نص المؤتمر الصحفي الذي عقده مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا

نص المؤتمر الصحفي الذي عقده مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا في
نهاية الجولة السابعة من المحادثات فيما بين الأطراف السورية
جنيف، 14 تموز/يوليه 2017

س دي ميستورا: مساء الخير. مرة أخرى، آسف للتحدث في هذه الساعة ولكنني قد انتهيت منذ بضع دقائق فقط من اجتماع هام لمجس الأمن. وهو كان اجتماعاً اكتشفتُ فيه ببالغ الامتنان، أولاً وقبل كل شيء: وجود تأييد كامل وإجماعي لما نحاول أن نفعله هنا، وثانياً: وجود مؤشر واضح على أهمية وجود عملية تفاوضية وحيدة في جنيف. واكتشفت، ثالثا،ً شيئاً لم أره منذ وقت طويل في مجلس الأمن: وهو تغيير في نبرة الكلام فيما بينهم جميعاً، وبين بعضهم وبعض، أثناء تناول ذلك. ومن الواضح أن ما ظل يحدث في آستانا، ومبادرة التهدئة المتفق عليها في عمّان، والاجتماع المعقود في هامبورغ بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس الاتحاد الروسي، وبالأمس الاجتماع المعقود بين الرئيس ماكرون والرئيس ترامب، وما يحاولونه جميعاً من التركيز معاً على بعض الأولويات، والفكرة التي توحي بوجود نوع من الإلحاح المشترك، هي جميعاً أمور من المؤكّد أنها تساعد من حيث الجو السائد ولكنها أيضاً تساعدنا في مهمتنا.

وكما قلت لكم فإننا، ولحسن الحظ، لا نعمل في فراغ، وكل ما أراه مؤخراً هو العكس تماماً. ويبدو أنهم جميعاً مهتمون بالتأكد من أن ما نقوم به، وهو عمل تحضيري – وقد قنا ذلك – سيكون مثمراً عما قريب عندما تقترب النجوم جميعاً بعضها من بعض. ولذلك فلتسمحوا لي بأن أتكلم عن الجولة السابعة الراهنة. فقد فرغنا تواً من هذه الجولة، وأحرزنا – كما كنا نتوقع ونأمل – تقدماً تدريجياً، لا طفرة فيه ولا انهيار ولا انسحاب من جانب أحد، وهو تقدم تدريجي.

وتذكرون أننا في الجولة السابقة قد أنشأنا آلية استشارية تقنية، تشكِّل طريقة من طرق التعمّق في القضايا – فلماذا فعلنا ذلك، ولماذا نفعل ذلك؟

أولا، لأننا لا نحتاج إلى الخوض في التفاصيل من الناحية التقنية بشأن كثير من المواضيع التي ليست بالضرورة هي الأكثر إثارة للجدل، حتى إذا أصبحنا مستعدين للتفاوض الحقيقي أو للتفاوض بشأن جوهر القضايا – وهو أمر ليس هو الوضع الآن- نكون قد اعتنينا فعلاً بكثير من الأمور.

كما أننا بحاجة إلى طريقة ما لمساعدة المعارضة على بدء العمل معاً بتراصٍ أكبر للصفوف، وقد تمكنّا -كما أعتقد- من تحقيق تقدم بشأن كلا الهدفين، وأعتقد أنه ثبت فعلاً أن الآلية التقنية والاستشارية فعالة جداً في تمهيد الطريق أمام المفاوضات.

وأعتقد أننا، مع المعارضة، قد بنينا على الجلسات التقنية الجيدة التي كنا نعقدها في الأسبوع الماضي في لوزان، وعقدنا هذه الجلسات هنا أيضاً في جنيف. فقد استمر خبراء من اللجنة العليا للمفاوضات ومن منبر القاهرة ومنبر موسكو، بمساعدة من خبرائنا، في مباشرة العمل التقني بالتركيز على قضايا السلة الثالثة المتصلة بالانتخابات، على سبيل المثال، والتي لم يجر تناولها في الماضي. وقد حدد هؤلاء الخبراء كثيراً من المجالات العامة التي يمكن فيها اتباع نهْج مشترك. وبالإضافة إلى هذا الاتفاق التقني أو الاتفاق على التقدّم، أود الإشارة إلى أنه بُذل جهد حقيقي فيما بينهم لبناء شيء لم يكن لديهم فيما سبق، ألا وهو الاطمئنان والثقة المتبادلة.

