on
(الأسد المتأهب).. مناورات عسكرية تبعث رسائل للنظام السوري
كلنا شركاء: صحيفة التقرير
للمرة السابعة على التوالي تنطلق مناورات “الأسد المتأهب” في الأردن والتي تستمر حتى 18 مايو الحالي بمشاركة أكثر من 7 آلاف عسكري من أكثر من 20 دولة وتتخلّلها عمليات حول “مكافحة الإرهاب” وتعزيز “أمن الحدود” و”عمليات البحث والإنقاذ”، في رسالة واضحة للنظام السوري.
وتشارك في المناورات قوات مسلحة لأكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا واليونان وبولندا وأستراليا واليابان وباكستان والسعودية ومصر والعراق ولبنان وقطر والإمارات والبحرين والكويت وكينيا، بحسب بيان للجيش الأردني.
انطلاق فعاليات تمرين #الأسد_المتأهب2017
https://t.co/6GuvPThcDl#بترا #الاردن #USA pic.twitter.com/rI9SS4Gh7p
— Jordan News Agency (@Petranews) May 7, 2017
مدير التدريب المشترك، الناطق الإعلامي باسم التمرين، العميد الركن خالد الشرعة أعلن بدء فعاليات تمرين “الأسد المتأهب 2017” على أراضي المملكة الأردنية الهاشمية التي تستقبل مثل هذه التمارين المشتركة منذ سنوات مع شركائنا في العالم من دول شقيقة وصديقة.
وأكد الناطق الإعلامي باسم التمرين، أن التمرين سينفّذ هذا العام بقوات برية وبحرية وجوية يبلغ عددها قرابة 7200 مشارك، يمثلون القوات المسلحة الأردنية وممثلين عن حلف الناتو.
أهداف التمرين
وحدد “الشرعة” أهداف التمرين بتطوير قدرات المشاركين على التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة الدولية، وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والمنظمات والوزارات، في ظل بيئة عمليات غير تقليدية، إضافة إلى تبادل الخبرات العسكرية وتحسين المواءمة العملياتية بين الدول المشاركة.
كما يركز التمرين على مكافحة الإرهاب، وعمليات أمن الحدود، وعمليات الإخلاء، والعمليات الإنسانية، وإدارة الأزمات، وعمليات المعلومات والشؤون العامة، إضافة إلى العمليات النفسية والاتصالات الاستراتيجية والتخطيط للعمليات المستقبلية، وعمليات البحث والإنقاذ والعمليات المدنية والعسكرية.
وسيركز التمرين أيضا على حماية المنشآت الحيوية وعمليات مكافحة الإرهاب الإلكتروني، وتنفيذ عمليات الإسناد اللوجستي المشترك، وغيرها من الأهداف التي تتوافق مع استراتيجية القوات المسلحة في تطوير قدراتها العملياتية والتدريبية واللوجستية والإنسانية.
وبحسب الشرعة، ستنفذ فعاليات التمرين في ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية، وبمشاركة كافة صنوف القوات المسلحة الأردنية، البرية والبحرية والجوية والأجهزة الأمنية والوزارات المختلفة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.
قاذفات لأول مرة
من جهته، قال الجنرال ميجور بيل هيكمان، نائب القائد العام للجيش الأميركي في الشرق الأوسط أن “تمرين الأسد المتأهب” أصبح فعالية مهمة بين الولايات المتحدة والأردن والشركاء العسكريين الدوليين”.
وأضاف أن “التمرين يشمل عمليات أمن الحدود والقيادة والسيطرة المشتركة ومقاومة عمليات القرصنة”.
وأكد أنه “للمرة الأولى، ستشارك بهذا التمرين قاذفتين حربيتين من طراز “بي-بي1″ تابعتين للقوات الجوية الأميركية”.
ويذكر أن المناورات أجريت العام الماضي بمشاركة نحو 6 آلاف جندي من الولايات المتحدة والأردن.
ويُعتبر الأردن حليفًا أساسيًا لواشنطن في المنطقة، حيث تقود منذ عام 2014 تحالفًا دوليًا ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق.
الأسد يتهم الأردن
وعلى الرغم من أن المناورات على الأراضي الاردنيه إلا أنه لم يتردد رئيس النظام السوري بشار الأسد في توجيه الاتهام علنًا للأردن بالاستعداد لدخول بلاده عسكريًا، وهي التصريحات التي أتت قبل وقتٍ قصير من بدء مناورات الأسد المتأهب.
وبينما تحدثت السلطات الأردنية عن تجميع قوات ضمن الموسم السابع من مناورات “الأسد المتأهب”، تشير الأوساط السورية لمشاريع تتجه لدخول قوات مشتركة لجنوبي سوريا برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ودعم من بريطانيا.
ترتكز على “القوات الخاصة”
بدوره أكد المحلل العسكري والاستراتيجي هشام خريسات، أن القوات المشاركة في مناورات الأسد المتأهب ترتكز على وحدات “القوات الخاصة”، والتي تهدف لزيادة جاهزيتها من خلال تدريباتها على عمليات القوات الخاصة الروتينية، أسوة بعملية الأسد المتأهب السابقة التي أقيمت في الأردن.
وقال خريسات، في تصريحات صحافية، “أعتقد أن التدخل في سوريا سيكون في حال سقوط النظام فقط، والهدف منه سينصب على “تأمين” الأسلحة الكيماوية لمنع وقوعها في أيدي الجماعات المتشددة”.
وتحدثت أوساط دبلوماسية غربية عن إجراءات عسكرية وأمنية احترازية غير مسبوقة على طول الحدود السورية مع الأردن و”إسرائيل”، تجري حاليًا، وذلك بعد توسع كتيبة خالد بن الوليد الموالية لتنظيم “داعش” على حوض نهر اليرموك.
رسائل للنظام السوري
بحسب مراقبين وخبراء عسكريين فإن عملية الأسد المتأهب هذا العام تختلف عن سابقاتها بالنظر إلى المستجدات على الساحة الإقليمية، ولا سيما الخطر المحدق بالحدود الأردنية من الشمال، وتمركز عدد لا بأس به من عناصر تنظيم الدولة بالقرب من الحدود، بعد خسارتهم مناطق كانوا قد سيطروا عليها في السابق في كلٍّ من مدينتي الرقة السورية، والموصل العراقية.
ويؤكد المراقبون أن مناورات الأسد المتأهب والتي بدأت مع بدايات الربيع العربي تهدف إلى توجيه عدة رسائل لدول المنطقة، وخصوصًا إلى النظام السوري في مقتضاها قدرة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تساندها على المستوى العسكري أكثر من 20 دولة، على التدخل في أي وقت في حال رأت ضرورة ذلك.