Archived: نجاح نسبي وإخفاقات مؤلمة… تيار المستقبل الكردي في الذكرى الـ 11 للتأسيس

سيهاد يوسف: كلنا شركاء

في الذكرى الحادية عشرة على تأسيس تيار المستقبل الكردي، تعرض خلال حياته لإخفاقات كثيرة كان أبرزها استشهاد مشعل التمو رئيس التيار في مدينة القامشلي في بداية الثورة السورية، واتهم حينها حزب الاتحاد الديمقراطي باغتياله، وعلى إثرها اشتعلت مدينة القامشلي كبرى المدن الكردية في الشمال الشرقي السوري، كما تعرض التيار لانشقاقاتٍ لأكثر من مرة يقود أحد أطرافه سيامند حاجو والذي يعيش خارج سوريا، والطرف الآخر السيدة نارين متيني.

وبهذه المناسبة قال علي تمي العضو القيادي في تيار المستقبل لـ “كلنا شركاء” إن “هذه الذكرى تشكل لنا يوم مقدس وهو انطلاقة تيار ثوري معارض للاستبداد بعيدا عن العقلية الحزبية الضيقة في هذه المناسبة جددنا العهد والاستمرار على نهج الذي استشهد من أحله القائد مشعل التمو”.

وأضاف تمي: “هذه المناسبة هي استمرار للخط الثوري للتيار واستمرار المحاولات لتغيير الواقع وخاصة أن فكر التيار يستند على فئة الشباب الذي آمنوا بالخط السياسي لتيار المستقبل”.

وبمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس التيار أصدر تيار المستقبل جناح نارين متيني بياناً  جاء فيه “إن تيار المستقبل الكردي في سوريا كمشروع سياسي اجتماعي ثقافي معارض يعمل على أسسٍ وثوابت قومية ووطنية تهدف إلى حل القضية الكردية في إطار الحالة الديمقراطية الوطنية السورية والكردستانية وبحوامل شبابية وقيادة افقية وبأسس ديمقراطية تداولية ترفض وحدانية الشخص والتمثيل وتكرس ثقافة الاختلاف والتمايز بالأفكار والطروحات السياسية الداخلية، كان منذ بداية تأسيسه من قبل الشهيد مشعل تمو ورفاقه يدعو بكل شفافية وجرأة على ضرورة تغيير نظام بشار الأسد وزمرته الأمنية ويؤكد على ان التعايش المشترك بين الشعوب في سوريا الحديثة لا يتم الا ببناء نظام ديمقراطي تعددي تشاركي”.

وقال البيان ومن اجل الوصول إلى تحقيق أهداف التيار لابد من أن نتصالح مع ذاتنا وإنشاء مراجعة وتقييم لمراحل النضال السابقة التي تعتبر الركيزة الأساسية للمستقبل بدءاً من تضحيات أعضاء التيار (مؤسسه الشهيد مشعل تمو والشهداء مصطفى خليل وأنور حفتارو) والشهيدة الحية زاهدة رشكيلو وكافة الرفاق الذين اعتقلوا في سجون النظام السوري على اثر نشاطهم السياسي في صفوف تيار المستقبل الكردي، هذا بالإضافة الى المراحل التي مربها التيار بسبب الخلافات التنظيمية والسياسية والتي يتحمل مسؤوليتها الجميع وكانت السبب في بروز حالة من الضعف واليأس لدى الأعضاء داخليا ولدى جمهور التيار خارجيا”.

كما أكد البيان بأن تيار المستقبل “في الذكرى الحادية عشر للتأسيس يعود إلى ساحات النضال السياسية والاجتماعية والثقافية لممارسة دوره الفاعل في نيل الشعب الكردي في سوريا حقوقه القومية بعد أن تمكن من تجاوز أزماته المتعاقبة الداخلية والخارجية انطلاقاً وايماناً بنهج وفكر التيار الذي سطروه مؤسسوه بدمائهم وبنضال الرفاق القدامى والجدد”.