ولم أكن لأتصوّر قبل شهرين اثنين أنهم سيجلسون معاً بمثل هذه الطريقة المكثَّفة والبنّاءة، في ظل جو من الثقة. وقد سررتُ في الواقع – وسبق أن أخبرتُكم بذلك – أنه حضر فعلاً قادة معي في البداية، قادة الوفود الثلاثة للمعارضة، الدعوة إلى غداء عمل بنّاء، وهو ما ولّد لديّ بالفعل الشعور بأنهم يعتزمون مواصلة السير إلى الأمام.

وأحد الأمور الإيجابية أيضاً أن الوفود الثلاثة الآن طلبت منا وأعربَت عن رغبتها في أن تجتمع مرة أخرى قريباً في تموز/يوليه لكي يواصلوا معاً هذا النوع من العمل المشترك، ولكي يعودوا وهم جاهزون – وهذا ما أقوله لكم الآن -لعقد الجولة القادمة في أيلول/سبتمبر، أعني أوائل أيلول/سبتمبر.

وفيما يتعلق بالحكومة، فإنني ما انفككت أعمل معهم على محاولة إجراء بعض المناقشات بشأن ما سبق مناقشته أثناء الجولة السادسة، ولا سيما فيما يتعلق بما يسمى النقاط الحية الاثنتي عشرة، والتي نوقشت هنا أيضاً معها على المستوى التقني. وقد قدّموا إلينا آراءهم، وتمكنّا من تحديد بعض المسائل ذات الأهمية بالنسبة إلى تناول قضية الدستور.

وفيما يتعلق بالمحادثات السياسية، نقلت الحكومة أيضاً إلينا استعدادها لإشراك الأمم المتحدة أثناء الجولة القادمة بشأن جميع السلال الأربع، ونحن بطبيعة الحال نطلب منهم منذ ذلك الحين الاستعداد لذلك.

وأحد الأِشياء الجيدة المثيرة للاهتمام التي لاحظتُها أثناء هذه الجولة هي أنه لم تكن لدى أي من المدعوين أي مشكلة في تناول مسألة ظل الجميع في الخارج يناقشونها. انظروا إلى ما حدث في باريس بالأمس، أو في هامبورغ، أو في أي مكان آخر. فبالمناسبة، حدث في باريس أن جرى إحياء ذكرى مرور عام واحد على الهجوم الذي ارتكبه إرهابيون في مدينة نيس. ولذلك فقد كانت الحكومة هي والمعارضة على السواء مستعدتين تماماً لتحديد كيف تكافحان الكيانات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة في سوريا.

وعندما اختتمنا عملنا اليوم، ولأنني أحسست بوجود توقعات لأن توضّح الأمم المتحدة أيضاً أين وصلنا في مكافحة الإرهاب، التي أصبحت المسألة الرئيسية التي يجري مناقشتها على أعلى مستوى ممكن في أماكن أخرى، ولأنني أرى أن هذه المسألة ينبغي ألا تصبح ملكية خاصة لأي طرف من الأطراف – فكما تعلمون، كثيراً ما ظلت الحكومة تقول إنها تنظر إلى هذه المسألة باعتبارها موضع التركيز الرئيسي وإنه لا أحد آخر يفعل ذلك، أعتقد أنه قد سنحت الفرصة هذه المرة لكي أوضّح بالفعل بعض الأفكار بهذا الشأن.

أولاً، إن المعركة ضد الإرهابيين هي معركة ضد إرهابيين حدَّدهم مجلس الأمن – أليس كذلك؟ فإننا لن نختار من هو الإرهابي؛ فإن الإرهابيين هم مَن حددهم مجلس الأمن، كما أن المعركة ضد الإرهابيين الذين حددهم مجلس الأمن في سوريا، فيما يتعلق بالقضية السورية، واضحة جداً. إذ يوجد قرار واضح لمجلس الأمن بشأن ذلك، وهو إحدى الأولويات.

