هل تلحق الموصل التاريخية بحلب القديمة؟

معاوية مراد: كلنا شركاء

نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لميليشيا حزب الله مقالاً لمعماري عراقي متخصص في التراث، تحت عنوان (نداء عاجل: حافظوا على الموصل التاريخية)، حذر فيه من دمار كبير قد يلحق بالمدينة الأثرية التاريخية وبأوابدها التي تعود لبدايات الفتح الإسلامي.

وقال الكاتب إحسان فتحي: (الجميع يدرك أهمية قلب مدينة الموصل التاريخي الذي يرجع إلى أكثر من ألف عام، ويحتوي حالياً على مئات من أبرز الأبنية والبيوت التاريخية المتميزة والفريدة معمارياً، ليس على مستوى العراق فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي ككل).

ونوه الكاتب إلى أن ما تبقى من تراث المدينة العريق هو تلك المدينة التاريخية، ومساحتها التي تبلغ حوالي 3 كيلومترات مربعة، لا تشكل في الواقع إلا 1 في المئة من مساحة مدينة الموصل الحديثة، وأن تدمير هذه المدينة التاريخية، سيعني تدمير روح الموصل وزوالها إلى الأبد بعدما قاومت المحن والحروب منذ فتحها الإسلامي في 737م، وصمدت أكثر من 1300 سنة. وأضاف متسائلاً: “هل من المعقول أنها ستدمر على يد أبناء الجيش العراقي الوطني بعد كل هذا التاريخ؟”

وشدد على أن تنظيم “داعش” دمر العديد من أهم معالم الموصل والمدن الأخرى، وأن تحصنه في أزقة المركز التاريخي لا يعني بأنّ الجيش العراقي سيلجأ إلى قصفه بالمدفعية الثقيلة، أو أن تقوم الطائرات الأميركية بتدميره من الجو.

وأكد الكاتب على أنّ الانتصار على “داعش” سيكون أجوفاً تماماً إذا كانت نتيجته خسارة أهم مركز تاريخي ومعماري في العراق.

وكان قوات نظام بشار الأسد قد دمرت أغلب الآثار التاريخية، سواء في تدمر والمدينة القديمة في حلب وحمص، بدعوى وجود عصابات إرهابية، وتضررت آثار إنسانية كبرى في سوريا، عدا عن سرقتها من قبل الشبيحة وضباط النظام والميليشيات الطائفية والحرس الثوري الإيراني… فهل سيكون مصير الموصل التاريخية مشابهاً لحلب القديمة وسواها؟