سر موت ثاني أمناء الأمم المتحدة مدفوناً في أرشيف الاستخبارات..

كلنا شركاء: هاف بوست عربي

بعد 56 عاماً، والعديد من التحقيقات، هناك بصيصٌ جديد من الأمل في أنَّ الأسرار الكامنة في سجِّلات الاستخبارات الغربية قد تحل غموض أكبر الجرائم في تاريخ الأمم المتحدة، ألا وهي موت الأمين العام السابق للأمم المتحدة داغ همرشولد.

ويبقى السؤال عن مدى موافقة أمناء سجلات الاستخبارات هذه على الوصول إليها بلا إجابةٍ محددة، حسبما تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها عن هذا الموضوع.

كان همرشولد، الدبلوماسي السويدي الشهير الذي كان الأمين العام الثاني للأمم المتحدة، قد لقي حتفه مع 15 شخصاً آخرين حين تحطَّمت طائرتهم المستأجرة من طراز دوغلاس دي سي-6 بعد منتصف الليل مباشرةً، في 18 سبتمبر/أيلول من عام 1961، قبل دقائق من الوصول إلى وجهتها، وهي أحد مطارات مدينة ندولا، في المنطقة التي كانت تعرف آنذاك باسم “رودسيا الشمالية” الواقعة تحت الوصاية البريطانية، التي صارت تُعرَف باسم زامبيا حالياً.

وكان آخر الخلفاء في المنصب الأعلى بمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون وأنطونيو غوتيريس، قد أعادا فتح التحقيق.

الاستخبارات الأميركية

وأعلنت الأمم المتحدة، في مارس/آذار 2015، عن فتح تحقيق في مقتل داغ همرشولد، بعدما قالت لجنة من المحققين المستقلين إن هناك أدلة جديدة وواضحة بخصوص مقتل الأمين العام السابق للمنظمة الدولية.

واختلفت الآراء حول سبب الحادث الذي وقع فيما يعرف اليوم باسم زامبيا، حسب تقرير لـ”بي بي سي”.

ويعتقد البعض أن طائرته أُسقطت، لكن تحقيقاً سابقاً أجرته المنظمة الدولية لم يتوصل إلى نتيجة قطعية.

وكان همرشولد، السويدي الجنسية، يقوم بوساطة من أجل وقف إطلاق النار في إقليم كاتانغا الكونغولي.

وحاول همرشولد الوساطة بين طرفي النزاع، وهما حكومة الكونغو المدعومة من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، ومويس تشومبي الذي أعلن استقلال إقليم كاتانغا الغني بالمعادن.

وكان همرشولد في طريقه بالطائرة إلى مدينة ندولا، التي تقع فيما كان يعرف حينها بروديسيا الشمالية لمقابلة تشومبي الذي كان يلقى دعماً من بلجيكا “المحتل السابق للكونغو”، وعدد من الشركات الغربية التي تستثمر في مجال التعدين.

وقال المحققون إن الدليل يوضِّح بصورة مقنعة أن الطائرة تعرَّضت لهجوم من نوع ما، وأن وكالة الأمن الوطني الأميركية ربما يكون لديها دليل قاطع.

وذكرت اللجنة، حسب تقرير نشرته بي بي سي في مارس/آذار 2015، أيضاً، أن الوكالة الأميركية والاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” من المرجح أن لديهما تسجيلات للاتصالات التي تمت من خلال أجهزة الاتصال في قمرة القيادة في الطائرة التي سقطت بهمرشولد.

مؤامرة قذرة

وقال تقرير نيويورك تايمز، إن التحقيقات الرسمية الثلاثة التي أعقبت الحادث على الفور قد رجَّحت أنَّ خطأ الطيار كان هو السبب، ولكنَّ ثُلث التقارير التي أعدتها لجنة التحقيق التابعة لمنظمة الأمم المتحدة قد أشارت إلى عدم إمكانية استبعاد التخريب المتعمَّد.