ثانياً، نحن نريد أن يتحقق التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن – وأعتقد أن ردّ الفعل قد ظل حتى الآن بطيئاً، بل بطيء جداً، ونحن نريد تحقيق هذا التنفيذ الآن – أعني التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرارات المتعلقة بتسليح الإرهاب وتمويله، وأعني الإرهابيين كما حددهم مجلس الأمن، وهذا أمر يشمل تنقّل المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

ثالثاً، نريد أن نرى زيادة وتسريع الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهابيين الذين حددهم مجلس الأمن في سوريا ونريد كذلك، كلما كان هذا ممكناً من الناحية العملية، نوعاً ما من أنواع تنسيق هذه الجهود. فقد رأينا في الواقع شيئاً من ذلك يحدث في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من جانب الائتلاف الدولي وحلفائهم في الرقّة، ورأينا الحكومة وحلفاءها يفعلون ذلك في مناطق حول حلب وحمص وحماة حيث يوجد إرهابيون حددهم قرار مجلس الأمن – وليس أينما [وُجد] أي [نوع من] المقاتلين.

ولكن مكافحة الإرهاب، وهذه هي النقطة الرابعة، يجب أن تكون مصحوبةً بجهود ملموسة ترمي إلى حماية المدنيين. فهذه المكافحة يجب ألا تشكل في أي لحظة احتمالاً أو فرصة لاستخدام أي نوع من الأسلحة المحظورة أو الأسلحة التي تسبب إصابات جماعية في صفوف المدنيين، ويجب الاضطلاع بها وفقاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ويجب عدم استخدام هذه المكافحة أبداً كذريعة لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى أي سكان مدنيين. فالسكان المدنيون الذين كان من سوء حظهم بما فيه الكفاية أنهم يرزحون تحت سيطرة أي تنظيم من التنظيمات الإرهابية الواردة في قائمة الأمم المتحدة يجب عدم معاقبتهم مرتين وذلك بحرمانهم أيضاً من الوصول إلى أي نوع من المساعدات الإنسانية.

سابعاً وأخيراً، وليس آخراً – وهذا درس ينبغي أن نكون قد تعلمناه من تجربة العراق – فإن أفضل ضمانة ضد الإرهاب في سوريا هي إيجاد حل سياسي متفق عليه عن طريق عملية سياسية انتقالية شاملة للجميع تقودها الأمم المتحدة وتسترشد بقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، وإلا ففي غضون ثلاثة أشهر بعد الرقة، سيظهر إلى حيز الوجود كيان جديد وسيُطلقون على أنفسهم تسمية مختلفة وسنعود مرة أخرى إلى هذا الوضع. وبدلاً من ذلك، فإن إيجاد عملية سياسية تشمل الجميع ستعني أن مَن يشعرون بالحرمان من حقوقهم لن يمكن استمالتهم بتأييد مَن يؤمنون بالإرهابيين أو بالتسامح معهم.

إننا نُشرِك في هذا السياق السوريين من جميع مناحي الحياة. ومن البديهي أننا حريصون جداً على الاستمرار في إشراك النساء والمجتمع المدني في هذا. فالمجلس الاستشاري للمرأة – الذي استشرناه أكثر من مرة، وكانت إسهاماته مفيدة إلى أبعد حد – ظل أيضاً يُسدي إلينا المشورة بشأن الاجتماعات التقنية. ونحن نُجري الآن سلسلة من الاجتماعات مع أعضاء فريق عمل غرفة دعم المجتمع المدني الذين يسافرون إلى بيروت وإلى غازي عنتاب وأماكن أخرى.

أما الخطوات المقبلة فإنني، كما أبلغتكم، أعتزم عقد محادثات فيما بين الأطراف السورية مرة أخرى في أوائل أيلول/سبتمبر، وقد طلبتُ من الأطراف أن يكونوا على استعداد لتقديم مواقف واضحة بشأن القضايا المطروحة في السلال الأربع كافة – ونحن نأمل أن نتمكن على الأقل من دفعهم إلى الجلوس في نفس الغرفة. وسنرى بحلول ذلك الوقت ما إذا كان الزخم الدولي الذي يفيد عملنا ويساعدنا يمكن فعلاً أن يدفع جميع الأطراف أخيراً لكي يجلسوا في نفس الغرفة ولبدء الحديث عن المضمون.

