زوجات (داعش) يكشفن الستار عن (عزلة) في سكن النساء وسبايا بالاف الدولارات

كلنا شركاء: طه عبد الواحد- الشرق الأوسط

إلى جانب أشكال كثيرة من العنف غير المسبوق في التعامل مع الآخرين، يُعرف تنظيم داعش الإرهابي بمعاملته المذلة المهينة للنساء، حيث أخذ بعضهن سبايا، وجعل من البعض الآخر سلعة تباع في سوق خاصة لـ«المتعة». ولم تسلم حتى زوجات «الداعشيين» من ذلك العنف والذل. وبعد كثير من الشهادات التي عرضتها وسائل الإعلام العالمية سابقاً، تحدثت زوجات «داعشيين» هربن من مدينة الرقة، إلى وسائل إعلام روسية، حول معاناتهن وحياتهن بصفة «زوجة داعشي». وتقول قناة «آر تي» التي التقت عدداً من «زوجات داعش»، إن معظمهن من الأجانب، من مختلف الدول.
وتحدثت شابة تونسية اسمها خديجة للقناة، حيث نفت بداية الرواية التي روجت لها وسائل إعلام إيرانية ناطقة بالعربية، حول «جهاد النكاح»، وقالت خديجة: «لا يوجد أي جهاد نكاح، كل شيء يجري بموجب القوانين، تذهب إلى المحافظة وتتزوج هناك. وإذا قُتل الزوج، فإن زوجته تتزوج من آخر بموافقة الأقارب وحضور الشهود».

وحسب روايتها، فإن خديجة من تونس تعرضت لهذا الموقف، حيث قُتل زوجها، ولهذا طلبت منها والدتها العودة إلى تونس، إلا أن السكان المحليين اقترحوا عليها أن تتزوج ثانية، وعرضوا عليها رجلاً مقعداً، فوافقت. تقول خديجة إنه لم يكن أمامها خيار آخر، لأنها كانت ستُقتل لو حاولت العودة إلى تونس. وتقصد أن عناصر «داعش» كانوا سيقتلونها لو حاولت الفرار عائدة إلى وطنها. وتصف فترة وجودها مع «داعش» بأنها مرعبة وأكدت أن الظلم والعنف يهيمنان على كل شيء هناك، «وكان هناك كثير من الظلم في مقرات إقامة النساء، وأصيب الأطفال بالجرب وانتشر القمل. وإذا مرضوا لا يتم علاجهم في المشافي». جدير بالذكر أن الفتيات التونسيات كنَّ المتهم الرئيسي في قضية «جهاد النكاح» المزعومة، التي روجت لها وسائل إعلام إيرانية باللغة العربية. وقد أثارت تلك الاتهامات موجة استياء واسعة في المجتمع التونسي، لأنها شكلت إهانة للتونسيات وعلى أساس معلومات غير دقيقة وملفَّقَة.

نور الهدى زوجة «داعشية» ثانية تحدثت للقناة الروسية، وقالت إنها من مدينة طرابلس شمال لبنان. وتقول نور الهدى: «عمري 20 عاماً، أنا من مدينة طرابلس شمال لبنان. الحياة هناك كانت معقدة، لذلك تزوجت مبكراً وأنجبت طفلي الأول وأنا في الخامسة عشرة من عمري، وبعد عام أنجبت الطفل الثاني»، وتروي نور الهدى كيف تم تجنيد زوجها ضمن المجموعات المتطرفة، وعرضوا عليه الانضمام إلى تنظيم «داعش».

واقتنع الزوج بتلك الأفكار، ومن ثم أخذ يقنع زوجته (نور الهدى) بأنه لا شيء سيئ في هذا الأمر، وتضيف الشابة اللبنانية: «أنا زوجته وصدقته». ودون أن تخبر أهلها بما قررته، لحقت نور الهدى بزوجها الذي سبقها إلى سوريا، حيث اتجهت بداية إلى تركيا، ومن هناك تم نقلها إلى الأراضي السورية. هناك تعرفت نور على حياة النساء في كنف «داعش»، وقالت بهذا الخصوص: «يقوم مقاتلو (داعش) بقتل الرجال، ويوزعون النساء على عدة أماكن للإقامة، ويقومون بفصل المتزوجات عن العازبات وعن السبايا»، وبندم تضيف نور: «لو كنت أعلم ما هو (داعش)، لما لحقت بزوجي». ومن الكثير من الصفحات المؤلمة، تذكر نور الهدى مغربية اسمها أم آدم، كانت مسؤولة عن السكن النسائي، وتقول: «كانت تلك المرأة شديدة قاسية، كانت تحتجز النساء، إن ارتكبن أي خطأ بسيط، في حجرة دون نوافذ، مع فتحة صغيرة أسفل الباب لإدخال الطعام وأخذ الأواني، وكانت تلك الغرفة بمثابة زنزانة انفرادية في سجن».

وتحدثت كل من خديجة ونور الهدى عن السبايا والعبدات اللواتي يتمتع بهن عناصر «داعش»، فضلاً عن زوجاتهم الشرعيات. وتقول الفتاتان إن المقاتلين كانوا يشترون السبايا. وتقول خديجة: «تعيش الزوجة في مكان مستقل عن المرأة الأخرى (أي العبدة). ويمضي الرجل يوما مع زوجته ويوماً مع السبية». أما نور الهدى فتوضح أن «المقاتلين كانوا يظهرون حرصاً على السبايا، يشترون لهن المواد التجميلية، لبيعهن لاحقا بمبلغ 15 ألف دولار، وإذا كانت السبية بكراً يصل ثمنها حتى 30 ألف دولار»، وتؤكد «كانت هناك حالات بيع فتيات صغيرات، وهناك فتاة لم تتجاوز 10 سنوات كانوا يريدون بيعها مقابل 10 آلاف دولار».

وتمكنت بعض الفتيات والنساء من الفرار من قبضة «داعش» وفق رواية خديجة ونور الهدى، إلا أن عناصر التنظيم كانوا في تلك الحالات ينتقمون، ويقتلون كل من يعتقدون أنه ساعدهن على الهرب. وفي الختام أبدت خديجة ندمها وقالت: «لقد ارتكبنا خطأ كبيرا أنا وزوجي لأننا قررنا المجيء إلى هنا. وأنصح الجميع: لا تصدقوا من يقول لكم إن (داعش) دولة إسلامية، تلتزم قوانين الشريعة وتعيش وفق قوانين القرآن. إنهم يقطعون رأس كل من يعارضهم».