وقد ساعدت هذه الاحتمالية على إثارة الشكوك ونظريات المؤامرة التي تُرجِّح تعرُّض همرشولد، الذي كان يبلغ من العمر 56 عاماً وقت وفاته، للاغتيال.

ومنذ ذلك الحين، قضى مُحققون وأكاديميون مستقلون أعواماً عديدة في جمع وفحص الأدلة التي تعرَّضت للاستبعاد أو الرفض، وهو ما عزَّز نظرية وجود مؤامرةٍ قذرة.

وفي كتابها الذي نُشر عام 2011 بعنوان “Who Killed Hammarskjold”، استنتجت سوزان ويليامز، وهي باحثةٌ مختصة في إنهاء استعمار إفريقيا بجامعة لندن، أنَّه “أيَّاً كانت التفاصيل، فإنَّ موته كان نتيجة تدخُّلٍ شرير بكل تأكيد”.

ومن المؤكد أنَّ همرشولد، الذي كان من أشد أنصار إنهاء الاستعمار، كان لديه خصومٌ شعروا بالتهديد بسبب دبلوماسيته. وكان همرشولد قد لقي حتفه خلال زيارةٍ للمساعدة في إنهاء حربٍ انفصالية في الكونغو المستقلة حديثاً، وهي مستعمرةٌ بلجيكية سابقة وغنية بالمعادن الحيوية الاستراتيجية، ومن بينها اليورانيوم، الذي تلهث وراءه القوى العالمية الكبرى.

وأثارت مهمة لإنهاء الحرب الانفصالية في الكونغو القلقَ لدى أصحاب مصالح التعدين القوية في بلجيكا وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ومن بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا. وكانت جهود همرشولد قد تسببت في فوزه بجائزة نوبل للسلام بعد وفاته.

وقالت عنه لجنة جائزة نوبل “لقد كان داغ همرشولد عرضة للنقد ولهجمات عنيفة ومفرطة”، “لكنه لم يتخلّ قط عن المسار الذي اختاره منذ بدايته الأولى: هذا المسار الذي أفضى إلى جعل الأمم المتحدة منظمة دولية فعالة وبناءة”

كان أول امتحان فعلي لجدارة همرشولد بمنصبه كأمين عام منظمة الأمم المتحدة إبان العدوان الثلاثي على مصر في قضية تأميم مصر قناة السويس، واتفاق فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على القيام بخطة عسكرية للقضاء على خطر مصر على الكيان الصهيوني، واستعادة بريطانيا وفرنسا للقناة. وقد قرر همرشولد أن يدعو مجلس الأمن للانعقاد لاتخاذ موقف فعال، في سبيل وقف العدوان وردع القوات المعتدية وإعادة الهدوء للمنطقة.

وألقى همرشولد عند افتتاح المجلس كلمة وجيزة كان لها أثر بالغ في المجلس وفي العالم، حيث حدَّد مهمة الأمين العام بقوله: “إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة أهم بكثير من الأهداف السياسية لأي دولة، هذه المبادئ هي مرجعه الأول والأخير فيما يحق له أن يفعله، وليس في إمكان الأمين العام القيام بعمله إلا إذا حافظت كل دولة من الدول الأعضاء على شرف تعهدها باحترام ميثاق الأمم المتحدة.. إن معنى ما قلته واضح للجميع دون حاجة إلى الإسهاب أو التفصيل، أما إذا كانت للدول الأعضاء وجهة نظر أخرى في واجبات الأمين العام، فمن حق هذه الدول كما أن من حق الأمين العام أن يتصرفوا تصرفاً آخر (في إشارة ضمنية لإمكانية استقالته)”

وقد تعرَّض همرشولد في بداية مسيرته لبعض المواقف الطريفة؛ ومنها عندما هبطت طائرته في مطار نيويورك لتولي منصبه، سأله أحد الصحفيين كيف ينطق اسمه؟ فقال: “إنه مكون من كلمتين (هامر) وتعني المطرقة و(شيلد) وتعني الدرع وهو اسم (المطرقة والدرع) أطلق منذ قرون على جده المحارب.

