Archived: العميد مصطفى الشيخ: روسيا الى اين

العميد مصطفى الشيخ: كلنا شركاء
لقد عاصر الجميع من جيلنا لحظات انهيار العملاق الدولي الا وهو الاتحاد السوفيتي ، فقد كان من اهم اسباب انهيار هذا العملاق امران ، الاول ان النظام الاشتراكي الذي يقضي على الخصوصية الانسانية وحب التملك والتي بدورها سببت في انتشار الفساد حتى اصبح كخلايا السرطان في هذا الجسم الذي اعتمد فكر مخالف لفطرة الانسان ان كان بالتملك او الانتماء الديني ، الامر الثاني هو قدرة الولايات المتحدة على الاختراق وزيادة الامراض بجسم تفتك فيه كما اسلفت من الفساد بكل انواعه وانماطة ومحاصرته بالفكر الاقتصادي الرأسمالي المنفتح والمعاكس تماماً لفكر الاتحاد السوفيتي وتوريطه بحرب افغانستان التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .
يعود اليوم الروس بزعامة بوتين رجل الاستخبارت الاول وبطريقة القوة لانتزاع حقوقه كدولة عظمى باعتبارها عضو اساسي في النادي الدولي لادراكهم ان السياسة الناعمة غير مجدية مع الغرب العدو التقليدي الغير راضي الا بازالة روسيا من النادي الدولي ، وهناك ما يبرر ذلك لدى بوتين امام شعبه عندما عامله نادي الكبار كدولة عادية حينما طبق عليه حصار اقتصادي وبذلك اعتبرها بوتين اهانة لهم وتقطيع اواصل حتى روسيا المتبقية والوريث للاتحاد السوفيتي ، فالدول الكبار لا تعامل بهذه الطريقة التي عاملها بها الغرب ، وبالتالي روسيا تبحث عن مصالحها بالقوة والا ؟ هذه المشكلة لدى الروس ، فقد دخلت سوريا لاثبات ذلك وهي ذاهبة في هذا الاتجاه الى ابعد مدى ولو كلفها ما يكلفها لان الحقيقةهي ان الروس ليس لديهم ما يخسروه بالقياس بما يملكه الغرب من حضارة وامكانات اقتصادية هائلة ، والكثير منا ذهب ليتصور ان يحدث صدام عسكري بين تركيا وروسيا على خلفية اسقاط الطائرة ، لكن هذا الاستنتاج خاطىء لان روسيا تدرك ان تركيا هي بوابة الغرب وجزء استراتيجي من الناتو ، بالاضافة ان روسيا صرحت علناً ليست ذاهبة لتواجه الناتو .

الا ان الروس ضمن هذه المخاطرة تبحث وبكل قوة عن حل سياسي بسوريا يضمن مصالحها بعد ان صفدت الاسد وانهت دوره تماماً من خلال وجودها العسكري ، فالارهاب الذي تتحدث عنه روسيا هو من يقاتل الاسد اولاً بمعنى من يهدد مصالحها بشكل رئيسي وفق منظورها هي لخلط الاوراق ليس الا مع ادراكها ما تعمل وتقوم به وادراك الاخرين ذلك بينما داعش واخواتها هم الشماعة التي يتعلق بها الجميع كنوع من الغطاء والتمويه على اللعب ضمن ساحة الصراع السوري ، وجميعنا وكذلك الدول الكبار بما فيها روسيا يدرك ان القضاء على داعش اسهل مما يروج له بالاف المرات ، ولذلك الجميع الان لا يحارب داعش لان محاربتها ينهي جميع المصالح ، من هنا كنت ولا زلت انا ضد اسلمة الثورة ولست ضد الاسلام لادراكي ان الثورة المطلوب ان تصل الى ما وصلت اليه ، وانا لست ضد الاخوان كتنظيم او فكر او او انما انا ضد هذا السلوك بركوب الثورة وفتح الباب مشرعاً لجميع انواع الاسلاماويات السياسية والمخترقة وووووو .

هذه نقطة الخلاف فقط ، فالروس يدركوا تماماً من الاستحالة بمكان ان تبقي على نظام لم يبقى اصلاً في الوجود ، وتدرك ان حربها على الارهاب بهذه الطريقة فاشلة ما لم يتم التوافق مع الاسرة الدولية واعني نادي الكبار ، اذاً هي تهاجم من اجل الدفاع ليس اكثر ، بين هذا وذاك ضاعت الثورة وغابت عنها العقول التي تستطيع ان تزاوج بين مصالحنا كوطن سوري وبين الكبار ، المطلوب وفق ما ارى ان ينتج شيء غير تلك المعارضة التي تعتقد ان مؤتمر الرياض سيحقق شيء نوعي ، على الاطلاق ليست هذه المعارضة المعنية او المطلوبة ، لا بد من شيء اخر سيكون معرض للاتهامات والقتل لانه سيخطو خطوات تكسر المحظورات لدى العامة من الناس وبسطاء القوم حتى يكونوا جسراً لانقاذ ما تبقى من الوطن وفق معادلة المصالح وفهم كل لحجمه وسط صراع لا يرانا بالاساس الا بيادق في يديه ليحركنا يميناً او يزج بنا في معارك تكاد ان تعصف بالهوية الوطنية لسوريا





Tags: محرر