعديد من المحاولات داخل المخيم، وساومني أحدهم في نهاية ٢٠١١ بالذهاب الى لبنان لمقابلة شخصية مهمة بذريعة الترتيب لانقلاب، وظهر بعدها قائد كبير وأصبح من الصف الأول، وآخرها محاولة اغتيالي في تركيا وذهب ضحيتها ولدي محمد.
هل نحن في ثورة تمثلها معارضة؟
نحن في ثورة سرقت من قبل معارضة واستطاعت حرفها عن مسارها الصحيح واوصلتنا الى ما وصلنا به، فالثورة تختلف اختلافا جذريا عن المعارضة فلكل منهما له فكره وعقيدته وسياسته واهدافه ومقوماته، فالثورة هي تغيير واقع ثقافي واجتماعي فاسد، والمعارضة تبحث عن السلطة بأي وسيلة بعيداً عن القيم والاخلاق وهذا ما حدث فأقيمت مؤسسات المعارضة على أساسها.
لماذا كلما تم تشكيل جسم عسكري يفشل وعلى سبيل المثال المجلس العسكري في حلب وغرف العمليات؟
لم يتم تشكيل جسم عسكري حقيقي ليفشل، وإنما كل ما يقام من تشكيلات إما بأوامر الداعم أو لمصلحة أشخاص تجمعهم مصلحة شخصية، ولن يجمعهم الانتماء وسيخرج الكثير ليذم هذا الكلام ويدرجه تحت مسمى التخوين وللأسف عدم قدرتنا على قول الحق واعطاء المبررات لتغطية واقع كان أساساً لقيام الثورة وكلفتنا تضحيات عظيمة، فمن أسباب نجاح أي عمل الانتماء والعقيدة والايمان بها والصدق والاخلاص ومن أهم مقوماتها الأخلاق.
من الذي خذل الثورة وقبض ثمنها؟
من خذل الثورة الغير مؤمن بها، والمدسوس في صفوفها لتخريبها واستطاع النفوذ اليها من خلال دعم مشروط استخدمه لتنفيذ اجندات الداعم متناسيا مصلحة أهله وشعبه ووطنه ومتاجراً بدماء شباب صادقين مخلصين قدموا أنفسهم رخيصة في سبيل قضيتهم، وليس قضيته ليأتي بعدها ويقول لك إنه قدم مئات الشهداء وكأنهم ملك يمينه.
ما هو سبب تصفية الصف الأول من قيادات بعض الفصائل؟
طبعاً تصفية الصف الأول يأتي في إطار انهيار التشكيل لعدم وجود مؤسسة تقود العمل.
هل تعتقد أن هناك مشروعاً لتقسيم سوريا.. ومن يقف خلفه، ومن المستفيد منه؟
نسمع كثيراً من التحليلات والتوقعات تخص موضوع التقسيم ولكن من وجهة نظري لن يتم هذا الأمر رغم سعي البعض لتنفيذ مشروع التقسيم بسبب عدم وجود المقومات له وخاصة التداخل السكاني بين جميع الطوائف والقوميات وهذا هم أسباب التهجير القسري لسكان بعض المناطق وخاصة في الرقة والحسكة وحمص حماة بمساعدة بعض الدول وعلى رأسها أمريكا.
الائتلاف يسمي نفسه قوى الثورة والمعارضة.. هل يوجد في الثورة ما يسمى معارضة سياسية حقيقة؟
لم نسمع عبر التاريخ أن الثورة تجمع في صفوفها معارضة ولا نعرف من أين أتوا بهذا المصطلح والذي كان بمثابة إهانة لتضحيات شعبنا العظيم، وقتل أحلام من أنار شعلة الثورة، وكانت دماءهم زيتها، وهم أطفال درعا وتبعهم أطفال وشباب سورية الأبطال، وكانت شعاراتهم، وأحلامهم أسمى وأرقى من جميع الشعارات المزيفة التي أطلقها الآخرون، فالثورة تحتاج الى قيادة ثورية مؤمنة بالثورة وأهدافها من تغيير جذري في المجتمع على جميع الأصعدة وخاصة الأخلاقي قادرة على التضحية مؤمنة بأنها خادمة، وليست حاكمة.
