Archived: مذكرة أمريكية: هل روسيا قادرة حقا على استبدال بشار الأسد في أي وقت تشاء؟

تقول المذكرة إن المسؤولين الروس يكررون التلميحات، أثناء لقائهم نظراءهم الأميركيين، إلى أن موسكو نجحت في إقامة علاقات وثيقة بكبار ضباط الأسد، وأنه يمكن لروسيا أن تستبدل الأسد بأحد أركان نظامه في أي وقت تشاء.

العصر-

تداولت الأوساط الحكومية الأميركية مذكرة ورد فيها تقويم للعلاقة المباشرة التي تسعى حكومة روسيا إقامتها مع ضباط في “الجيش العربي السوري” التابع لبشار الأسد. وتضمنت المذكرة احتمالات افتراضية لنجاح الحملة العسكرية الروسية، المستمرة منذ 30 سبتمبر الماضي، في فرض سطوة القوات الحكومية على غالبية الأراضي السورية، ومرحلة ما بعد الانتصار.

وتقول المذكرة إن المسؤولين الروس يكررون التلميحات، أثناء لقائهم نظراءهم الأميركيين، إلى أن موسكو نجحت في إقامة علاقات وثيقة بكبار ضباط الأسد، وأنه يمكن لروسيا أن تستبدل الأسد بأحد أركان نظامه في أي وقت تشاء.

وتعكف الأوساط الأميركية على دراسة احتمالات ما بعد توقف القتال في سورية، ويعتقد غالبية المسؤولين الأميركيين أنه حتى لو تمكن الأسد من الانتصار، فإنه من شبه المستحيل عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، أي عودة الرئيس إلى السيطرة المطلقة والانفراد بالقرار داخل سورية.

كما يعتقد المسؤولون الأميركيون أن صراعا خفيا يحتدم بين روسيا وإيران، للسيطرة على سورية، منذ فترة. ويقول أحد المسؤولين الأميركيين، وطلب عدم ذكر اسمه، إن المشاركين في التحالف “روسيا وإيران والأسد يقفون اليوم في صف واحد، لأنهم يعتقدون أنهم في خطر، وأن المرحلة تتطلب إلحاق الهزيمة بالمعارضة السورية أولا”.

لكن من الواضح أنه حال انتصر الأسد والتحالف المؤيد له، فإن صراعا سينشأ بين الأطراف المنخرطة في هذا التحالف، حسب المصادر الأميركية التي تضيف: “ستسعى إيران إلى تثبيت دور الميليشيات التي عملت على إنشائها، وسوف تحاول دفع الميليشيات لتكون لها اليد العليا على حساب الأسد ونظامه”.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن ضباطا من النخبة من الدولتين، إيران وروسيا، يشرفون على القتال ضد المعارضة السورية ويشاركون فيه وفي توجيهه، ولو انتصر تحالف الأسد، سيعتبر كل من الطرفين، أي إيران وروسيا، أنه خلف الانتصار، و”سينشأ حتما صراع خفي بينهما في محاولة كل منهما للسيطرة على سورية وفرص النفوذ بعد توقف القتال”.

ويبدو أن علاقة قوية نشأت بين ضباط في جيش الأسد وموسكو من خلال إشراف الضباط الروس على مجريات المعارك في محافظتي اللاذقية وادلب، والتنسيق مع نظرائهم السوريين في أماكن أخرى من البلاد.

في الظروف العادية، تقول المصادر الأميركية، يمكن لأي من الضباط السوريين الذين قد يشكلون تهديدا لزعامة الأسد “ن يموتوا في حوادث ما”، لكن الأسد يعرف أن حياة هؤلاء الضباط الذين يعملون لديه تحميها موسكو، وأن التخلص منهم قد يكلفه الكثير في علاقته مع الروس التي لا يمكنه الاستغناء عنها.

ويبدو أن واشنطن تسعى منذ سنوات لتحديد طبيعة العلاقة بين روسيا وإيران والأسد، خصوصا على أرض القتال. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه من الصعب أن تكون العلاقة مركزية محصورة بنظام الأسد وحده، إذ إن إشراف الروس على القتال يحتم اتصالا مباشرا بين ضباط موسكو وضباط “الجيش العربي السوري” من دون المرور بالتراتبية العسكرية أو بالقنوات الرسمية للنظام، وكذلك الأمر بالنسبة للضباط الإيرانيين ونظرائهم السوريين.

ويسعى المسؤولون الأميركيون إلى معرفة من هم الضباط في الجيش السوري ممن تدعي موسكو أنهم صاروا محسوبين عليها.

ويضيف هؤلاء المسؤولون: “منذ اندلاع الحرب السورية، تشير التقارير الواردة من ساحات المعارك إلى أن التوتر يشوب العلاقة بين جيش الأسد، من ناحية، والميليشيات الشيعية المؤيدة لإيران مثل حزب الله اللبناني ولواء ابو الفضل العباس العراقي، من ناحية أخرى”.

وتتابع المصادر الأميركية أن حالات من التوتر بين قوات الأسد والقوات الشيعية المتحالفة معها كانت واضحة جدا في بعض الحالات. وتدلل على هذا بأن “حزب الله كان ينخرط في مفاوضات مع المعارضين السوريين المسلحين من دون مشاركة النظام، وكان الحزب أحيانا يعطي وعودا، مثل وقف إطلاق النار لفترة معينة، ثم تقوم قوات الأسد بقصف المناطق المتفق على وقف إطلاق النار فيها لتقويض مصداقية الحزب”.

وفي وقت ما زالت الدوائر الأميركية تسعى فيه لتحديد التراتبية داخل التحالف الروسي – الإيراني مع الأسد، تقول المصادر إنه خارج الجيوش النظامية وقنوات التنسيق الرسمية المعروفة بينها، يصعب التنسيق، خصوصا بين مجموعات ذات مرجعيات مختلفة وأهداف مختلفة في القتال، وفي سورية “يسعى كل طرف –الروس والإيرانيون والأسد– إلى إثبات أنه المرجع الأعلى داخل هذا التحالف”.

وتختم المصادر الأميركية بالقول: “سمعنا من كل واحد من أطراف التحالف المذكور أنه صاحب قرار هذا التحالف، لكن يبدو لنا أن الأسد هو الحلقة الأضعف، فما عاد يتمتع بقرار يذكر، ما يجعل عملية استبداله بغيره من داخل التحالف عملية خاضعة لحسابات موسكو وطهران، آو واحدة من هاتين العاصمتين دون الأخرى”.





Tags: مميز