هوس

وظلت رواية الساعات الأخيرة في حياة همرشولد تحمل نوعاً من الهوس الدائم، ومحاطةً بإشاراتٍ خفية إلى مرتزقة غامضين، ومؤمراتٍ دبرتها القوى الكبرى، وطائراتٍ متوقفة على مدرجات مظلمة، وأجهزة بعيدة تراقب الاتصالات اللاسلكية أثناء رحلة الطائرة الأخيرة والقاتلة، حسب تقرير نيويورك تايمز.

وجاء تحطُّم الطائرة في وقتٍ حرج بالنسبة لفرص إفريقيا في إنهاء الاستعمار والاستقلال، وهو ما بشَّر بحلول عصرٍ قسَّمت فيه الحرب الباردة القارة، وأجَّجت حروب العصابات والانتفاضات من موزمبيق وزيمبابوي إلى أنغولا وناميبيا، التي تواصلت بأشكال مختلفة لأكثر من ثلاثة عقود إلى حين انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

من يقود التحقيق؟

وكانت اللجنة التي عيَّنها بان كي مون قد وجدت أنَّ هناك قدراً كافياً من المعلومات الجديدة التي ظهرت لتبرير إجراء تحقيقٍ جديد. وقد سمح القرار الذي اتخذته الجمعية العامة، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2016، بتعيين “شخصٍ مرموق” لاستعراض المعلومات من أجل تحديد نطاق أي تحقيقٍ جديد.

ومن المقرر أن يُقدِّم هذا الشخص، وهو محمد شاندي عثمان، الذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة العليا في تنزانيا، والذي كان يرأس أيضاً اللجنة التي شكَّلها بان كي مون، نتائجه في تقريرٍ سيقدِّمه إلى غوتيريس خلال هذا الشهر، يوليو/تموز 2017.

ورفض عثمان التحدُّث عن النتائج التي وصل إليها قبل تقديم التقرير. ولكنَّ بعض كبار مسؤولي الأمم المتحدة وغيرهم من مساعدي عثمان قالوا إنَّه جمع أسئلةً جديدة تفصيلية عن اتصالاتٍ لاسلكية تعرَّضت للاعتراض، ووجود طائراتٍ أخرى في المنطقة أثناء هبوط الطائرة التي كانت تُقِل همرشولد على مسافة ثمانية أميال (حوالي 12 كيلومتراً) من مطار ندولا، ويمكن العثور على إجابات هذه الأسئلة في سجلات استخبارات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وبلجيكا.

وقال أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة، الذي رفض الإفصاح عن هويته لأنه يتحدث عن أحد التقارير السرية للمنظمة، عن الأمناء الحكوميين لهذه السجلات: “نعرف من المعلومات المتاحة أنَّهم يعرفون أكثر مما يقولونه”.

كيف تم اغتياله؟

وتُرجِّح إحدى النظريات أنَّ الطائرة ربما تكون قد تعرَّضت لهجومٍ أو مضايقاتٍ من إحدى طائرات الفوجا ماجستير المقاتلة، فرنسية الصُّنع، التي كانت تستخدمها قواتٌ انفصالية في مقاطعة كاتانغا الكونغولية الجنوبية، والتي كانت تقاوم جهود شمرهولد لإنهاء تمردها، وفقاً لما ورد في تقرير نيويورك تايمز.