أشكركم وسأتوقف عند هذا الحد، ثم سأتناول الأسئلة المطروحة.

س: السيد المبعوث الخاص، أود أن أعرف المرحلة القادمة من عملكم، أي أولويات وساطتكم القادمة.

س دي ميستورا: ستكون الأولويات للشهور القادمة مضافاً إليها عدة أيام قبل الاجتماع القادم في شهر أيلول/سبتمبر، هي أولاً دعم هذا الحوار المباشر القائم بين المكونات المختلفة للمعارضة. وفي تموز/يوليه، سنقوم مرة أخرى وإلى حد أبعد بدعم هذا العمل التكاملي بين المكونات المختلفة للمعارضة لكي تتمكن من التوصّل إلى نقاط مشتركة قوية بحيث أنه عندما نبدأ المحادثات الرسمية سيكون هذا الوضع أوضح بكثير من جانب المعارضة. ثانياً، سندعم كل ما سيساعد على تحقيق تهدئة نأمل أن تكون دائمة في ظل اجتماعات آستانا – فكما تعرفون: تدعم آستانا جنيف وتدعم جنيف آستانا. ولكن هذا يصدق أيضاً على المحادثات في عمّان. وإذا استمرت التهدئة، فمن شأن ذلك أن يساعد بدرجة هائلة روح المحادثات ولكن أيضاً المصداقية تجاه السوريين لكي يروا أن الأمور تسير إلى الأمام.

س: على مَن تقترح النقطتين السادسة والسابعة اللتين استمعتُ إليهما؟ هل تقترحهما على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وهل ستوجد هيئة للمراقبة، وهل ستجري مناقشة هذه النقاط فيما بين الأطراف السورية؟ وهذه المبادرة المقدَّمة منكم موجَّهة إلى مَن؟

س دي ميستورا: هذه المبادرة هي قبل كل شيء مساهمة من الأمم المتحدة في النقاش الذي ما زال يتسم بأهمية كبيرة وآنية بشأن الإرهاب ومكافحة الإرهاب. ثانياً، لقد أبديتُ منذ قليل التعليق نفسه في مجلس الأمن، ولاحظت وجود تأييد كامل لما قلناه آنفاً بهدف أن يعاد وضع مكافحة الإرهاب في إطاره الصحيح في السياق السوري. وسأتوقف عند هذا الحد، فإن الجزء المتبقي هو من شأن مجلس الأمن، وهم ينتظرون أن تُبدي الأمم المتحدة رأيها بشأن ذلك بالنظر إلى أن الصمت ليس فكرة جيدة. وقد رأيتم أن الأولوية في باريس كانت لمكافحة الإرهاب وهو ما حدث في هامبورغ وفي المحادثات بين الروس والأمريكيين وجميع الأطراف الأخرى. ويتعلق الأمر مع ذلك بكيفية مكافحة الإرهاب، ولكنهم ينتظرون أن تتمكن الأمم المتحدة من تحديد السياق الذي تجري فيه مكافحة الإرهاب، ومن رأينا أن هذا السياق محدد بالتفصيل في هذه النقاط السبع التي فرغت تواً من إبلاغها لمجلس الأمن.

س: مقترحكم المقدَّم إلى مجلس الأمن اليوم مماثل لأكثر من 15 قراراً صادراً بشأن مكافحة الإرهاب، فما هي الآليات، وما هي البلدان التي ذكرتها وقلتَ إنها قد غيرت مواقفها، وما هو سبب حرص هذه البلدان على فرض عقوبات على الشعب السوري، وما هو دورك في رفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري؟

س دي ميستورا: لم تُطرح في اجتماع مجلس الأمن اليوم مسألة العقوبات. وعندما ستُطرح، سنعرب عن رأينا بوضوح ولكن لم يجر حالياً الإعراب عنها.

