Archived: المحامي ادوار حشوة: أبعد من الصراع على سورية

المحامي ادوار حشوة : كلنا شركاء

تحولت المسألة السورية الى مسألة عالمية تدور الصراعات حولها وبسببها وتحول كل السورين من هنا او من هناك الى احجار شطرنج في لعبة دولية لا ناقة لهم فيها ولا جمل

القضية موضوع الصراع الذي انطلق من المسألة السورية هي اسقاط نظام القطب الواحد واستبداله   بتعددية قيادية للعالم    بين متساوين لا بين قائد   واتباع واسقاط نظام العولمة الناتج اقتصاديا عنه والذي رفضت روسيا الانضمام اليه .

نجح الروس في تحقيق هذا الهدف فلم تعد الولايات المتحدة قطبا اوحداً مطاعاً  وبسبب رداءة القيادة الاميركية وضعفها وفقدانها روح المواجهة  استغل الروس الفراغ وبرزوا كقوة دولية مهابة  ساعدها  ضعف القرار الاميركي وتهربه عن مواجهة الاستحقاقات العالمية لقيادة العالم ومواجهة  مشاكله فدفعوا بقواتهم الى اوكرانيا واحتلوا جزيرة القرم وضموها بالقوة الى دولتهم  واقتطعوا جزءا من اوكرانيا  واحتلوه بقواتهم غير آبهين بمجلس الامن ولا بقوة الاخرين ولا بعقوباتهم لعلمهم بعجز القائد الاميركي وتخاذله وهروبه من المواجهة.

في سورية  استقدموا حاملات الطائرات النووية الى الساحل السوري في عرض عسكري شبيه بتدخلهم مرة في افغانستان ومرة في تشيكوسلوفاكيا  ثم تمادوا في اذلال الاميركين حين امروهم بوقف  طيرانهم فوق سوريا . 

 بوحشية  تقاعست  اميركا عن نجدة الملاين من السورين الذين قتلوا وهجروا   بوحشية تزيد   عما حدث في صربيا  بعشرات   المرات .

  العالم كله  ومنذ سنوات  كان يتفرج على المذابح ويذرف الدموع ولا ينجد المظلومين  وهو الامر الذي شجع الروس على تحقيق اختراق  مدعين  قدرتهم  على حسم الصراع بين طرفي الحرب زاعمين  انهم  يستهدفون  داعش في حين انهم  يستهدفون  بالدرجة الاولى  خصوم حليفهم النظام السوري في مفارقة تدعو للاستغراب والخجل .

استغل الروس  وجود رئيس اميركي مسكوناً بالخوف ومتردداً فاحتلوا سورية   كقوة عظمى شبيهة بما فعله  الاميركيون في كوسوفو  تحت شعار المسؤولية الاخلاقية والانسانية !

    عادت الحرب الباردة الى الساحة الدولية  مكشوفة    وتم استبدال البعبع    الشيوعي بالبعبع الاسلامي  وصارت روسيا تدافع عن  الشيعة واميركا تدعي تحالفها مع اهل السنة وكلاهما يؤججان الصراع  بينهما   ويديران استمرار الحرب ولو على حساب الدماء العربية .        

  الروس بتدخلهم اعلنوا انسحالهم من الاتفاق الدولي في جنيف حول الحل السلمي للمسالة السورية وانحازوا الى جانب النظام الذي يرفض التفاوض قبل القضاء على  المعارضة المسلحة  معتبرا انها جزء من داعش سلوكا وتفكيرا وخطرا لذلك انصبت طائرات الروس على المعارضة المسلحة المعتدلة وتركوا داعش بشكل  لفت الانظار                

    وقع  الروس في  وهم الاعتقاد بقدرتهم  على  الانتصار على المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام في اكثر من اربعماية نقطة اشتباك ولا يحتمل باي منطق عسكري تحقيق نصر في  زمن قريب مهما  اختل التوازن يوما . 

كل ما سوف ينتج   هو شبيه بالحل الامني المشؤوم الذي ذهب اليه النظام في قمع الحراك الشعبي وتسبب بالحرب الطائفية واليوم الروس  سيزيدون بتدخلهم الاحتقان الطائفي  وفصائل عديدة قد تذهب الى احضان داعش هربا من قمع الروس كما  ستسدرج مقاتلين جددا من الخارج كما حدث للروس حين احتلوا افغانستان

دخل الروس في حقل  من الالغام في سورية وفي مستنقع   سيخسرون فيه كثيرا من الجنود والاموال والاصدقاء ما لم يعودوا الى طاولة جنيف لان الحرب كلما طالت يزداد حجم  الانتقامات

في المستقبل    

 مهما بدا التدخل مقبولا من البعض الا ان العقل السوري لديه منا عة ضد الاحتلالاات اميركية اوروسية او سعودية او تركية او ايرانية وحين  يتوقف اطلاق النار سوف  يستعيد العقل دوره الطبيعي والوطني ويرحل الغرباء  كلهم  مع  قواعدهم  وسوف  يرحلون

وهذا هو السؤال

اقرأ:

المحامي ادوار حشوة: دروس الى داعش عن المسيحية في القرآن الكريم





Tags: محرر