وقبل سبعة أشهُرٍ من تحطُّم الطائرة، تسلَّم الانفصاليون ثلاث طائراتٍ من طراز فوجا ماجستير على متن طائرةٍ أميركية كان من المفترض أن تُسلِّم مواد غذائية. وشعر الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي بحرجٍ بالغ بسبب عملية التسليم، التي ذُكر فيما بعد أنَّها كانت إحدى عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

ولا يزال مجهولاً ما إذا كانت هناك طائرةٌ من طراز فوغا في منطقة ندولا ليلة الحادث أم لا، مع أنَّ وكالة الاستخبارات المركزية أكَّدت لعثمان أنَّها لا تمتلك سجِّلاتٍ تشير إلى وجود أي طائرةٍ مقاتلةٍ هناك آنذاك، وفقاً لما ذكره مسؤولٌ كبير في منظمة الأمم المتحدة.

وطَرَح عثمان أسئلةً جديدة على بريطانيا وبلجيكا بشأن نتائج أجهزة الاستخبارات الخاصة بهما، وقال المسؤول الكبير إنَّ طلب عثمان الأساسي من بعض حكومات الدول الغربية تمثَّل في إجراء “عمليات بحثٍ أكثر تفصيلاً وشمولاً” في سجِّلاتها.

وتضم استفسارات عثمان أيضاً أسئلةً حول اثنين من مسؤولي الاستخبارات العسكرية الأميركية، اللذين كانا في مركزين مختلفين لاعتراض الرسائل اللاسلكية ليلة الحادث، وتُوفيَ أحدهما بالفعل.

وزعم كلا الرجلين بعد الحادث بأعوامٍ أنَّهما سمعا اتصالاتٍ لاسلكية تم اعتراضها، كانت تُشير إلى إسقاط طائرة همرشولد، واستسفر عثمان أيضاً عمَّا إذا كانت هناك طائرةٌ رسمية أميركية من طراز دوغلاس دي سي-3 متوقفةً في مطار ندولا ليلة الحادث.

الدول التي قد تكون لديها إجابة

ومع اقتراب الموعد النهائي المقرر أن يُسلِّم فيه عثمان تقريره، لم يتضح ما نوع المعلومات التي ذكرتها أجهزة الاستخبارات في هذه البلدان استجابةً لطلباته، هذا إن كانت قد ذكرت معلوماتٍ من الأصل.

وأحال مسؤولون من وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة استفسارات عثمان إلى وزارة الخارجية، التي لم يكن لديها تعليقٌ فوري.

وذكرت وزارة الخارجية البريطانية في بيانٍ أصدرته: “لقد أجرينا بحثاً آخر، ونزوِّده بالمزيد من المعلومات”، في إشارةٍ إلى عثمان. ولم يحدد البيان ماهية هذه المعلومات، ولكنَّه قال: “نعتقد أنَّ جميع المعلومات التي ستعود بفائدةٍ مباشرةٍ على التحقيق قد خرجت من السجِّلات”.

وكان هناك بصيصٌ من الأمل في أن تساعد أجهزة الاستخبارات البلجيكية عثمان، بعدما أثار بينوا هيلينغز -وهو أحد أعضاء البرلمان البلجيكي- هذه المسألة علناً مع وزارة العدل في العام الماضي 2016.

ولكنَّ هيلينغز قال في لقاءٍ صحفي، إنَّ بعض السجِّلات الاستخباراتية البلجيكية، ولاسيما تلك الخاصة بجهاز الخدمات السرية الاستعمارية، لا تزال سرية. ودعا هيلينغز إلى نشر جميع السجِّلات كجزءٍ من اعتراف بلجيكا بماضيها الاستعماري، وقال إنَّه يعتزم زيادة الضغط لتلبية مطالبه في هذه القضية.

ومن المُرجِّح أن يكون تعاون الاستخبارات البلجيكية مهماً بسبب معلوماتٍ لم يُتحقق منها، تفيد بأنَّه كان هناك مرتزقةٌ بلجيكيون يعملون في منطقة ندولا، ومن بينهم طيارٌ بلجيكي ربما كان مُكلِّفاً بقيادة إحدى طائرات الفوجا ماجستير التي كانت تستخدمها القوات الانفصالية.

