عضو شورى سعودي: خلل كبير بمجلس الأمن وتواطؤ دولي مع نظام بشار الأسد

كلنا شركاء: مصطفى أبو عمشة- الخليج أونلاين

ندد عضو مجلس الشورى السعودي، اللواء المهندس ناصر بن غازي الشيباني، بالهجوم الكيماوي الذي وقع في محافظة إدلب السورية، وأدّى إلى مقتل العشرات من المدنيين، ملقياً باللائمة على المجتمع الدولي، الذي قال إنه يسعى لعرقلة القرارات الدولية المندّدة بتجريم نظام بشار الأسد، واتخاذ إجراءات صارمة وحازمة تجاه سلوكيات وأفعال النظام ضد الشعب السوري.

وعبّر الشيباني، في تصريح خاص لـ “الخليج أونلاين”، عن أسفه الشديد تجاه المجزرة التي وقعت في بلدة خان شيخون السورية، واصفاً الحادثة بـ “المصاب الجلل الذي وقع على الأمتين العربية والإسلامية”، وبأنّه يعدّ “انتهاكاً خطيراً للإنسانية أمام مشهد العالم أجمع، وبخاصة العالم العربي والإسلامي”.

وطالب الشيباني بضرورة التحرّك السريع والفوري تجاه انتهاكات النظام السوري بحق شعبه، مشدداً على أنّ “هناك خللاً كبيراً في منظومة مجلس الأمن، وخللاً في تطبيق قراراته، وهذا يعود إلى التواطؤ الواضح من بعض الدول والأطراف الدولية مع ما يرتكبه النظام السوري من فظائع وممارسات وحشية، والتي يرفض حتى هذه اللحظة أن يتخذ تجاهها إجراءات صارمة وحازمة”.

وأشار إلى أنّ “هناك من يسعى إلى الوقوف في وجه المواقف والقرارات بحق النظام السوري”.

وأكّد عضو مجلس الشورى السعودي، ضرورة أن يكون هناك تحرّك قوي من الجامعة العربية ومنظّمة التعاون الإسلامي؛ “لإحراج العالم والمجتمع الدولي”، مبدياً استغرابه من تصريحات ترامب الأخيرة (قبل القصف على سوريا الجمعة)، التي أكّدت أنّ الممارسات الوحشية للنظام السوري هي نتيجة ضعف الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة باراك أوباما، وافتقارها للحزم، وبأنّ أوباما لم يضع خطاً أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، ولم يفعل شيئاً حتى في عهده.

لكنّ الشيباني، ورغم ذلك، يرى في تصريحات ترامب تجاه مجزرة خان شيخون في إدلب “خطوة في اتجاه يمكن استغلالها لتدعيم اتخاذ مواقف حازمة في كافة المجالات والمستويات ضد النظام السوري وممارسته الوحشية المتكرّرة بحق الشعب السوري”.

ويشدد على أنّ المواقف والمبرّرات الروسية “المتواطئة” مع نظام الأسد “غير مقبولة”، وعلى أثر ذلك فإنّ روسيا وإيران هما من تتحملان المسؤولية كاملة بما يقع من ظلم بحق الشعب السوري، حسب قوله.

كما أهاب بمجلس الأمن والمحاكم والهيئات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التحرّك ضد النظام السوري ورموزه وشخصياته، وعلى رأسهم الأسد؛ “لتقديمه للعدالة والمحاكمة على ما يرتكبه من جرائم ضد الشعب السوري”.

وشدد على الدور الكبير الذي يجب أن تؤديه الدول العربية في هذا الإطار؛ وذلك عبر التحرّك على كافة المستويات الدولية والعربية، ومن ضمنها الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي، “التي من شأنها أن تدعم القرارات والتحركات ضد النظام السوري ورموزه”.

جدير بالذكر أنّ مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لبحث الهجوم على خان شيخون في سوريا، وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار إلى مجلس الأمن من 7 نقاط، بشأن مجزرة إدلب التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل، إلا أنّ روسيا اعتبرت النص غير مقبول على الإطلاق، في مؤشر واضح على وجود انقسامات كبيرة بين واشنطن وموسكو تجاه الملف السوري.

حيث أكدّ نائب السفير الروسي، فلاديمير سافرونكوف، بأنّ “المتمرّدين في سوريا هم من استخدم الأسلحة الكيماوية وليس النظام السوري”، متهماً المعارضة السورية بأنها قامت بتزييف تقارير عن استخدام قوات الحكومة للكيماوي، وبأنّ الصور الأخيرة التي توضّح ضحايا الكيماوي في سوريا “مفبركة بشكل مسبق”، على حد زعمه، معتبراً بأنّه لا حاجة لقرار أممي جديد للتحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.