on
اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): عملية تهجير سكان المناطق الأربع خيانة عظمى
مضر الزعبي: كلنا شركاء
حمل شهر نيسان/أبريل الحالي مجموعة من التطورات على الساحة السورية، يكاد يكون أبرزها الاستهداف الجوي الأمريكي لمطار (الشعيرات) بريف حمص، الذي جاء رداً مجزرة الكيماوي بمدينة (خان شيحون)، وما تلاه من البدء بتنفيذ اتفاق المناطق الأربع (الزبداني ومضايا ـ كفريا والفوعة)، مترافقةً مع تصريحات حادّة من قبل الغرب تجاه نظام بشار الأسد، ومؤخرا الاستهداف الإسرائيلي المتجدد على مواقع قوات النظام والميلشيات الموالية له.
وللحديث عن كل هذه التطورات، على الساحتين الميدانية والسياسية، التقت “كلنا شركاء” باللواء محمد الحاج علي وكان معه هذا الحوار:
بدايةً كيف تقيم عملية المدن الأربعة وهل هو بداية لرسم خرائط جديدة لسوريا؟
إن عملية التهجير بحد ذاتها هي خيانة عظمى فكيف إذا كان هذا التهجير ممنهجاً ويتناول فئة معينة من الشعب السوري وان كل من يعمل على التهجير فهو يخدم الاجندة الإيرانية في سورية والمنطقة.
ولمصلحة من هذا الاتفاق؟
الاتفاق يساعد النظام في إراحته من هذه المناطق والتي تشغل قسم كبير من مقاتليه والميليشيات المساعدة له، وذلك في تجميع المعارضة في منطقة جغرافية واحدة ليتم فيما بعد القضاء عليها او حصرها في منطقة وتركها لفترة طويلة حيث تتآكل او تأكل بعضها البعض او تدخل ضمن مناطق نفوذ إقليمية يتم العمل عليها من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية.
بالانتقال إلى تطورات موقف إدارة الرئيس الأمريكي من الملف السوري، هل تعتقد أن الإدارة الأمريكية جادة هذه المرة؟
الإدارة الامريكية لا تعمل الا وفق مصالحها وانا شخصيا لا أرى مصالح أمريكية في سورية ولا استطيع ان أقول انها جادة ام لا، لكن كل ما اعلمه هو ان الصراع القائم في سوريا هو بين أوروبا وامريكا من جهة وروسيا من جهة أخرى ليس على سوريا بل على قضايا لا علاقة لسورية بها، وانما تستخدم القضية السورية للضغوط فيما بينهم لتمرير مصالحهم فيما بينهم .
فعندما يتحقق توافق فيما بينهم على مصالحهم سيسعون للحل السياسي، ومن هنا يتم تبادل الضغوط على الأراضي السورية وبدماء الشعب السوري، لكن حسب اعتقادي ستكون هذه الإدارة أفضل لمعالجة القضية السورية من سابقتها.
خلال سبع سنوات سمعنا كثيراً أن أيام بشار الأسد باتت معدودة فما هو الجديد ولاسيما مع التصريحات الاوربية الحادة؟
أوروبا هي مقطورة بالسياسة الامريكية منذ بدايات الحرب الباردة ولا أرى انها ستكون قاطرة في الأمد القريب، والسبب هو وجود خلافات وتباين في السياسات والمصالح فيما بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعدم رغبة الدول الفاعلة في الاتحاد في تحمل أعباء مواجهة عسكرية في سورية دون وجود الولايات المتحدة الامريكية ولا ترى هذه الدول انها بحاجة لخوض حربا مكلفة لها فالقضية السورية لا تشكل خطرا استراتيجيا على مصالحها.
حتى لو كانت تصريحات المسؤولين الأوربيين حادة النبرة لكنها دون فاعلية او إرادة حقيقية وهم محتاجين الخطوات الامريكية أمامهم.
انتهت لقاءات جنيف 5 دون أن نرى نتائج ملموسة على الأرض، هل تعتقد أنه سيكون في الايام القادمة جولات جديدة من مؤتمر جنيف، وفي حال انعقادها بماذا ستختلف عن سابقاتها؟
بالتأكيد سيكون هناك جولات تفاوضية في جنيف وفي غيرها، الا انه لغاية الان لاوجود لمؤشرات نجاح لهذه المفاوضات لا من قبل النظام ولا أنصاره ( روسيا – ايران ) ،لأنه لازال في الذهنية الروسية إعادة تأهيل الأسد للمرحلة القادمة ، وهذا يخالف العقل والمنطق ولا يمكن ان يكون الحل بوجود الأسد .
أضف الى ذلك ان إيران تقوم ببناء مشروعها الذي لم يكتمل بعد، وبناءً على ذلك تقوم بعرقلة أي حل سياسي قبل ان يكتمل مشروعها، وكذلك آل الأسد والمجرمين المحيطين بهم، فهم يرون بالحل السياسي هو نهاية لهم، لذلك فالجميع غير جاهزين للحل وغير جادين في أي عملية سياسية.
وبحسب اعتقادي إذا لم توجد الإرادة الدولية القوية والفاعلة لإجبار الجميع على تنفيذ مقررات مجلس الامن 2254 لن يحصل أي تقدم بالمفاوضات.
نبقى في جنيف، لكن جغرافياً فقط… فقد شهدنا خلال الأيام الماضية انعقاد مؤتمر هناك ضمّ طيفاً من العلمانيين السوريين، فهل تعتقد أن مثل هذه المؤتمرات سيكون له صدى دولي؟
لابد ان نقر بان من حق أي مجموعة سورية ان تعقد مؤتمرا بغض النظر ان كانوا علمانيين او متدينين، وكذلك من حق أي سوري ان يرى ما يناسبه من طرح فكري او أيديولوجي ، شريطة ان يكون تحت سقف سورية الموحدة الديمقراطية ، تحترم حرية وحقوق الانسان على قاعدة المساواة والعدالة الإنسانية ، فنحن قمنا بالثورة من اجل ذلك فلا يحق لنا ان نصادر راي أي مواطن سوري.
أما ما يخص الصدى الدولي فمعياره هو ما قد ينجزه هذا المؤتمر او ذاك، وما يحشد حوله العدد الأكبر من السوريين بما يمكن أن يكون حالة وطنية جامعة لأغلب السوريين.
في الداخل السوريّ، تعرضت مواقع قوات النظام خلال الأيام القليلة الماضية لضرباتٍ إسرائيلية متكررة، فكيف تنظر للاستهدافات الإسرائيلية، وهل تعتقد بأن هنالك ضوء أخضر روسي امريكي لها؟
إسرائيل لا تحتاج الى الضوء الأخضر فلديها ضوء اخضر دائم، وان روسيا لم تدخل سورية الا عندما اخذت الضوء الأخضر الإسرائيلي، أما ما يخص الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سورية ، فقد كانت موجهة الى حزب الله على الأراضي السورية ، والذي اصبح تواجد الحزب ونفوذه في سورية اكبر من تواجده ونفوذه في لبنان ، في كل الأحوال تبقى إسرائيل عدوه لسورية وتحتل جزءاً عزيزا منها ، كما هو الحال نظام الاسد وحزب الله وايران وكل الميليشيات الطائفية المتواجدة على الأرض السورية وروسيا المحتلة للأرض السورية.
Tags: سلايد