وعن ممارسات النظام قال البيان “مع مرور احدى عشر عاما على ولادة التيار مازال النظام السوري يمارس الإرهاب السلطوي الذي يقوده بشار الاسد الا انه في السنوات الأخيرة وبعد انطلاق الثورة السورية التي واجهها النظام السوري بالرصاص واستخدامه سياسة ممنهجة في تدمير البشر والحجر ظهرت تفرعات جديدة للإرهاب مرتبطة بشكل رئيسي مع النظام وتتكون من تنظيمات تكفيرية تمثلها الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مما أدى الى تعقيد في المشهد السياسي والاجتماعي السوري بشكل عام”.

وجاء في البيان أن الدول الكبرى “تخاذلت مع الثورة السورية سواء كان على المستوى السياسي او الإنساني مع الثورة السورية وأهدافها واكتفى بتطبيق بعض القرارات الدولية التي باتت في مضمونها تتعارض مع اهداف ومطالب المجتمع السوري بالحرية والتحرر من نظام الاسد وتحقيق العدالة القانونية والاجتماعية وبناء الدولة السورية الديمقراطية ذات نظام حكم لامركزي تكون خالية من الارهاب والاجرام”.

كما أكد البيان على عدم جدية المجتمع الدولي في إيجاد الحلول السياسية والاجتماعية للمسألة السورية أدى الى تفاقم المشاكل الداخلية والإقليمية للشعوب المتعايشة داخل حدود سوريا الحديثة وخارجها ضمن الدائرة الإقليمية التي باتت تعتبر منطقة غير مستقرة سياسيا واجتماعيا وانسانيا” الامر الذي يتطلب تحرك أكثر فاعلية سياسيا وعسكريا من اجل الضغط على النظام وحلفائه لإنجاح المفاوضات التي تهدف الى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات وتكون ممثلة لكافة مكونات المجتمع السوري.

واعتبر البيان بأن الشعب الكردي اكثر المتضررين من هذه الأوضاع التي تعصف بالمنطقة وبالأخص في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا حيث ما يزال الانقسام الكردي سيد الموقف والذي جاء نتيجة عبث النظام السوري بالوحدة الكردية من خلال استقطاب تنظيمات وأحزاب كردية تكون موالية له وتعمل على تنفيذ اجنداته السياسية والعسكرية التي تهدف في النهاية الى قتل وتشريد وتهجير الكرد وابعادهم عن ارضهم الكردستانية بغية استكمال مخطط التغيير الديمغرافي والممارسات الاجرامية التي ساهمت في فرض عزلة وحصار سياسي واجتماعي واقتصادي من الداخل السوري والإقليمي الكردستاني .

وأكد البيان في ذكرى تأسيسه الحادي عشر “على الحفاظ على مشروع التيار والاستمرار في النضال لتحقيق أهدافه التي تعبر عن تطلعات شعبنا الكردي في نيل حقوقه القومية الكردستانية وضمان الامن والاستقرار في كوردستان سوريا والذي لن يتحقق الا من خلال توحيد الموقف والرؤية السياسية والابتعاد عن الانانية الحزبية واحترام الاختلاف وتهيئة الأرضية المناسبة للعمل الجماعي المشترك لكافة أطياف المجتمع الكردي السياسي والمدني .والعمل مع الشركاء السوريين ضمن اطر المعارضة بغية الوصول الى تحقيق اهداف الثورة السورية التي تطالب برحيل نظام الأسد ومنظومته الأمنية وبناء الدولة السورية الحديثة التي تضمن حقوق كافة مكونات المجتمع السوري. كما اننا ندعو المجتمع الدولي الى العمل بجدية أكثر وتحمل مسؤولياته الإنسانية والسياسية والعسكرية في حماية السوريين بشكل عام من الإرهاب الذي يمثله نظام الأسد وداعش ووضع خارطة طريق للحل تضمن الاستقرار والأمان للمنطقة بشكل عام من خلال احترام حقوق جميع الشعوب وصونها دستوريا”.

وأنهى تيار المستقبل بيانه بالدعوة لإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجون الأسد، ومجّد للشهداء الكرد والثورة السورية وفي مقدمتهم القائد الشهيد مشعل تمو.

ويذكر بأن تيار المستقبل بشقيه يعمل ضمن المجلس الوطني الكردي وهي أكثر الأطراف الكردية تعرضاً للضغوط سواء من قبل النظام أو حزب الاتحاد الديمقراطي.

اقرأ:

(الاتحاد الديمقراطي) يعتقل كوادر قيادية في حزب الوحدة الكردي بالحسكة





Tags: مميز