وقال هيلينغز: “لا أريد سوى معرفة الحقيقة، وحين يكون لديك بعض السجِّلات، فمن الطبيعي أن تُتيح الاطِّلاع عليها لأهل المعرفة، ولا سيما إذا كانوا من منظمة الأمم المتحدة. نتحدث هنا عن موت أمينٍ عام، ولذلك، فالموضوع مُهمٌّ إلى حدٍّ كبير”.

وتواصل عثمان أيضاً مع غوران يوركدال، وهو عاملٌ سويدي في مجال الإغاثة، وخبيرٌ تنموي يعيش في إفريقيا.

كان غوران قد أجرى تحقيقاً خاصاً به في الفترة من عام 2008 إلى عام 2011، بعدما عَلِم أنَّ والده، الذي كان في زامبيا في سبعينيات القرن الماضي، قد حصل على قطعةٍ من حطام طائرة همرشولد من بعض السكان القرويين المحليين.

ورجَّح التحقيق الذي أجراه غوران أنَّ الطائرة أُسقِطَت أثناء اقترابها من ندولا. واستند هذا الاستنتاج إلى مقابلاتٍ أجراها غوران مع بعض سكان منطقة ندولا، والذين قالوا إنَّهم شاهدوا طائرةً أخرى صغيرة، ولكن لم يُطلب منهم أبداً الإدلاء بشهادتهم في أي تحقيقٍ رسمي.

حقيقة أم خيال

واستمر ظهور تصوُّراتٍ جديدة عمَّا حدث في تلك اليلة، والمزيد من المزاعم حول غموض وفاة همرشولد، ولكنَّ الكثير منها غير مؤكد، مما زاد من تعقيد جهود عثمان لفصل الحقيقة عن الخيال.

وقال توم ميلر، وهو صحفيٌّ أميركي يعيش في ولاية أريزونا، إنَّه سمح لعثمان بالاطِّلاع على ملاحظاتٍ كتبها بعد سلسلةٍ من المقابلات، كان آخرها في عام 1975، مع أحد المرتزقة البريطانيين، الذي وصف ما حدث بمؤامرةٍ مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية لضمان تحطُّم طائرة همرشولد، وذلك بتزوير الارتفاعات الواردة في مخططات الطيران التي يستخدمها طاقم الطائرة، مما جعل الطيار يُحلِّق على ارتفاعٍ منخفضٍ جداً.

وكشف التحقيقان الرسميان اللذان أجرتهما سلطات الطيران المدني الرودسية عقب الحادث مباشرةً، أنَّ الطائرة قد هبطت إلى ارتفاعٍ منخفضٍ جداً. ووجد تقرير لجنة التحقيق التابعة لمنظمة الأمم المتحدة أنَّ الطائرة تحطمت في منطقةٍ ترتفع 200 قدم (حوالي 60 متراً) فقط عن ارتفاع مطار ندولا.

وينبغي أن تُحلِّق أي طائرة وفقاً لمسار هبوطٍ نهائي يجعلها على ارتفاعٍ أكبر بكثير من 200 قدم، حين تكون على بُعد ثمانية أميالٍ من وجهتها.

وبالنسبة للمُشككين في الروايات الرسمية، لا يمكن تفسير التردد الواضح من جانب القوى الكبرى في مشاركة كل ما تعرفه مع عثمان، مما يوحي بأنَّ هذه الدول تأمل في انتهاء الاهتمام بهذه القضية.

وقال ديفيد واردروب، رئيس فرع جمعية الأمم المتحدة في وستمنستر، وهي جمعيةٌ في لندن دعمت إجراء مزيدٍ من التحقيق في وفاة همرشولد، إنَّ ما يبدو من ردود بريطانيا والولايات المتحدة أنَّهما قررتا أنَّ “التقاعس هو أفضل طريقةٍ لاستنفاد جهود عملية الأمم المتحدة”.