س: هل تشعرون بالقلق من أنه إذا ضغطتم بشدة بشأن القضايا الأساسية، فإن ذلك قد يُغلق الباب أمام المحادثات في المستقبل؟

س دي ميستورا: عندما قابلتُ مبعوثكم الخاص بالأمس [المبعوث الخاص الصيني]، فإنه أخبرني أن أفضل طريقة، حسب الخبرة في آسيا على وجه الخصوص وحسب تجربته الشخصية، في تناول القضايا الشديدة البالغة التعقيد مثل النزاع في سوريا، الذي ربما يوصف الآن بأنه أكثر النزاعات التي شهدناها تعقيداً في فترة السنوات الطويلة الأخيرة، هي القيام بذلك بخطوات تدريجية إلى أن تحين اللحظة المناسبة وعندها تمارس الدَّفعة. ولذلك، أعتقد أنني سأسير على هذه النصيحة وهو ما أحاول أن أفعله.

س: أتذكّر بين الجولة الثانية والثالثة أنكم ذكرتم بشكل واضح جداً أنكم تريدون من كل الأطراف، قبل الجولة الثالثة، أن تأتي إلى الطاولة بمقترحات محددة بشأن الحوكمة والانتقال السياسي. وها نحن بعد كل هذه الأشهر. فهل قال الجانب الممثل للنظام في أيّ اجتماع من أيّ جولة أيَّ شيء يُعطيكم الانطباع أنه سيتناول، في مرحلة ما، مسألة الانتقال السياسي والحوكمة؟ ما حجم تفاؤلكم بشأن معالجته لهذا الموضوع بالذات؟

س دي ميستورا: إذا كان عليّ الاستناد إلى ما سمعته في هذه الجولة للجواب، فسأقول لا، ليس لدي أي إشارة إلى ذلك. لكن ما أعتقده هو أن نوعية الخطوات المقبلة التي سيريدها المجتمع الدولي للإسراع بإنهاء هذا الصراع، قد تساعد الحكومة على الاستعداد لذلك، وقد طلبت إليهم أن يكونوا مستعدين في الجولة القادمة لتناول مسألة العملية السياسية. بعبارة أخرى السلال الأربع جميعها.

س: كيف ترون العلاقة بين إنشاء فريق اتصال والعمل الذي تقومون به؟ كما هو الحال ربما مع محادثات آستانا التي ربما غطّت بعض الشيء على العمل الذي تقومون به، كيف ترون علاقة ذلك بالجهود التي تبذلونها؟

س دي ميستورا: كنت على اتصال مكثّف بفريق الرئيس ماكرون في الشهرين الأخيرين، ولقد تناقشنا بشأن الكيفية التي يمكن بها لفرنسا، برئيس دينامي واستباقي جداً، أن تساهم في العمل الذي تضطلع به الأمم المتحدة. ففرنسا تؤيد بشدة دور الأمم المتحدة، وهي أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وبالتالي فهي تعرض مبادرة جدّية مرتبطة بالاجتماع بالروس وبالأمريكيين الآن على أعلى مستوى. وبالأمس بعد اجتماعهم، تناقشت معهم، مع كبار الدبلوماسيين الفرنسيين الذين ألَحوا على أن القصد من كل هذه الأمور الآن ولاحقاً هو دعم ما نحاول القيام به هنا، وبصراحة أرحّب بهذا القول ترحيباً حاراً. لا أرى أي مشكلة في الحصول على أي مساعدة قصوى لضمان الدخول في مفاوضات جدية. لذا فإنني أتطلع إلى متابعة هذه الأمور.

س: فيما يتعلق بالبيان الصادر عن المجتمع الدولي بشأن مكافحة الإرهاب ثمة قدر كبير من التفاؤل. فهل أنتم على اتصال بالحكومات السعودية والتركية والأردنية لحملهم على وقف تمويل الإرهاب؟

س دي ميستورا: نحن على اتصال بهم، وهذا من ميزة العمل بهذه الصفة، أي الاتصال بكل بلد له صلة بسوريا. نحن على اتصال دائم بهم وكل بلد أنا على اتصال به يدرك القرارات الهامة الصادرة عن مجلس الأمن التي أشرت إليها. أقصد القرار المتعلق بالتمويل، والمتعلق بتسليح المقاتلين ودعمهم والسماح لهم بالدخول. وعليه أنا لا أُعيّن أي بلد، أقول فقط أننا على اتصال دائم بكل واحد منهم واليوم ذكرنا الجانب الأمني في سياق مجلس الأمن فأشرنا إلى أنه إذا كان من باب الأولوية مكافحة هؤلاء الإرهابيين الذين سمّاهم مجلس الأمن، فإنه من الحاسم أيضاً أن تُنفذ فعلا تلك القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن.

