Archived: الحل يجب ان ياتي من الداخل

عادل موسى: كلنا شركاء 

 بلغت المواجهة بين روسيا والغرب على خلفية الازمة الاوكرانية مستوى جديداً مع فرض الولايات المتحدة وأوروبا في وقت واحد تقريباً عقوبات على 11 مسؤولاً روسيا وأوكرانيا بارزاً، هي الاوسع نطاقاً منذ انتهاء الحرب الباردة. وقد واجه الرئيس الروسي العقوبات الأميركية والأوروبية بإصداره مرسوما رئاسيا يعترف بالقرم دولة ذات سيادة، ما يمهد لانضمامها إلى روسيا.

وقال المرسوم إنه أخذ في الاعتبار الاستفتاء الذي أجري الأحد في القرم، وأكدت نتائجه تأييد 97 في المئة من الناخبين الانفصال عن أوكرانيا.

كما من المتوقع ان تتحول مدينة سيفاستوبول الى ثالث مدينة ذات استقلالية وذات سيادة، بعد موسكو وسانت بطرسبورغ في روسيا الاتحادية، ولكن المخيف اكثر ان تتحول اوكرانيا الى دولة كونفيدرالية بإنقسام شرقها وغربها الى دولتين كونفيدراليتين اضافة الى تكرار تجربة القرم على أراضي اوكرانيا المحاذية لكل من: هنغاريا وبولونيا ورومانيا. وذلك قبيل الإحتفال المعهود بعيد النصر في التاسع من ايار وهو عيد وطني على كامل اراضي الإتحاد السوفييتي السابق. ويتحول القرار السياسي من العاصمة الأوكرانية كييف الى عواصم العالم الكبرى ذات القرار.

هذا ونذكر كيف عانت روسيا من محاولات سابقة للحد من توسع نفوذها في ركب السياسة العالمية، بإعادة وجودها في صناعة القرار بعد الغياب والأجحاف الذي اصابها بعد مرحلتي البيرسترويكا والخصصة اليلتسنية. ولكنها عادت مطمئنة للعب الدور المفروض ان تكون عليه، وبعد ان رأت بأن الولايات المتحدة ودول الغرب لم تفعل شيئا عندما استقلت اوسيتيا الجنوبية وابخازيا عن جورجيا في العام 2008.

إن أزمة اوكرانيا لا تقل تعقيدا وخطورة عن الازمة السورية، وقد تمر عدة سنوات على الازمة الجديدة كي يكتشف الكثير من الاوكرانيين ما اكتشفه الكثير من السوريين قبلهم، ان الترياق الذي انتظروه طويلا من العالم الحر لن يأتي أبداً. وخاصة ان المعارضة السورية بأطيافها كاملة لم تعمل على الإستفادة من هذه الحالة بأبتعادها عن الفعل الحق في الداخل السوري وتخلت عن شبابها المقاتل لتدور في ركب اصدقاء سوريا لتكون واحدة منهم ونكرر أن “الترياق الذي ينتظره البعض لن يأتي أبداً من الخارج” .