من يجب أن يمثل الثورة سياسياً؟
كل ثورات العالم يمثلها من قام بها إيماناً وعقيدة وانتماءً، ولم نسمع عبر التاريخ بثورة كانت قيادتها من خلال محاصصات سياسية وعرقية وطائفية ومحسوبية بالإضافة الى محاصصة دولية.
الكثير من عناصر الجيش الحر تخلت عنه وانضمت إلى الكتائب أخرى .. ما السبب برأيك؟
نعم تخلى الكثير عن الجيش السوري الحر ظاهرياً بسبب انعدام الدعم، ومحاصرته إعلامياً وسياسياً، ولكن الانتماء بقي موجودا.
المال السياسي الذي يوزع من خلال غرف العمليات الدولية، ما تأثيره على الثورة وقادتها؟
المال السياسي من أهم أسباب إفساد الثورات، وهناك مقولة ” إذا أردت أن تفسد الثورة فأغرقها بالمال”، ومن أهم الأدوات لأي عمل المال، ولذلك عندما يكون مشروطاً ومسيساً سيكون له تأثير سلبي، وهذا ما حدث لثورتنا الاعتماد على الدعم حرف البوصلة وأفسد الطريق.
رفضت في تموز 2012 اقتراح الجامعة العربية منحَ بشار الأسد خروجاً آمنا مقابل تخليه عن الحكم، واعتبرت أن لا حل سياسياً في سوريا، بل مواصلة القتال حتى إسقاط النظام.. هل تعتبر كان قرارا صائباً؟
رفضت لثقتي بأن الجامعة العربية لن تستطيع إخراجه، وهي غير جادة لأنها لن تقف مع الثورة بشكل جدي، وكنت واثقاً بأن المجرم بشار لن يتخلى، وقرر قتل جميع الشعب مقابل بقائه، وهذا ما نعيشه بعد خمس سنوات، ولذلك كان لابد من التعامل مع الواقع بعيداً عن المجاملات والتصريحات المخدرة، فنحن نقتل، ونحن نهجر، ونحن نعتقل، ونحن نجوع، ونظلم، فماذا قدمت لنا الجامعة العربية وأمينها الذي يساند بشار بكل قوة؟، فهل تظن سيأتي منه خير؟، أبداً.. فالواقع اليوم وبدخول السنة السادسة للثورة هو من يقول كان قراري صائب أم غير صائب.
هل تعتقد أن نظام بشار الأسد سيسقط سياسياً؟
من يعرف طبيعة النظام في سورية، وكيف تم بناؤه وبناء الجيش والأجهزة الأمنية وسخر جميع الامكانيات من أجل تفكيك المجتمع، وانحلاله يعلم أنه لن يسقط إلا بالقوة، ولذلك أعدينا العدة من اللحظات الأولى للثورة على هذا الأساس مع إعطاء الفرصة للحل السياسي لنزع ذريعة من ساعدوا على قتلنا من أنصار ذلك الحل ورغم ذلك استطاعوا اقصاءنا وادخال الثورة في مرحلة استنزاف لن تنتهي، فلا هم حلوها، ولا تركوها تسير بطريقها الصحيح.
كلمة أخيرة تود قولها.
وأخيراُ أقول الثورة مستمرة رغم جميع الظروف، وستنتصر بإذن الله لأنها ثورة حق، وادعوا الجميع لعدم اليأس، وكان قدوتنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أوذي من أقرب الناس اليه، وحوصر في الجبال، وأكل ورق الشجر وهجّر عن بلده وعذب أصحابه بأشد أنواع العذاب لسنوات طوال حتى أتاه النصر، فلا بد من الصبر، وتعزيز ذلك بالإيمان والعقيدة والتمسك بالأخلاق الحميدةـ ورفع مستوى الوعي.
اقرأ:
العقيد رياض الأسعد لـ (كلنا شركاء): الدولار يصادر القرار السوري الداخلي
العقيد رياض الأسعد: أدمت قلوبنا حلب والدماء فيها للركب
Tags: سلايد