on
Archived: تحديات كبرى تواجه المؤسسات الخدمية للتخلص من النفايات
عبد الرزاق الصبيح: كلنا شركاء
بعد توقف عمل العديد من المؤسّسات الخدمية في سوريا مع مطلع العام 2012، شهد القطّاع الخدمي تراجعاً كبيراً، وكان لهذا الأمر أثراً سلبياً على المواطنين، ولعل التحدّي الأكبر كان التخلص من النفايات، والتي كانت سبباً في انتشار العديد من الأمراض.
تعتمد أغلب المجالس المحلّية والمؤسّسات الخدمية على تجميع النفايات ونقلها عن طريق سيّارات خاصة، غير مجهّزة في أغلب الأحيان، وفي القرى يتم جمع القمامة عن طريق الجّرارات الزراعية، وتقوم بترحيل النفايات من الشوارع الرئيسية في المدن والقرى إلى أماكن تجميع النفايات، وغالباً ما تكون بدائية وتعتمد على الحرق بشكل رئيس للتخلص من النفايات.
وبسبب هذه المكبات غير الصحية، انتشرت أمراض عديدة في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وأكثر هذه الأمراض شيوعاً وانتشاراً كان مرض اللشمانيا وما يعرف بـ (حبّة السنة) أو (حبة حلب)، هذا المرض الذي يفتك بجلد الإنسان، وينتشر بكثرة في ريف إدلب الجنوبي، ولعلّ السبب الرئيس لانتشاره هو قلّة النّظافة وكذلك النّفايات القريبة من المنازل.
وفي حديث لـ “كلنا شركاء” قال المهندس “خالد حمداوي”: إن موضوع جمع النفايات والتخلّص منها من أهم التحديات التي تواجه المجالس المحلّية والمؤسسات الخدمية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ويتم التعامل مع الموضوع وفق أساليب بدائية بسيطة.
وأضاف “حمداوي” بأن هناك معوقات كثيرة في نقل النفايات وتجميعها، بسبب عدم وجود ضاغطات في أغلب المناطق، وكذلك عدم وجود ما يكفي من حاويات القمامة بسبب ضعف الامكانيات، وقلّة الموارد في هذا المجال، إضافة إلى عدم توفّر الآليات الحديثة، الأمر الذي ينعكس سلباً على المدنيين والبيئة المحيطة بشكل عام.
ومع الدّمار اليومي في سوريا، وغارات الطيران والقنابل المتفجّرة، والتي تستهدف في معظم الأحيان أحياء مدنيّة، يبدو الأمر أكثر تعقيداً مع صعوبة ترحيل بقايا المنازل، حيث تجد عشرات المنازل المدمّرة في الحي الواحد، وسرعان ما تتحول إلى أماكن لرمي النفايات من البيوت المجاورة، فبعد تدميرها تتحول إلى مركز للأوبئة والحشرات.
مشكلة إدارة النفايات والتخلص منها من المشاكل التي تواجه الدول الكبرى والتي لاتزال تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المشكلة الكبيرة، ولكن الحلول تحتاج إلى الاهتمام بالنظافة في الدرجة الأولى من خلال زيادة عدد العاملين على جمع النفايات، وكذلك الترحيل اليومي للبقايا.
اقرأ:
الفستق الحلبي مصدر دخل جيد للمزارعين بريفي إدلب وحماة
Tags: محرر