Archived: د. محمد الزعبي: البرهان على تحرير الجولان

د.محمد الزعبي: كلنا شركاء

هاتفني مساء امس ( ١٧/٤/٢٠١٦) أحد أصدقائي  ، ليسألني ، فيما إذا كنت قد سمعت ماقاله نتنياهو  عن الجولان  ، وأنه قد قال ماقال  خلا ل اجتماع لمجلس وزرائه عقده دون خوف أو حياء  فوق ثرى هضبة الجولان ” المحتل ” ؟  . أجبت صاحبي أن نعم أنني سمعت ماقاله نتنياهو  في ذلك الاجتماع  – المسرحية  حول  الجولان المحتل  ، وأن  مقولته المضحكة المبكية  حول أن الجولان قد بات إسرائيليا  ” إلى الأبد ” !!! ، ذكرتني  بمقولة بشار الأسد التي طالما سمعناها طيلة سنوات الثورة الخمس  ، ألا وهي  ” بشار الأسد إلى الأبد ” !!. لقد صرنا إذن ياصديقي أمام   توأم إسمه  ” إلى الأبد ” أو بتعبير آخر أننا بتنا أمام ” أبدين ” متشابهين شكلا ومضمونا ، أبد بشار الأسد وأبد نتنياهو،وقد بات أمام ثورة شعبنا العربي السوري العظيمة، مهمة الخلاص من هذا التوأم الإمبريالي  – الصهيوني ، مواليد  الخامس من حزبران عام ١٩٦٧ ، دفعة واحدة ، ومرة واحدة   وإلى ” الأبد ” .

قلت لسائلي ، إن مسرحية نتنياهو التي رأيناها يوم أمس ( الأحد ١٧/٤/٢٠١٦ )  ، والتي كتبها وزير خارجية بريطانيا ( بلفور )  قبل مائة عام ( ١٩١٦)  ، وأخرجها حافظ الأسد قبل خمسين عاما ( ١٩٦٧ ) ومثلها نتنياهو يوم أمس  ( ٢٠١٦ ) تشير  بصورة واضحة (وهذا من وجهة نظري الخاصة ) إلى أن  لعبة حافظ الأسد  قد وصلت إلى خواتمها ، وأن أيام  سيادة الوريث  بشار باتت معدودة  ، وهذا هو السبب الحقيقي وراء جنون نتنياهو  وخروجه عن طوره يوم أمس ، وعقده جلسة مجلس وزرائه فوق  ثرى هضبة الجولان العربية السورية ، و على بعد أمتار من قصر توأمه   في ” الآبدية ” بشار ، ا بن حافظ  الأسد ، وخال رامي مخلوف  ، وذيل كلب  بوتين ، ذلك لأنه يرتعد خوفاَ من  ” البديل ” ، والذي هو الشعب السوري الحر، المصمم على تحرير الجولان من قبضة الصهاينة .

كما وذكرتني  مهزلة نتنياهو حول ضم الجولان إلى إسرائيل ” ، بمهزلة صهيونية مضحكة أخرى ، أنقلها كما وردت في كتاب يوسف زيدان ” اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ” صفحة 55 ، الطبعة العاشرة 2014 : >> ثم تتخذ الذات الإلاهية ( التوراتية ) أقصى صورها الإشكالية ، حين يغدو الله ( سبحانه ) ، مغلوباً مستغيثاً مستسلماً ، وهو ماحكاه سفر التكوين ، حين قصّ الواقعة الشهيرة التي صارع فيها ( الله )النبي يعقوب ، بعد مااتخذ الله في هذا(العراك )صورة رجل أدمي ، وظل الإنسان والله يتقاتلان طيلة الليل ، حتى اقترب الفجر ،واستطاع يعقوب (عليه السلام) أن يجثم فوقه ، وينتزع منه الاعتراف بنبوته ، تقول التوراة  وقال أطلقني ، لأنه قد طلع الفجر ، فقال لاأطلقك إن لم تباركني ، فقال له مااسمك ؟ ، فقال يعقوب فقال لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب ، بل أسرائيل … “<<( التلوين والتسويد من الكاتب  ).

فياله من إسرائيل (!!) ، ويالها من دولة هذا الإسرائل (!!) وياله من نتن ياهو رئس وزراء هذه ال ” الدولة “، وياله من  بشار الأسد ، وياله من بوتين ، ويالها من  مسرحيات مضحكة مبكية ومؤلمة ، ولكن وبالتأكيد  ليس إلى الأبد  . إن مارأيناه فوق ثرى الجولان يوم أمس ، هو البرهان الملموس على أن  نظام  عائلة ” الأسد ـ مخلوف ” يلفظ أنفاسه الأخيرة  .

والله أعلم .





Tags: محرر