س: خرج السفير الجعفري قائلا إنه لا يعترف بالمعارضة شريكاً شرعياً في هذه المحادثات والآن تقول الهيئة العليا للمفاوضات إنها ترى العملية برمّتها في خطر بسبب رفض النظام الجلوس والتحدث إليها. أليس هذا موقفاً تعجيزياً؟

س دي ميستورا: في كل مفاوضة – ولا سيما عندما نكون فيما يُسمى مرحلة ما قبل التفاوض-، ثمة بعض التموضعات وهناك بعض البيانات المعدّة سلفاً يبدو أنها تعود من حين لآخر. ما يهم هو الوقائع والوقائع هي أنني رأيت الحكومةَ في آستانا جالسةً إلى نفس الطاولة التي جلست إليها المعارضة. رأيناهم في هذا المبنى وكانت لنا مناقشة مكثّفة جداً مع كلا الجانبين بشأن مواضيع يهتم بها الجانبان. لذا لا أرى، بصفتي وسيطاً، في ذلك مشكلةً تعجيزيةً. أرى في ذلك مسألةً نفسيةً جداً إلى أن تروهم ربما جالسين معاً بل حتى مُتفقين. وإلى أن يحين ذلك، سيظل جميع الأطراف يتموضعون ويعلنون مواقفهم بأن خطّهم لا يُمس إطلاقاً. إنها في الواقع تقنية تفاوضية.

س: هل لديكم اعتراض إذا استلمت مبادرة ماكرون زمام الأمور وأصبحت المنتدى المنشود لإيجاد حل سياسي؟ كيف ترون ذلك؟

س دي ميستورا: تَصور ما يلي، تَصور أن هذا النوع من المبادرة سينشئ فريق اتصال مكوّناً من بلدان معنية في الواقع بتأثيرها فيما يجري بسوريا. تَصور أنه سيكون لدينا شيء من هذا القبيل بينما سيكون الطرفان السوريان جالسين في غرفتين منفصلتين، وتَصور أن الأمم المتحدة سيكون في مقدورها القيام بما نقوم به الآن لكن مع فارق واحد، هو أن هذه البلدان المؤثّرة جداً في الواقع قادرة ربما على التأثير بشكل مباشر أثناء المحادثات. فهل أعارض ذلك؟ هذا بالضبط ما تحتاجه الأمم المتحدة وما تريده.

والآن، إذا أمكن أن أقرأ عليكم بيان الرئيس الفرنسي، يقول في البداية ’’نريد إنشاء فريق اتصال يكون أكثر فعالية وأكثر قدرة على الدعم المباشر لما تقوم به الأمم المتحدة‘‘. أنا مرتاح جداً لهذا الأمر وعليّ أن أقول، أنتم تذكرون عندما أثرتم مسائل بشأن آستانا وكأننا ذوو نزعة إقليمية حريصون على عدم وقوع أي شيء إلا في جنيف، بينما نحن عكس ذلك. نحن نؤيد آستانا وما حدث في آستانا يزيد من فرص نجاح العملية السياسية في جنيف. وأخيراً لا آخراً، حتى هذا اليوم في مجلس الأمن، وبالطبع كانت فرنسا حاضرةً وكذلك آخرون، كان هناك إلحاح على أن طريق التوصل إلى مفاوضات مثمرة يَمر عبر مكان وحيد هو عملية الأمم المتحدة.

س: هل يخبركم الأمريكيون والروس قبل اتخاذ قراراتهم بوقف إطلاق النار في الجنوب، قبل اجتماع هامبورغ أو آستانا؟

س دي ميستورا: نحن على اتصال بجميع البلدان العاملة في هذا السياق ونحن بصراحة على علم بالكثير من الأشياء. هذا لا يعني أنني أستطيع قولَ ذلك لكم مسبقاً ولكن الآن تعلمون أنني أعلم ذلك مسبقاً. نحن على علم بالكثير ولهذا السبب نحن قادرون على دعم آستانا فور صدور أي إعلان.

شكراً.